أوضاع قاسية وشبه مجاعة يعاني منها الأسرى الفلسطينيون في سجنيّ “عوفر” و”عتصيون”!
“المدارنت”..
أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الأربعاء 24 تموز/ “يوليو”، أن أوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر “الإسرائيلي” (الإرهابي الصهيوني) سيئة للغاية، وصاروا يواجهون ظروفاً حياتية وصحية صعبة في ظل معاناتهم من شبه مجاعة حقيقية أدت لإنهاك أجسادهم وتسلل الأمراض الخطيرة إليهم.
وكشفت الهيئة في بيان لها عن الإهمال الطبي المتعمد الذي ما تزال سلطات سجون الاحتلال تمارسه على المعتقلين الفلسطينيين، وعن تقديمها لهم طعاماً سيئاً كماً ونوعاً، أنهك أجسادهم وحولها إلى جلد وعظم، وسمح للأمراض بالتغلغل فيها.
كما يواصل الاحتلال ارتكاب الجرائم بحق الأسرى المرضى ويمنع عنهم الأدوية ويمارس بحقهم إهمالاً طبياً متعمداً، إضافة إلى معاناتهم من نقص الملابس ومواد التنظيف والمستلزمات الحياتية كافة.
ضرب وتنكيل داخل سجن “عوفر”
ونقلت هيئة الأسرى عن محاميها أن المعتقلين في سجن “عوفر” في بيتونيا تعرضوا للضرب والتنكيل، إما عند اعتقالهم أو خلال نقلهم بين مراكز التوقيف والسجون، وصولا ًإلى اقتحام وحدات القمع الغرف والأقسام، وممارسة كل أشكال التعذيب، ما أحدث إصابات في أجسادهم، من كسور وجروح ورضوض.
وتمكن محامي الأسرى من زيارة عدد من المعتقلين الفلسطينيين إدارياً داخل السجن، وهم: يزن غنيم وصهيب حمامرة من بيت لحم، وأنس عبيدة ومهند حجيجي من رام الله والبيرة، وعبد الجبار جرار من جنين.
وأعربت الهيئة عن قلقها من استمرار الأوضاع داخل السجون والمعتقلات بهذا السوء والتطرف، في ظل تقصير واضح من المؤسسات الدولية، التي “تكتفي بمتابعة المستجدات على قضية المعتقلين من خلال تقارير مؤسسات الأسرى ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي”.
وكان محامي الهيئة خالد محاجنة قد نقل سابقاً شهادات مروعة عن معتقلين من قطاع غزة، أثناء زيارته لمعتقل “عوفر”، وكشف عن تعرضهم لاعتداءات جنسية بعد تجريدهم من ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب في أماكن حساسة، وهم يعانون حاليا من أوضاع صحية ونفسية صعبة.
كما أوضح أن الكلاب البوليسية تهاجم المعتقلين وتنهش أجسادهم وهم مكبلي الأيدي وراء رؤوسهم، إلى جانب تعرضهم لعمليات “شبح” يرافقها الاعتداء بالضرب.
أكثر من 100 معتقل مرضى وجرحى من دون علاج
ولفت إلى أن هناك أكثر من 100 معتقل مريض وجريح دون علاج، في ظل اكتظاظ شديد في غرف المعتقل، وهي عبارة عن غرف من الإسمنت تفتقر إلى التهوية ومساحتها لا تزيد عن خمسة أمتار مربعة، وفيها أسرّة حديدة بلا فراش ولا أغطية، ويحتجز في كل واحدة منها 25 أسيراً، ينام غالبيتهم على الأرض.
وكشف أن الأسرى يأكلون وهم مقيدي الأيدي، ولكل معتقل وجبة واحدة طوال اليوم وهي عبارة عن 100 غرام خبز، وخيارة أو حبة بندورة وكمية قليلة جداً من اللبن.
وأوضح أن الحمام مكشوف داخل غرف المعتقل، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة داخل الغرف مسلطة على الحمامات، فيما لا تزال مدة الاستحمام محددة بدقيقة واحدة فقط.
وأشار محاجنة نقلاً عن المعتقلين، إلى أن سجن “عوفر” يضم غرفتين للتعذيب داخل الغرف ولا يمكن رؤية المعتقلين خلال تعذيبهم، ولكن يسمع صراخهم فقط، ومؤخراً اعتدى جنود الاحتلال على كافة المعتقلين في “عوفر”، ما تسبب بكسر أطراف العديد منهم.
ونقل المحامي محاجنة عن أحد المعتقلين، الذين نقلوا من معسكر “سديه تيمان” إلى “عوفر”، استشهاد أحد المعتقلين المرضى، بعد رفض جنود الاحتلال تقديم العلاج اللازم له.
ضرب وشتائم نابية في سجن “عتصيون”
وفي ذات السياق، كشفت هيئة الأسرى أيضاً عن اعتداءات بالضرب والتنكيل داخل سجن “عتصيون” يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون الذين يواجهون ضرباً مبرحاً ويسمعون ألفاظا نابية ومهينة.
وذكر محامي الأسرى أنه خلال التحقيق مع المعتقلين، يتم ضربهم وتعذيبهم بكل السبل، وكان آخرها حالة المعتقل “ع. ر.” الذي تعرض للضرب المبرح على قدميه ويديه بالعصي والبساطير لحظة الاعتقال والتحقيق ما أدى إلى ترك آثار وخدوش على يديه وأنحاء جسده.
كما تعرض المعتقل “أ. س.” للضرب الشديد وقام عدد من الجنود بإلقائه على الأرض وسط صراخ وشتم واستهزاء، مستخدمين آلية التصوير للضغط عليه واستفزازه بصورة غير إنسانية.
وأكدت الهيئة، أن ما وُثق من حالات اعتقال ما هي إلا نماذج مصغرة، مضيفة أن جميع المعتقلين في “عتصيون” يعيشون ظروفاً صعبةً جداً بلا استثناء، ويتعرضون للضرب بطريقة مسعورة ومجنونة من السجانين.
وناشدت الهيئة، كل الجهات المختصة من المؤسسات الدولية وهيئات حقوق الإنسان بالتدخل السريع والعاجل لإنقاذ المعتقلين من وحشية هذا التعامل الذي يتنافى مع أبسط حقوق الإنسان، التي كفلتها القوانين والأنظمة الحقوقية العالمية كافة.