إدانات لإستهداف العدوّ الإرهابي الصهيوني خيم الفلسطينيين النازحين في “رفح”.. شهيد في الخليل والإعتقالات تتواصل في الضفة الغربية!
“المدارنت”..
ارتكبت طائرات الاحتلال الإرهابي الصهيوني، مساء أمس، الأحد 26 أيار / مايو، مجزرة مروعة بحق النازحين شمال غرب مدينة رفح، في منطقة “البركسات” بتل السلطان راح ضحيتها 35 شهيداً وعشرات الجرحى جلهم من النساء والأطفال.
وأغارت طائرات الاحتلال على خيام النازحين بـ 8 صواريخ على الأقل أدت إلى اشتعال النيران في أرجاء المخيم حيث جرى انتشال جثامين محترقة وأطفال بلا رؤوس، وبين الدفاع المدني في غزة، أن فرقه نقلت 50 فلسطينياً “بين شهيد وجريح” جراء قصف الاحتلال لمخيم النازحين، فيما أشار إلى وجود 100 ألف نازح بالمنطقة المستهدفة.
وأظهرت صور، وشهادات شهود عيان أن القصف أدى إلى تدمير وإحراق عدد كبير من الخيام في مخيم رفح للنازحين الذي لا يقع ضمن المنطقة التي طالب الاحتلال إخلائها، بينما ذكرت وزارة الصحة في غزة، إن المجزرة وقعت في منطقة يفترض أنها آمنة، ويوجد بها عشرات آلاف النازحين.
وأكدت لجنة الطوارئ في رفح أن النيران اشتعلت في خيام النازحين إثر القصف “الإسرائيلي” للمخيم، مؤكدة أن المجزرة المرتكبة تنسف كل ادعاءات الاحتلال بوجود مناطق آمنة في رفح.
ومن جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن المنطقة التي استهدفها الاحتلال “إنسانية” سبق أن أجبر الفلسطينيون على النزوح إليها، فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن مستشفى تابعا لها في رفح تعامل مع تدفق للجرحى جراء تعرضهم لحروق شديدة جراء المجزرة.
وكانت وزارة الصحة بغزة، قالت في بيان لها: “عدد كبير من الشهداء والجرحى جراء قصف طائرات الاحتلال الغاشم على مخيم للنازحين شمال غربي مدينة رفح، وجارٍ البحث عن مفقودين في المكان”.
وأضافت: أن “طواقم الإسعافات تقف حائرة أمام نقل الشهداء والجرحى؛ نتيجة عدم وجود مستشفى في مدينة رفح يتسع لهذه الأعداد من الشهداء والجرحى”.
إدانات عربية وفلسطينية
ودعوات للمجتمع الدولي بالوقوف على مسؤولياته
من جهته، وصف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، مجزرة “رفح”، بأنها “رسالة واضحة من “إسرائيل” (كيان الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة) للمحكمة الدولية والمجتمع الدولي مفادها بأن المحرقة ضد المدنيين بغزة مستمرة”.
وأشار بيان المكتب الحكومي، إلى أن جيش الاحتلال (الإرهابي الصهيوني) سبق أن حدد المخيم الذي قصفه برفح “ضمن المناطق الآمنة التي دعا النازحين للتوجه إليها”، وأكد أن” استهداف مراكز الإيواء في قطاع غزة، خلال 24 ساعة تسبب في قتل وإصابة 190 شخصاً”.
.وحمل المكتب الإعلامي في بيانه الاحتلال “الإسرائيلي” والإدارة الأمريكية والدول المنخرطة في جريمة الإبادة الجماعية مثل ألمانيا وغيرها من دول أوروبا كامل المسؤولية عن استمرار الإبادة الجماعية ومجازر الاحتلال في القطاع.
كما دعا المحكمة الجنائية الدولية، وكل المحاكم الدولية وكل القضاة الأحرار في العالم، وكل المنظمات الحقوقية والقانونية في كل دول العالم إلى ملاحقة مجرمي الحرب لدى الاحتلال “الإسرائيلي”.
ومن جانبها أكد القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين في بيان لها على أن “هذه الجريمة البشعة هي دليل إضافي على جرائم الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال وجيشها النازي بحق شعبنا، في الوقت الذي يزعم ويعلن كذباً وتضليلاً بأنه يتخذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين”.
ولفت إلى أن “الإدارة الأمريكية شريك في قتل الأطفال وإزهاق الأرواح، فهي من تصر على منع وقف الحرب، وتستمر في تزويد الاحتلال بشتى القذائف الفتاكة والسلاح المدمر والمحرم دولياً الذي يقتل الأطفال، ويدمر المباني فوق رؤوس الآمنين المدنيين”.
“حركة المقاومة الإسلامية/ حماس” أدانت مجزرة رفح المروعة مطالبة بالتطبيق الفوري والعاجل لقرارات محكمة العدل الدولية، والضغط من أجل وقف هذه المجزرة وسفك دماء المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ.
وشددت حماس في دعوتها على ضرورة “ضغط كل الأطراف وخاصة الأشقاء في مصر، بالضغط على الاحتلال لسحب جيشه من معبر رفح، وتمكين الطواقم العاملة في المعبر لمتابعة عملها، وتسهيل خروج الجرحى والمرضى ودخول المساعدات والإغاثة”.
من جهتها، أدانت مصر بأشد العبارات، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الاثنين، قصف الاحتلال “المتعمد” لخيام النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، واعتبرت مصر أن ذلك يمثل” انتهاكا جديدا وسافرا لأحكام القانون الدولي الإنساني، وبنود اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1494 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
أضافت: “هذا الحدث المأساوي، إمعانا في مواصلة استهداف المدنيين العُزّل، والسياسة الممنهجة الرامية لتوسيع رقعة القتل والدمار في قطاع غزة لجعله غير قابل للحياة”.
بدورها طالبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين بضرورة التحرك بشكل فوري وفاعل، وإلزام “إسرائيل” بتحمل مسؤولية ممارساتها ومحاسبتها على أفعالها، ووقف انتهاكاتها المستمرة والمتواصلة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ودعت إلى تأمين الحماية للمدنيين العزل في غزة ولمنظمات الإغاثة وموظفيها، وخاصة الأونروا التي تقوم بدور إنساني كبير في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للأشقاء الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها قطاع غزة.
ورغم صدور أوامر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة، تواصل سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” حرب الإبادة على قطاع غزة التي خلفت مئات آلاف الشهداء والجرحى والنازحين.
شهيد في الخليل واقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية
استشهد طفل فلسطيني، مساء الأحد، بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه قرب بلدة سعير شمال شرق الخليل بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن، فيما واصلت قوات الاحتلال حملات الاقتحام والاعتقال في مدن ومخيمات الضفة الغربية المحتلة.
وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة عند مفترق “بيت عينون” بالخليل الرصاص صوب الطفل مجد شاهر عرامين (14 عاما)، وأصابته وتركته ينزف على الأرض، ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليه.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية: إن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الطفل مجد شاهر عرامين، برصاص الاحتلال قرب بلدة سعير.
وفي أعقاب الحادث أغلقت قوات الاحتلال مداخل مدينة الخليل، فيما شهدت المنطقة القريبة من مفترق بيت عينون تعزيزات عسكرية.
وواصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لمدن ومخيمات الضفة الغربية، حيث داهمت قوات الجيش اليوم الاثنين 27 أيار/مايو، بلدة كفردان غرب جنين، واعتقلت والد أحد المطاردين فيما فجرت بعض مركبات الفلسطينيين، وأطلقت الرصاص على نصب تذكاري لمنفذي عملية كمين الجلمة الشهيدين عبد الرحمن وأحمد عابد.
وأفادت مصادر محلية باعتقال الجيش “الإسرائيلي” الفلسطيني رشاد أبو الهيجا والد المطارد أحمد أبو الهيجا، كما قامت قوات الاحتلال بتفجير عدد من المركبات، واستولت على عدد آخر منها.
كما اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي والغاز السام، وقنابل الصوت كما سمع دوي انفجارات ناجمة عن تفجير مقاومين عبوات ناسفة محلية الصنع بقوات الاحتلال.
وفي محافظة طوباس، ذكرت مصادر محلية إن قوات خاصة تابعة للاحتلال داهمت عدداً من منازل بلدة طمون، معززة بآليات عسكرية وصلت من بوابة عاطوف شرق البلدة، ونشرت قناصتها في عدة مناطق.
واندلعت مواجهات بين الشبان وجيش الاحتلال، أصيب خلالها شاب بشظايا الرصاص الحي بالقدم، حيث حاصر الاحتلال منزلاً لعائلة الشاب عمر محمد بشارات، وطالبته بتسليم نفسه، حسبما أفاد مدير نادي الأسير في طوباس كمال بني عودة.
وفي محافظة جنين، جرت مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة بين الشباب المقاوم وقوات الاحتلال “الإسرائيلي”، تخللها تفجير عبوات ناسفة بآليات الاحتلال، وذلك بعد اقتحام الاحتلال المدينة، حيث داهم عدة منازل، حيث اعتقلت الشاب رشاد محمود أبو الهيجا بعد مداهمة منزله، وتحطيم محتوياته.
وأطلقت قوات الاحتلال في خضم اندلاع المواجهات، الرصاص الحي وقنابل الغاز السام، وقنابل الصوت دون وقوع أي إصابات، في محيط معسكري دوتان وسالم غرب جنين.
كما استهدف مقاومون مستوطنة “شاكيد” غرب جنين، ردا على مجزرة الاحتلال بقصف خيام النازحين في رفح، وجرى استهداف حاجز عسكري لجيش الاحتلال بين مستوطنتي حرميش ودوتان قرب يبعد بجنين.
وفي محافظة طولكرم، استهدفت المقاومة حاجز سناعوز بوابل من الرصاص، وأكدت أنه رد أولي على الجرائم البشعة التي يرتكبها الاحتلال بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة.
وفي بيت لحم، اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال عقب اقتحامها قرية حوسان غرب بيت لحم، وإطلاق وابل من قنابل الغاز السام صوب منازل الفلسطينيين ومحالهم التجارية.
وأفادت مصادر محلية بإصابة مستوطن عقبه استهداف مركبات المستوطنين على الطريق الاستيطاني بالقرب من قرية حوسان من الشبان الثائر بالقنابل محلية الصنع والحجارة.
وفي الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب معن العلامي عقب مداهمة وتفتيش منزل ذويه خلال اقتحام بلدة بيت أمر شمال الخليل.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، بأن قوات الاحتلال اعتقلت الطفل فراس شعيب جابر من حارة جابر بالبلدة القديمة من مدينة الخليل، ومحمد عماد الدين أبو سنينة، وأمين جواد ابو اشخيدم، وقصي أنور حسن القاضي التميمي من جبل الرحمة، وحسن عبد الحميد حلايقة من بلدة الشوخ، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها.
كما قام مجموعة من الشبان برمي قنابل محلية الصنع نحو جنود الاحتلال في منطقة واد شيوخ، شمال الخليل، واستهدفوا البرج العسكري الموجود عند مدخل مخيم العروب، باستخدام المفرقعات النارية.
وفي أريحا، اعتقلت قوات الاحتلال شابين من مخيم عقبة جبر في أريحا، وقال مدير نادي الأسير في أريحا عيد براهمة، إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم عقبة جبر، واعتقلت الشابين: محمد تيسير إبراهيم نمر، ومحمد إسماعيل صقر أبو داهوك.
وفي سياق متصل، أعلن نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان مشترك، ان قوات الاحتلال اعتقلت منذ مساء أمس، وحتّى صباح اليوم الاثنين 14 فلسطينياً على الأقل من الضّفة، بينهم طفل، وأسرى سابقون.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله والبيرة، وأريحا، وجنين، رافقها عمليات تنكيل واعتداءات، وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
يذكر ان حصيلة الاعتقالات بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ارتفعت في الضفة الغربية إلى أكثر من (8890) حالة، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.