إزدواجية التهديد والخطر الذي يمثله النظام الايراني!
خاص “المدارنت”..
إذا قمنا بإلقاء نظرة متأنية على أهم وأکثر الاحداث والتطورات خطورة وحساسية خلال الـ45 عاما المنصرمة، وتحديدا وعلى وجه الخصوص، بعد تأسيس النظام الايراني الحالي، فإن الذي يلفت النظر ويسترعي الانتباه، هو أن لهذا النظام قد کان بصورة وأخرى دور أو تأثير على هذه الاحداث والتطورات.
النظام الايراني، وإن شکل تهديدا وخطرا جديا غير مسبوقا على الشعب الايراني، ولا سيما وإنه إضافة الى ممارساته القمعية ضد هذا الشعب والتي فاقت التصورات، فإنه قام ويقوم أيضا بإهدار ثرواته وإمکانياته الهائلة على مخططاته المشوهة، التي هي أيضا قد تجاوزت کل الحدود وإن المسألة لم تعد تتعلق بإختفاء أو هدر عشرات أو حتى مئات الملايين من الدولارات، بل وحتى مئات المليارات، وهو ملابين ويٶکد مدى الخطورة التي صار هذا النظام يجسده بالنسبة للشعب الايراني، ولکن لا يبدو إن خطورة النظام الايراني تقف عند هذا الحد کأي نظام دکتاتوري معادي لشعبه، بل إنه يتجاوز للعالم، إذ أثبت إنه يجسد تهديدا وخطرا على الامن والسلام الدوليين.
الملفت للنظر هنا، إن الدعوات المتکررة للسيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، والتي تطالب دول العالم وبشکل خاص البلدان الغربية، بوضع حد لسياسة الاسترضاء ومسايرة النظام الايراني ليس لإنها تلحق أفدح الاضرار بالشعب الايراني وتعيق نضاله من أجل الحرية وإسقاط النظام، بل لأنها تساهم وبصورة فعالة في مساعدة هذا النظام على البقاء وعلى تهديده للسلام والامن الدوليين.
وقطعا فإن التأکيد على تهديد النظام الايراني للسلام والامن الدوليين والذي ورد ويرد في خطابات السيدة رجوي، ليس مبنيا على تصورات أو إفتراضات ذهنية بل إنه قام ويقوم على أساس حقائق وأرقام مستمدة من الواقع ومن الاحداث والتطورات التي جرت وتجري على الصعيدين الاقليمي والدولي، حيث باتت بصمات هذا النظام في مختلف المناطق المتوترة في العالم وکأنه يريد دفع العالم وليس المنطقة لوحدها بإتجاه مصير مجهول.
التهديد والخطر المحدق بالشعب الايراني من جراء بقاء النظام الايراني يتفاقم مع مرور الزمن أکثر فأکثر ونفس الشئ بالنسبة للتهديد والخطر المحدق بالامن والسلام الدوليين ولاسيما إذا ماأخذنا بنظر الاعتبار والاهمية الدور المشبوه لهذا النظام بإثارة الحروب والازمات والفتن غير العادية وسعيه من أجل إختلاق أجواء تسهم في إنفلات أمني إقليمي بل وحتى دولي، فإن التهديد والخطر الذي يمثله هذا النظام يتجاوز الحدود المألوفة ويجعل منه شرا مستطيرا ليس من المفيد إطلاقا إلتزام الصمت تجاهه وعدم مواجهته، ذلك إنه وکما أثبتت التجارب المختلفة للـ45 عاما المنصرمة، فإن الاستمرار بسياسة التجاهل الدولي وعدم التصدي له، فإن ذلك سيسهم بتوسيع وتعميق الخطر والتهديد الناجم والمتولد عنه.
إزداوجة التهديد والخطر الذي يمثله النظام الايراني لإيران والعالم أجمع، تدفع بالضرورة الى أهمية تعاون عالمي مع عملية النضال الشعبي الجاري من أجل الحرية والتغيير في إيران، ذلك أن مطلب تغيير النظام الايراني لم يعد شأنا خاصا بالشعب الايراني، بل إنه قد أصبح شأنًا عالميًا لا مناص منه!