مقالات

الإمارات لن تتخلى عن الشعب السوداني..

“المدارنت”..
مع دخول الحرب في السودان، عامها الثالث، استضافت لندن، أمس، مؤتمراً دولياً حول السودان بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وبمشاركة 14 وزيراً من دول أخرى، إضافة إلى ممثلين عن السعودية والولايات المتحدة والأمم المتحدة، بهدف توحيد الجهود حول موقف مشترك لوضع حد للمأساة الإنسانية المتفاقمة هناك، وتأمين المزيد من الغذاء والدواء للسودان، والبدء في رسم مسار سياسي للأزمة يعيد السلام والأمن إلى ربوع هذا البلد جراء هذه الحرب العبثية.
وتلعب دولة الإمارات، دوراً بارزاً في هذه الجهود مع المجتمع الدولي. وبصماتها الإنسانية في دعم الشعب السوداني، وفي سعيها الحثيث من أجل السلام تؤكد أنها لا تألو جهداً في سبيل الوصول إلى هدف وقف الحرب وإنقاذ السودان من المجاعة والحرب، رغم محاولات زمرة عبدالفتاح البرهان الإساءة إلى هذا الدور والمضي قدماً في حربه المدمرة.
تقول الأرقام إن هذه الحرب أدت إلى تهجير أكثر من 13 مليون سوداني، وهذا يشكل كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة.
كما غرقت البلاد في المجاعة، وتؤكد أرقام اليونيسيف أن عدد الأطفال الذين قتلوا أو أصيبوا بجروح ارتفع إلى حوالى 2776 حالة مؤكدة، وأن عدد الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال تصاعد بنسبة ألف بالمئة، وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «عامين من الحرب والنزوح حطما حياة ملايين الأطفال»، فيما أكدت ممثلة الأمم المتحدة للمرأة آنا موتافاتي «استخدام الاغتصاب والعنف الجنسي سلاحاً في الحرب».
أما بالنسبة لعدد ضحايا هذه الحرب، فليست هناك أرقام محددة نظراً لاستمرار المقتلة وسقوط المزيد من الضحايا يومياً، لكن بعض الأرقام تتحدث عن أكثر من 20 ألف ضحية بين المدنيين، ومثلهم من الجرحى، إضافة إلى عدد غير معروف من المفقودين.
وفي إطار الكارثة التي يعيشها السودانيون، فقد وقعوا كذلك في قبضة مجاعة تضرب أطنابها في مختلف أنحاء البلاد، وتقول منظمة عالمية تعنى بقضايا الأمن الغذائي إن هناك 17 منطقة مهددة بخطر المجاعة، وإن نصف عدد السكان وعددهم 24.6 مليون نسمة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.
لكل ذلك، فإن دولة الإمارات تعمل بكل جهد لوقف هذه الحرب، وعدم إطالة محنة الأشقاء السودانيين، وإنقاذهم في أسرع وقت من براثن زمرة البرهان، وهي ثابتة على موقفها ولن تتخلى عن الإخوة السودانيين في سعيهم للخلاص، وحقهم في ممارسة حياة طبيعية في إطار دولة مدنية تحقق لهم كل أهدافهم بالأمن والسلام والتنمية والوحدة الوطنية.
في مؤتمر لندن أمس، كما في مؤتمر بروكسل الذي عقد في مارس/ آذار الماضي، جددت الإمارات موقفها الثابت في الدعوة لوقف إطلاق النار في السودان، ومعالجة المأساة الإنسانية، وإيجاد حل سياسي للأزمة، رغم محاولات فلول الإخوان في المؤسسة العسكرية السودانية تشويه صورة الإمارات والإضرار بسياستها الخارجية ودبلوماسيتها النشطة لدعم الشعب السوداني.
لن تتخلى الإمارات عن دورها في الوقوف مع الشعب السوداني حتى يسترد حريته وعافيته والخروج من محنته.

إفتتاحية “الخليج” الإماراتية اليوم
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى