خاص “المدارنت”..
أيام، ويأتي رمضان كل سنة، وانتم طيبين.. هل تغير فكرنا من ناحية التغذية في رمضان؟ هل نصوم، ثم عند الإفطار ننسى حكمة الصيام ونفتري في الأكل؟ نعم نحن مجموعة من الشعوب التي تأكل بنهم وشراهة، وتنسى الغرض الأساسي من رمضان، الا وهو “صوموا تصحوا”، وانه فرض من الفرائض.
بل وصل الأمر الى الإفراط في كل شئ.. والشراء بسفه، بل تسعي الحكومات الي توفير السلع الغذائية بكثرة حتى لو اضطرت الي استيرادها من الخارج، من أجل توفرها في الأسواق للشعوب، متناسين ان هناك فقراء يحتاجون الي طعام، لا يتوفر لهم، بل للاغنياء فالاقل منهم..
لذا فالاقبال على الشراء بدرجة تصل إلى حد التكالب، مما يحرم الفقراء المحتاجين من الطعام، جميعنا ننسى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الطعام ،وعدم الإسراف في تناول الطعام.. حتى الآية الكريمة، والتي نقرأها دوما لكن ننساها والتي تقول:
﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾.
دائما ننسى هذه الآية الكريمة، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، ومن الأحاديث النبوية الشهيرة عن الطعام.
“نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع”.. وايضا الحديث “المعدة بيت الداء والحمية هي الدواء”، وايضا الحديث “ما ملء ابن آدم وعاء أشر من المعدة”، وايضا الحديث “حسب ابن آدم لقيمات يقمنا صلبه واذا كان ولابد فثلث لطعامه. وثلث لشرابه. وثلث لنفسه”.. والحديث القائل: “المعدة حوض البدن بها عرقان يذهبان للبدن، فاذاصحت المعدة صح البدن، وإذا فسدت المعدة فسد البدن”.. وهكذا هي الأحاديث التي تحث على الاعتدال في الطعام. خاصة في رمضان..
كذلك لا ننسى عند تناول طعام الإفطار طبق السلطة، فهي حماية للمعدة والامعاء من مشكلات كثيرة، منها عسر الهضم والامساك.، حماية للجسم من أمراض الشيخوخة، حماية لخلايا الجسم الأكسدة.. كذلك لا ننسى تناول الزبادي بعسل النحل في وجبة السحور.. السحور مهم، وهناك من يهمله، والرسول صلى الله عليه وسلم تسحر ولم يهمل السحور، وقال في ذلك: “تسحروا فإن في السحور بركة”، وقال أيضا: “ما تزال أمتى بخير ما عجلت الفطور واخرت السحور”..
هكذا اخوتي في الل،ه هذا هو اسلامنا الذي تركناه وراء ظهورنا عند تناول الطعام، وبخاصة في شهر رمضان المبارك، إسلام الاعتدال في كل شئ، حتى الطعام.. ولكن ما نزال أسرى عادات سيئة عند تناول الطعام، ألا وهي الإفراط والاسراف.
* أخصائي تغذية.
