الجميّل في “مؤتمر الكتائب”: سنعطّل الانتخابات إذا أراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح “حزب الله”
“المدارنت”..
أشار رئيس “حزب الكتائب اللبنانية”، النائب سامي الجميّل، الى أننا “سنعطل الانتخابات اذا اراد الفريق الآخر الإتيان برئيس، يغطي سلاح حزب الله، لست سنوات مقبلة”، لافتًا الى أننا “قبلنا أن نلعب اللعبة الديموقراطية، غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتكم”، مشيرًا الى “اننا سنعتمد الأسلوب نفسه من دون أن نجرّ البلاد الى الخراب”.
وأكد الجميل خلال مشاركته في أعمال المؤتمر العام الـ32 للحزب، أن “هناك دولتين على ارض لبنان، الجمهورية اللبنانية, والجمهورية الاسلامية، التي تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية، وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه”. وتوجه الى حزب الله بالقول: “نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريّتين، فليعلنها حزب الله، ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية”.
وقد حضر المؤتمر الذي انعقد في “فندق الريجنسي بالاس” في أدما، السيد أمين الجميل (رئيس جمهورية أسبق) وعقيلته، وأعضاء المكتب السياسي والكوادر الحزبية و400 مندوب، يمثلون الكتائبيين في المؤتمر العام، اضافة الى حشد من النواب وممثلي الأحزاب وضيوف من لبنان والخارج، يمثّلون أحزابًا منضوية مع “الكتائب” في تحالف “حزب الشعب الأوروبي”.
بداية، رحب الجميّل “بكل الاصدقاء من لبنان والخارج”، شاكرًا “كل الحضور من كل الكتل النيابية التي يتعاون الحزب معها، متوجها اليهم بالقول: “وجودكم اليوم شرف لنا ككتائبيين ونتمنى ان يستمر التعاون في كل الفترة الصعبة دائما بخدمة لبنان”.
أضاف: “التحية الأكبر لرفاقي الكتائبيين، 400 مندوب يمثلون الكتائبيين من اقصى الجنوب والشمال، وصولا الى البقاع بعملية ديموقراطية تعقد كل 4 سنوات”.
وأكد أن “لبنان بالنسبة للكتائب ليس وطناً انما روح، وعندما خاضت الكتائب معركة الاستقلال، وناضلت من اجل هذا الكيان كان هدفها خلق مساحة شرعية معترف بها دولياً تعيش بحرية وتطور وديموقراطية وازدهار كي يعيش الانسان على هذه الارض بحرية”. وقال: “بالنسبة لنا لبنان، اكثر من منطقة، وهو ليس بلداً ككل البلدان، فهو روح وإذ سأل أحد لماذا نتمسك ببلدنا؟ نجيب “لانه اكثر من بلد”.
هناك حزب مسلّح يأخذ طائفته رهينة
ويحاول تحويل الصراع في لبنان الى صراع طوائف
وذكر أن “ما يحصل اليوم هو محاولة قتل هذه الروح ومحاولة لتغيير وجه لبنان، واذا قتلنا روح لبنان نغيّر بذلك وجهه وكل ما يندرج ضمن خصوصية هذا البلد. هم يحاولون قتله عبر قتل الحرية والتعاون والديموقراطية والاقتصاد القوي والحر وانفتاح لبنان على العالم”.
وقال: “لسنا امام مرحلة عادية انما امام محاولة لقتل البلد وتفريغه من معانيه، والمعركة اليوم ليست على فئة من اللبنانيين انما على معنى وجود هذا البلد بمسيحييه ومسلميه، رغم ان هناك مجموعة هائلة من اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ومن كل الطوائف يؤمنون بهذه الروح وبان لبنان رسالة حضارة وتطور، كما يؤمنون بالحرية وولدوا متمسكين بهذه الحرية. ومن يحاول ان يقضي على هذه الروح، ليس فئة من اللبنانيين انما حزب مسلّح يأخذ طائفته رهينة ويحاول تحويل الصراع في لبنان الى صراع طوائف، وتحريك كل العصبيات التي نراها اليوم”.
وتابع: “من السهل اليوم ان اقف امامكم وارفع النبرة الطائفية، ولكن هل أكون بذلك أشهد للحقيقة. بالطبع لا”.
وأوضح أن “الصراع هو بين اللبنانيين الذين يريدون العيش في بلد متطور، والمحافظة على نظامه الديموقراطي، وعلى نمط الحياة، وبين من يحاول ان يقضي على هذه المسلّمات، من خلال ايديولوجية لا علاقة لها بلبنان، وبسلاح لا علاقة له بلبنان”.
ولفت الى انه “تصادف اليوم ذكرى اغتيال لقمان سليم، وبما اننا حزب الشهداء ومعارضون لهذا الاغتيال، سأقرأ رسالة لقمان سليم، وهي وصية ومحاكمة قبل المحاكمة، لاننا نعرف ان المحاكمة باغتيال سليم، لن تحصل، وبذلك نعرف مدى الترهيب الذي يتعرض له اللبنانيون الذين يعارضون الحزب”.
هناط تغيير “ديموغرافي” وضرب للمؤسسات في لبنان
وتحدث الجميّل عن “شراء اراض وتغيير ديموغرافي، وضرب للمؤسسات، وضرب للاعلام الحرّ ممنهج، وهو ايضاً ضرب للسياحة في لبنان يطال اللبنانيين الاحرار”، مؤكدًا “أننا سنواجه هذه المحاولات جميعها ولن ننجح الا اذا كنا يداً واحدة”.
وتابع: “لم نستطع تحقيق انسحاب الجيش السوري، الا عندما توحّدنا في ساحة الشهداء، ولن نحافظ على لبنان، الا اذا توحدنا جميعا”.
ولفت الى “أن اللبنانيين خائفون على مستقبل لبنان الحضارة، ولهذا السبب معركتنا وطنية بامتياز. وعندما يكون هناك خطر على فئة من اللبنانيين سنعلن عنها، اما اليوم فنخوض معركة جميع اللبنانيين وليس جزءا منهم”.
وشدد على ان “التهديد اليوم ليس على المسيحيين فقط، والمعركة ليست معركة المسيحيين فقط، انما معركة جميع اللبنانيين، والدليل انه لم يهاجر مسيحيون بهذا القدر، كما هاجروا في ظل حكم “المسيحي القوي”.
وأكد أن “الطبقة الحاكمة، سلّمت البلد الى حزب الله، بحجة الدفاع عن المسيحيين، والاهم، هو ان نحافظ على رسالة المؤسس الذي كان واضحا ان الكتائب، هو حزب كل لبنان واللبنانيين، وان نحافظ على كلمة بيار أمين الجميّل، الذي قال في ساحة الشهداء: “إن معركتنا هي من اجل كل اللبنانيين”.
واكد “ان هدفنا هو الحفاظ على حق اللبنانيين في تقرير مصيرهم”، جازمًا “اننا في حزب الكتائب سنبقى نقول الحقيقة لان الاخطر هو اللحاق بالغرائز وادخال العالم بالكارثة الحالية”.
وتابع: “حذرنا في حزب الكتائب منذ 4 سنوات من تسليم قرار البلد وانهيار الاقتصاد والعزلة الدولية، هناك من يحاول ان يخرجنا من المعادلات الاقتصادية والديبلوماسية والسياسية ، الا ان ارادة الشعب اللبناني تم التعبير عنها في ثوة الارز وثورة 17 تشرين”.
الطائفة الشيعية تعاني في مناطق نفوذ “حزب الله”
أضاف: “في ثورة الارز، هناك من قال اننا ضد خروج الجيش السوري من لبنان، وفي ثورة 17 تشرين عندما قال الشعب اللبناني انه يريد انقاذ بلده، هناك من قال نريد الحفاظ على كل هذا لتدمير ما تعرض له الشعب اللبناني، الا ان من يقف بوجه ارادة الشعب هو فريق يأخذ طائفة رهينة”، مشيرا الى “معاناة الطائفة الشيعية في المناطق حيث نفوذ حزب الله كبير”. وتابع رئيس الكتائب: “اليوم هناك دولتان على ارض لبنان الجمهورية اللبنانية مع كل من يؤمن بها من كل الطوائف، ودولة اخرى وهي الجمهورية الاسلامية لحزب الله ولكل دولة منهما تمويلها وجيشها وسياستها الخارجية. الجمهورية الاسلامية تحاول وضع يدها على الجمهورية اللبنانية التعددية وهذا الامر مطلوب منا ان نقاومه”.
وقال: “اننا نتخبط للاسف وراء بعض الشعارات للهروب من واقع ان الجمهورية الاسلامية تقضي على روح الجمهورية اللبنانية من خلال تغيير ثقافتها وتحويلها الى ثقافة الحروب، في حين ان اللبناني يطمح للعيش وليس للموت”، مشددا على أنه “لا يمكننا الاستمرار بالتعاطي مع الاداء الديكتاتوري بطريقة تقليدية”، مذكّرًا بأن “هذا الاداء التسووي مع الجمهورية الاسلامية اوصلنا الى الكارثة اليوم من تنازل الى تنازل من تسوية الى تسوية”.
وأكد “أن مشكلتنا مع 14 آذار هي مع الأداء، اي اداء المسؤولين عنها الذين ذهبوا من تسوية الى تسوية وصولا الى تسليم البلد وانتخاب رئيس الجمهورية الاسلامية على رأس الدولة”، وقال: “المطلوب تغيير الاسلوب والمساومات والتوحد كعلمانيين وطائفيين، ولكن قبل التعديل بالنظام السياسي علينا استعادة بلدنا وتحرير قراراتنا.
لسنا مستعدين للخضوع لإرادة “حزب الله” في لبنان
لهذا السبب وانطلاقا من هنا ومن هذه اللحظة نقول اننا لسنا مستعدين للخضوع لارادة حزب الله في لبنان وندعو كل اللبنانيين لتحمل مسؤولياتهم. ونقول لحزب الله نحن غير مستعدين للاستمرار بهذا الوضع، واذا كان المطلوب الطلاق بين الجمهوريتين فليعلنها حزب الله، ولكن لن نقبل ان نعيش كمواطنين درجة ثانية ولن نخضع، سنبقى هنا وسنواجه جميعا مع بعضنا البعض”.
أضاف: “الخطوة الاولى في هذا الاتجاه نعلن عنها اليوم، نعيش في فراغ رئاسي ولأشهر طويلة وقد حضرنا الجلسات ولكن غيرنا يقرر الخروج من الجلسة والمطلوب منا ان نبقى، نأتي الى المجلس وننتظر الفريق الآخر ان يتفق على مرشح واحد ليحصل على 65 صوتا”.
وتابع: “من اليوم نقول امام الرفاق والاصدقاء سنعطل الانتخابات اذا اراد الفريق الآخر الإتيان برئيس يغطي سلاح حزب الله لست سنوات مقبلة”، مؤكدًا “أننا قبلنا ان نلعب اللعبة الديموقراطية غير ان الفريق الآخر رفضها، ولكن تطبيق الدستور لا يكون حسب توقيتكم. سنعتمد الاسلوب نفسه من دون ان نجر البلاد الى الخراب”.
وأردف: ” لن ننجر الى السلاح لاننا نعرف قيمة الدم والشهداء والحرب، حزب الكتائب ليس هاوي حرب، انما تم جرّه لأن الدولة غابت والجيش اختفى، اليوم نريد الدولة والجيش ولكن اذا اقتربوا الى بيوتنا سندافع عن انفسنا. اعتمادنا على الدولة ولكن بيوتنا ليست نزهة”.
وختم الجميل:” اريد ان اؤكد لجميع الكتائبيين، ان هذا الحزب مؤسسة كبيرة قدمت اغلى ما عندها من اجل لبنان، هذا الحزب يتبع قناعاته وقضيته، هو لجميع اللبنانيين الذين يؤمنون بالقيم والمبادئ والانفتاح وحب لبنان ورفاهية الانسان. هذا الحزب مفتوح لكل لبناني يؤمن بهذه القيم وهو ملك الكتائبيين واللبنانيين، من افقر الاحزاب في لبنان لان ليس لدينا الا الخيّرين ولكن هذا فخر ويجعلنا ندافع عن قناعاتنا فحزب الكتائب مؤسسة نحو المستقبل”.
الافتتاح
وكانت الجلسة الافتتاحية العلنية افتتحت عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم الجمعة بالنشيدين اللبناني والكتائبي، تلاهما كلمة أمين عام الحزب سيرج داغر، الذي قال: “بناء على النظام العام، وبناء على قرار المكتب السياسي الصادر في 17-10-2022، القاضي بالدعوة الى انعقاد المؤتمر العام الثاني والثلاثين لحزب الكتائب اللبنانية في 3 و4 و5 شباط 2023، وبناءً على المذكرات المكمّلة لتشكيل أعضاء المؤتمر. وبناء على أن النصاب القانوني للمؤتمر قد اكتمل. نعلن باسم الكتائب اللبنانية، وفي خدمة لبنان، افتتاح أعمال المؤتمر العام الثاني والثلاثين لحزب الكتائب اللبنانية.
المؤتمر يستمر حتى يوم الأحد، حين يتحوّل الى هيئة ناخبة، تنعقد في البيت المركزي، من اجل إنتخاب رئيس جديد للحزب، ونوابه، اأعضاء المكتب السياسي، مجلس الشرف، ولجنة الرقابة المالية.