السنيورة: متمسكون بوحدة الوطن وحصرية سلطته وسيادة دستوره
ثم كانت كلمة رئيس “جمعية النهوض” درباس الذي قال: “أنهض أمامكم اليوم باسم “النهوض”، أي الجمعية التي أنشئت كمغامرة في عكس السير، وفي مهب رياح تحث المرء على الاختباء والكمون، لا على النهوض”.، مضيفا “قامت الجمعية بمبادرة من الرجل الدؤوب دولة الرئيس فؤاد السنيورة وبرعاية من الرؤساء الحريري ونجيب ميقاتي وتمام سلام، وصدف أن كنت مارا من أمامهم فألقوا القبض علي ونصَّبوني رئيسا، بعد أن خلت نفسي مستعيدا حريتي من سنوات طالت علي في وزارة الشؤون الاجتماعية”.
ثم كانت كلمة مدير عام المعهد العربي للتخطيط في دولة الكويت الذي قال: “أعرب عن سعادتي لوجودي على “هذه الارض المباركة لبنان، وللبنان مكانة خاصة في قلب كل الكويتيين وقلب سمو امير الكويت، ونشعر اننا بين اهلنا هنا، وتزداد سعادتي عندما آتي الى لبنان وألاحظ تقدما على صعيد السياسة والاستقرار والبنية التحتية رغم ما يعانيه لبنان، شاكرا دولة الرئيس الحريري على ما يقوم به من أجل إنجاح هذا المؤتمر، كما أشكر دولة الرئيس السنيورة على اهتمامه وشمول نظرته”.
وأشار الى “وجود أربع اشكاليات أساسية، غير ممكن تحقيق النمو الاقتصادي التشغيلي الذي يغذي التنمية ما لم تكن لدينا معالجة شافية لهذه القضايا، وهي:
أولا: موضوع الاصلاح المالي والاقتصادي، الذي بدأ منذ اكثر من خمسين سنة، وقد أصبح الاقتصاد يعرج رغم وجود فرص مهمة. فحتى الدول التي كانت تعرف فائضا ماليا اليوم تعاني من العجز في مالياتها.
ثانيا: حتى اليوم لا توجد منظومة انمائية عربية للتخطيط فعالة. فكيف ندير التنمية والاقتصاد دون تخطيط؟ فالتخطيط الانمائي هو اساس للوحدة الوطنية. هناك دول كثيرة حققت التنمية مع وجود خطط تنموية واضحة، ونحن للاسف لم نتمكن من ذلك وبقينا في حالة الجمود.
ثالثا: النظام التعليمي الصحيح والفعال، الذي نفتقده، والذي يجب ان يكون مواكبا للعصر بالتركيز على حسن استثمار الموارد البشرية، فنظمنا التعليمية لا تزال تعيش في الماضي، اذا ليس لدينا تعليم، لدينا نظما تعليمية دون تعليم، نتوهم فقط بامتلاكنا لنظام التعليم، الذي غايته نقل المجتمع الى الحداثة مع رؤية واضحة للمستقبل.
رابعا: موضوع الحوكمة الرشيدة، وهو موضوع قديم وفي غاية الاهمية وقد سجلت دول المنطقة تقدما ملحوظا على هذا الصعيد. وكل ذلك لا يتم الا على اساس من التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية، وكل معطيات التنمية يجب ان تبنى على الشراكة السياسية والوحدة الوطنية”.
السنيورة
وقال الرئيس السنيورة: “أحمل إليكم تحيات دولة الرئيس سعد الحريري، الذي كان بوده أن يكون معكم في هذا المؤتمر الهام حول توفير فرص العمل للشباب اللبناني في سوق العمل المحلي والدولي والخليجي. ولكن التزاماته الضاغطة منعته من أن يكون معكم في هذه الصبيحة الأنيسة، وبالتالي فإنه يتمنى لمؤتمركم كل النجاح والتوفيق”.
اضاف: “لقد أهدر لبنان موارد ووقتا وفرصا ثمينة، وفقد شهداء أعزاء، وتصدعت دولته. ويعود قسم كبير من ذلك لسبب ارتهان كثير من القوى السياسية لنزاعات طائفية ومذهبية وارتباطات خارجية فأصبح القانون ذا طبيعة استنسابية. أما الدستور فقد أدخل مرات كثيرة إلى غيبوبة قسرية طويلة بحيث صارت استحقاقاته مرهونة بالنتائج المسبقة وبفرضها على أكثرية اللبنانيين الذين يضطرون للرضوخ بسبب الاختلال الفادح في ميزان القوى حيث للسلاح الكلمة العليا، وكذلك للهيمنة التي أدت بلبنان إلى هذه الفوضى وهذا التسيب”.
وقال: “إن الخروج من هذه المآزق المتكاثرة على لبنان واللبنانيين ما زال ممكنا. والقسم الأكبر من القرارات التي تتطلبها معظم الحلول المطروحة هو بأيدي اللبنانيين قبل أن تكون بأيدي غيرهم. ويقتضي ذلك المبادرة إلى القيام بتصحيح الخلل المتفاقم في التوازن الداخلي، وذلك انطلاقا من الإيمان والعودة إلى:
1- الالتزام الفعلي وليس الكلامي باتفاق الطائف والدستور نصا وروحا إذ ليس مقبولا أن يقول أحدهم إننا: “نعدل الدستور بالممارسة”.
2- الالتزام بتطبيق القوانين الصادرة إذ لم يعد من الممكن القبول بما يقوله بعض الوزراء إن بعض القوانين لا تعجبهم. لذلك فإنهم لا يريدون تطبيقها أو الالتزام بها.
3- الالتزام بتحرير الدولة من الأسر والاختطاف الذي تمارسه عليها الدويلات كبيرها وصغيرها. وبالتالي التأكيد على استعادة الدولة القادرة، والعادلة، والحيادية في علاقتها مع كافة الأطراف السياسية لدورها وصلاحياتها وسلطتها الكاملة على كافة مرافقها وحدودها، وعلى جميع أراضيها دون أن تنازعها في ذلك أي سلطة أخرى. وبما يستعيد بالتالي، وتدريجيا انتماء وولاء جميع العاملين في إدارات الدولة ومؤسساتها وأسلاكها إلى الدولة اللبنانية. وليس لرؤساء الطوائف والأحزاب والميليشيات.
4- العودة إلى احترام مصالح لبنان واللبنانيين في علاقتهم مع الدول العربية الشقيقة التي هي أسواقهم الطبيعية والحقيقية، وبالتالي استعادة الاعتبار والالتزام بسياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الخلافات العربية والدولية كما جاء في إعلان بعبدا، وذلك للحؤول دون وضع لبنان واقتصاده على ممرات الأفيال.
5- العودة إلى احترام التزامات لبنان العربية والدولية، والذي هو في مصلحة لبنان واللبنانيين وحسب ما تؤكد عليه الشرعيتان العربية والدولية.
6- العودة إلى الالتزام الكامل بمعايير وقواعد الكفاءة والجدارة والإنجاز في تسلم المناصب الحكومية من جانب أصحاب الكفاءة والجدارة والاستحقاق”.
وختم: “لقد أردنا بانعقاد هذا المؤتمر في زمانه ومكانه ورعايته أن نؤكد لأشقائنا وأصدقائنا وأنفسنا أننا، رغم كل شيء، متمسكون بوحدة الوطن وحصرية سلطته وسيادة دستوره وأننا سنعمل على مدار الساعة لمزيد من التمكين وتأهيل الأجيال لمسابقة التطور، لأن الظلام لا يدوم ولأننا سنظل نسعى لاستيلاد الفجر من أشداق الظلمة”.