العدوان المتواصل على غزة يستهدف مجددًا مراكز إيواء ومدارس تعجّ بالنازحين.. وأكثر من 21 ألف طفل في عداد المفقودين!
“المدارنت”..
شهدت الساعات الليلة القليلة الماضية، عدة مجازر جديدة، نفّذتها قوات الجيش الإرهابي في أماكن متفرقة من قطاع غزة، حيث استهدفت مدارس ومراكز إيواء للنازحين ومنازل فلسطينيين ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى في غارات مكثفة ومتتالية لم تتمكن طواقم الدفاع المدني إثرها من انتشال من تبقى تحت أنقاض وركام المنازل.
وقد شنت الليلة الماضية طائرات الاحتلال الإرهابي الصهيوني عدة غارات على منزل عائلة هنية بمخيم الشاطئ غربي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 13 شهيداً جلهم من عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية بينهم شقيقته وعدد من النساء، فيما تواصل طواقم الإنقاذ انتشال الشهداء من تحت ركام منازلهم.
وفي 10 أبريل/ نيسان الماضي، استهدفت طائرات الاحتلال سيارة مدنية بمخيم الشاطئ في مدينة غزة، أدت إلى استشهاد 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من أحفاده.
وفي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، استشهد شاب وأصيب آخرون، إثر قصف “إسرائيلي” استهدف تل السلطان، بينما ارتفع عدد شهداء قصف الاحتلال لمجموعة من الفلسطينيين عند دوار بني سهيلا شرق خان يونس إلى 10 شهداء.
وفجر اليوم الثلاثاء 25 حزيران / يونيو، أغارت طائرات الاحتلال على مدرستي إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” مما أدى لاستشهاد 13 فلسطينياً، بينهم أطفال.
وأكد جهاز الدفاع المدني أن طواقمه تعاملت مع ثلاث استهدافات في مدرسة عبد الفتاح حمود بمنطقة الدرج، ومدرسة أسماء بمخيم الشاطئ، ومنزل يعود لعائلة الزميلي بحي الشجاعية حيث انتشلت الطواقم 13 شهيد بينهم سيدتين وعدد من الجرحى.
وأفادت مصادر محلية وصحفية باستشهاد 5 فلسطينيين بينهم طفلان وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، بعد استهداف الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين في شارع الوحدة غرب مدينة غزة بالقرب من مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما وجرى نقلهم إلى المستشفى المعمداني في المدينة، وفقاً لإفادات وكالة “وفا”.
وضمن سلسلة الغارات “الإسرائيلية” المتتالية على قطاع غزة، استشهد 4 فلسطينيين في قصف “إسرائيلي” استهدف مجموعة من الفلسطينيين بشارع الوحدة قرب مفترق بالميرا غربي مدينة غزة، وفي حي الشجاعية سقط شهيدين في قصف استهدف منزلًا في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وفي سياق متصل، حذرت وزارة الصحة الفلسطينية، من نفاد ما تبقى من الأدوية الضرورية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين، بينما يهدد الموت حياة ألف مريض غسيل كلى خاصة الأطفال، فضلاً عن مرضى الأورام الذين منعوا من السفر للعلاج بعد إغلاق معبر رفح في السابع من آيار/ “مايو”.
وأطلقت وزارة الصحة مناشدة لجميع المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بسرعة التدخل وتوفير الاحتياجات اللازمة من الأدوية والمهمات الطبية لإنقاذ حياة المرضى والمصابين.
يواصل جيش الاحتلال حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة لليوم الـ263 على التوالي، وارتفعت أعداد الشهداء إلى 37,626 شهيداً و86,098 جريحاً منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفقاً لأحدث إحصائية وردت عن وزارة الصحة الفلسطينية.
أكثر من 21 ألف طفل في عداد المفقودين في قطاع غزّة
من جهتها، كشفت منظمة “أنقذوا الأطفال/ save the children” الدوليّة، في تقرير أمس، أن عدد الأطفال المفقودين في قطاع غزة قد يصل إلى 21,000 طفل، مع الافتراض بأن الكثير منهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض أو تعرضوا لإصابات شديدة تجعل التعرف عليهم مستحيلاً.
وأشارت المنظمة، أنّه منذ الحرب “الإسرائيلية” على قطاع غزّة في 7 تشرين الأول/ اكتوبر، تجاوزت حصيلة الوفيات في غزة 37,000 شخص، بينهم آلاف الأطفال، في حين أفادت التقارير أن الأطفال يشكلون نحو 43% من إجمالي الضحايا.
أضافت المنظمة وفقاً لتقارير، أنّ القصف والعمليات العسكرية تسببت في تدمير واسع النطاق للمنازل والمدارس والمستشفيات، مما جعل العديد من الأطفال محاصرين تحت الركام، أو دفنوا في قبور غير مميزة أو جماعية، أو انفصلوا عن عائلاتهم، مما يعرضهم لخطر الاختفاء أو الاستغلال.
وقدّرت المنظمة الدولية، أن حوالي 10,000 شخص في غزة مفقودون تحت الأنقاض، بينهم ما لا يقل عن 5,160 طفلاً.
وبينت المنظمة في تقريرها، أنّ جيش الاحتلال “الإسرائيلي” أسقط 75,000 طن من المتفجرات، أي ما يعادل قوة ست قنابل نووية، مما حول المنازل والمدارس إلى أنقاض، فيما تشير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 60% من المنازل في غزة قد تضررت، مما يعقد عمليات البحث والإنقاذ في ظل وجود قنابل وصواريخ غير منفجرة.
وتابعت، أنّ الأطفال هم الأكثر عرضة للموت من إصابات الانفجار بمعدل سبع مرات أكثر من البالغين، ونتيجة للقصف، تعرضوا لإصابات مروعة تجعل التعرف على أجسادهم صعباً، إضافة إلى إعاقة القيود الأمنية “الإسرائيلية” وحالة الفوضى دخول الخبراء الجنائيين وفرق حقوق الإنسان لتحديد هويات الجثث.
ولفتت الى تقارير أممية، تحدثت العثور على قبور جماعية تحتوي على مئات الجثث، بما في ذلك الأطفال، حول المستشفيات في غزة، حيث وصف المتحدث باسم المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مشاهد جثث مدفونة ومغطاة بالنفايات، وبعضها كان مقيداً وعارياً.
ونبهّ تقرير المنظمة، إلى أنّه يُفترض أن 3,000 شخص تم اعتقالهم، بينهم عدد غير معروف من الأطفال، يعانون من سوء المعاملة في مواقع احتجاز سرية دون اتصال بأحبائهم.
كما أُجبر أكثر من 17,000 طفل على الانفصال عن عائلاتهم، أو تيتموا، مما يجعل من الصعب العثور عليهم وتقديم الدعم لهم، فيما تعاني المجتمعات من نقص حاد في الموارد لتقديم الرعاية البديلة للأطفال غير المصحوبين بذويهم، بحسب التقرير.
ولفتت المنظمة، إلى أنّ الآلاف من العائلات في غزة يواجهون حالة من “الفقدان الغامض”، مما يعرقل عمليات الحزن والتكيف الضرورية للتعافي العاطفي، فيما يعيش الآباء والأمهات في حالة من عدم اليقين واليأس، يتساءلون عن مصير أطفالهم المفقودين. بدون التأكيد على مصير أحبائهم، تبقى العائلات في حالة انتظار مؤلم ومستمر.
ودعت المنظمة الى تكثيف الجهود الإنسانية لتوفير الحماية للأطفال وتقديم الدعم النفسي للعائلات المتضررة، فيما تواصل غزة مواجهة العنف، فإن دعم المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي ضروري للتخفيف من معاناة الأطفال وضمان حقوقهم في الحماية والرعاية، حسبما اضافت.