تربية وثقافة
الــمــــوت مـــات فــيــــك..
خاص “المدارنت”..
في قلبِ الغابةِ كنتُ أرى الباديةَ
وفي خِضَمِّ اليمِّ كانت تناديني الصحراءُ
لن تتنصّلَ مِنْ صدى الجبالِ في أعماقِكْ
لن تنسى الصخورَ الشامخةَ ما حييتَ
لن تستطيعَ التهرّبَ من صوتِ المدى الرحيبِ
*****
روحُ المكان تلازمُك
لصيقةٌ بمهجتكِ كل التضاريسِ الخالدةِ
لستَ من الذين عقّوا الترابَ
لستَ من الذين أنفوا من تعفيرِ جباهِهم
بحُبَيباتِه المباركةِ
أنتَ مِنَ الذين لَمْ يجدوا سبيلًا لتعبيرِ رؤاهُم
إلا في طُرُقٍ شُقَّتْ فوق ذيّاكَ الثرى
*****
صوتُك اليوم ليس إلا صدى المكانِ
يدوّي بين ردهاتِ روحِك وقِمَمِها
قدمُك الثابتةُ ليست إلا امتدادًا
لتلك الرواسي الشامخاتِ
وجهُك الذي أشرقَتْ قَسَماتُه
لم يَكُن نورُه إلّا بعضَ هِباتِ
ذلك الفجرِ البازغِ
في يومٍ من تلك الأيّامِ الطوباويةِ
*****
الآن تدركُ أن المعانيَ لها ميقاتُها المعلومُ
وأنّ حتميةَ الأشياءِ
كانت أعظمَ ما رُزِقْتَ
منذ لم تَكُنْ شيئًا مذكورًا
مغبوطٌ أنتَ ولا سبيل للأسى إلى قلبِك
سعيدٌ بكينونةٍ تعيشها حتى الثمالة
الموتُ ماتَ فيك
فلتحيَ الحياةُ فيك بكلّ بهائها
وليُضئِ النورُ بين يديك بأوجِ سطوعِه
*****
========================