محليات سياسية

“المؤتمر الشعبي اللبناني” ينعى رئيس “مركز الحوار العربي” في واشنطن الكاتب الناصري د. صبحي غندور

الكاتب الصحافي الراحل د. صبحي غندور

“المدارنت”..
نعت قيادة “المؤتمر الشعبي اللبناني”، المدير المسؤول لمجلة الموقف اللبنانية ورئيس “مركز الحوار العربي” في واشنطن، الأخ المناضل د. صبحي محمد غندور الذي انتقل صباح اليوم إلى جوار ربه راضياً مرضياً، بعد صراع مع مرض عضال.
وجاء في بيان النعي: “الأخ الحبيب الغالي الأخ صبحي غندور فارسٌ من فرسان العروبة الحضاريَة الجامعة، حمل قضيّة الأمّة في عقله وقلبه منذ ان تفتّح وعيه السياسي، وكان لا يزال فتىً يافعًا على مقاعد الدراسة في دار المعلّمين، يوم أصدر كتيبًا فكريًّا بعنوان “الناصرية ثورة قوى الشعب العامل في سبيل الحرية والاشتراكية والوحدة”.
انتسب الى “اتحاد قوى الشعب العامل”، كبرى مؤسسات “المؤتمر الشعبي اللبناني”، وكان أصغر أعضاء مكتبه السياسي، ومسؤولًا عن لجان العمل الثانوي الناصري، ولجان العمل التعليمي الناصري، ثم في مرحلةٍ لاحقة أشرف على اتّحاد الشباب الوطني.
سهر على إصدار مجلة “الموقف” اللبنانية التابعة للمؤتمر الشعبي، وتطويرها من نشرة الى مجلة أسبوعية مرخّصة، تعالج قضايا فكرية وسياسية واجتماعية، وكان رئيس تحريرها ومديرها المسؤول، وعلى يديه تدرّب صحافيون وإعلاميّون ومخرجون فنيون ورسامّو كاريكاتير، انتشروا في بلادٍ عربيّة واغترابية، وبعضهم تبوأ مراكز إعلاميّة متقدّمة في صحفٍ كبيرة. وكان عضوًا في نقابة المحرّرين اللبنانيين (الصحافيين).
بعد العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان عام 1982، ترسّخت لديه قناعة ان الدفاع عن القضية العربية لا يمكن أن يبقى داخل جدران الأمّة، فذهب في منتصف عام 1984 الى الولايات المتّحدة الأميركية، الى ولاية نيوجرسي بداية، حيث أشرف لمدّة على صدور صحيفة “الاعتدال”، ثم انتقل بعد فترة وجيزة إلى “ميتشيغن”، حيث عمل على إصدار جريدة “صدى الوطن” كأوّل صحيفة عربية أسبوعية تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وتُنشَر في عدّة ولايات على مستوى أميركا الشمالية.
عاد إلى لبنان لفترة، ثم سافر من جديد في العام 1987 إلى واشنطن، وأشرف على إدارة مكتب مجلة الحوادث اللبنانية، ومراسلتها أسبوعياً من العاصمة الأميركية. وفي ربيع العام 1989 أنشأ مجلة “الحوار” الشهرية التي كانت تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وكانت أوّل مطبوعة عربية تصدر في العاصمة الأميركية، ومدماكًا فكريًّا لكلّ العروبيّين لغِنى المقالات والدراسات والأبحاث والمواضيع التي تناولتها طيلة فترة إصدارها ورقيًا ثم إلكترونيًّا.
بعد خمس سنوات أطلق الراحل الكبير “مركز الحوار العربي” الذي كان يقيم ثلاث ندوات أسبوعية، باللغتين العربية والإنجليزية، وقد أتاح هذا المركز منذ نشأته المجال للمفكّرين العرب للالتقاء والتحاور وتبادل الأفكار، وحمل دعوة عربية توحيدية للتكامل بين العرب بدلًا من التفرّق.
تميّز الأخ صبحي غندور، رحمه الله بحواره الهادئ والمقنع، وبتحليلاته السياسية التي كانت تستبق أحيانًا الأحداث، سواء في مقالاته أم في إطلالاته الإعلامية على العديد من شاشات التلفزة. وكان محاورًا بارعًا، وتميَّز رحمه الله بالوفاء الكبير والإخلاص لتجربة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وأفكاره ومبادئه، ولذكراه، وذكرى فقيدنا الكبير الأخ كمال شاتيلا، وكل الأخوة الراحلين الذين عرفهم الأخ صبحي خلال مسيرته الفكرية والنضالية.
نظّم مئات الندوات الإسبوعية حضوريًّا، ثم عبر تطبيق برنامج زوم بعد انتشار جائحة كورونا، وكان آخرها حول العدوان على غزة والأوضاع في فلسطين التي أحب وناصر قضيتها، بصدق وإخلاص طيلة مسيرة حياته، وكان دومًا يرى المقاومة السبيل الوحيد للتحرير. وقد أصرّ على إجراء هذه الندوة من على سريره بالمستشفى، ولمّا حالت صعوبات تقنية دون ذلك، أصرّ على العودة إلى البيت لإقامتها في اليوم التالي لتاريخها، أيّ في 14 تشرين الأول / أكتوبر 2023، بدلًا من يوم 13″.
لم يتسلّل اليأس يومًا الى نفسه، ولم تغب قضية وطنه لبنان عن باله ولا قضية فلسطين، فبقي مدافعًا صلباً عن وحدة لبنان وحرّيته وعروبته واستقلاله، وكان داعية بكلّ ما للكلمة من معنى، وجسرًا بين العروبيّين المقيمين والعروبيّين المغتربين.
سنذكره بقلوبنا، وبعقولنا، فله عندنا ذكر لا يُمحى إلا بانقضاء آجالنا، ويبقى الذكر بعد ذلك لكل من قرأ له واستمع إليه وكل من عرفه وتعرّف إلى مبادئه الأصيلة طيلة مسيرته.
اننا اذ ننعى الاخ المناضل والمفكر والداعية العروبي صبحي غندور، نتقدم من عائلته الكريمة ومن كل الاتحاديين والعروبيين والناصريين على امتداد لبنان والامة والعالم، بكل مشاعر العزاء، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتغمده واسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه..إنّا لله وإنّا اليه راجعون.
* مراسم الدفن والعزاء تحدد لاحقًا.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى