“المؤتمر القومي العربي” في ختام أعمال دورة: “طوفان الأقصى”: لتعظيم الدور الشعبي لمناصرة فلسطين!
“المدارنت”..
أشاد “المؤتمر القومي العربي”، بـ”نضالات المقاومة الفلسطينية ومجاهداتها”، مقدرا “جهود كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، وكل الفصائل الفلسطينية التي صنعت واقعاً جديداً في معادلة الصراع العربي/ الصهيوني من خلال ملحمة “طُوفان الأقصى” التي حملت القضية الفلسطينية إلى أفق جديد، وفرضت من خلالها معادلات جديدة ألقت بظلالها على مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية وصنعت مناخاً ومزاجاً عالمياً مناصراً لفلسطين وقضاياها العادلة”.
ورأى في بيان، أصدره في اختتام دورته الـ33 التي انعقدت في بيروت، تحت عنوان: “طوفان الاقصى”، بمشاركة 250 شخصية من الأقطار العربية والمهجر، أن “صمود الشعب الفلسطيني في كل فلسطين بجغرافيتها التاريخية، وبشكل خاص في غزة، قد عبّر عن أصالة الشعب الفلسطيني، وعن إيمانه العميق بقضيته المحقة والعادلة، وأنه بهذا الصمود الأسطوري أسهم إسهاماً عظيماً في دفع جهود المقاومة وعظّم قدراتها، كما عظّم الثقة في قدرتها على تحقيق النصر المؤزر الذي سيعيد فلسطين إلى أهلها، وسيمكن من التعجيل باستكمال التحرير وإقامة دولة فلسطين من النهر إلى البحر، وستعود القدس عاصمة أبدية لها، وستعود المقدسات الإسلامية والمسيحية إلى الفلسطينيين آمنة”.
ودان المؤتمر “الهجمات المسعورة التي تنفّذها ميليشيات المستوطنين، على أبناء شعبنا المرابط في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية، والاعتداءات الهمجية على المواطنين وأراضيهم وبيوتهم وممتلكاتهم، واقتحامات وإعدامات الجيش الصهيوني لأبناء شعبنا، والتي تتم بإشراف مباشر من حكومة المستوطنين الفاشية”، معتبرا أن “هذه الانتهاكات تمثل جرائم حرب موصوفة يرتكبها العدو الصهيوني، بإطلاق قطعان مستوطنيه ليعيثوا فساداً في الأرض الفلسطينية، في سياق مخططه الرامي إلى الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية وطرد وتهجير أهلها منها”، مجددا تحيته “للمقاومة الفلسطينية في الضفة ولبطولاتها وبسالتها”.
وأعرب عن “تقديره الكبير لجهود المقاومة الاسلامية في لبنان وجهود اليمن والعراق وسوريا وصمودهم”، معتبرا ان “قرارها القاضي بمناصرة غزة في مواجهة العدوان الصهيوني استثنائي جسد مشروع وحدة الأمة ووحدة ساحات المقاومة وعبر عن وعي استراتيجي عميق وعن شجاعة فائقة”.
واثنى على دور إيران “الداعم للمقاومة في فلسطين والشعب الفلسطيني”، وحيا “الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني”، داعيا إلى “إطلاق سراحهم فوراً ومن دون إبطاء وإلى إطلاق سراح كل سجناء الرأي الشرفاء في كل مكان، وإلى حشد الطاقات العربية كافة لدعم صمود غزة وإغاثتها، وتوفير إحتياجاتها من الغذاء والدواء وضرورات الحياة وفك الحصار الصهيوني عنها”. ودعا الى “أوسع إنخراط في خدمة فلسطين وغزة من خلال المبادرات التي أعلنها المؤتمر، وإلى التفاعل البناء مع صندوق دعم فلسطين”.
وطالب “الفصائل الفلسطينية كافة باستثمار هذه التضحيات والمتغيرات الكبيرة لصالح قضية فلسطين والمضي قدماً نحو إنجاز مشروع التحرير والعودة الذي يتطلب وحدة وطنية تقوم على تشكيل قيادة وطنية موحدة في إطار منظمة التحرير لجميع القوى على أساس الميثاق الوطني الفلسطيني الأصيل، تشكيل حكومة وفاق وطني في الضفة والقطاع بمرجعية وطنية متفق عليها، إجراء الانتخابات العامة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني”.
وحيا “الشعب العربي الذي ناصر فلسطين وغزة في مواجهة العدوان الصهيوني، والمناصرة العالمية التي حظيت بها غزة في مواجهة حملات الابادة الصهيونية، خصوصا طلاب وأساتذة الجامعات في أميركا وأوروبا وسائر بلاد العالم لمناصرتهم النوعية”، مطالبا بـ”تعظيم تلك الجهود وتطويرها من خلال تشكيل إطار عالمي يعمل على فرض قيم الحرية والعدالة في ظل نظام عالمي انتهك قيم الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ويعمل على تكريس هيمنته وفرض أيديولوجيته على كل العالم دون مراعاة للخصوصيات الحضارية”.
وتوجه “بأسمى آيات التقدير للجهود الرسمية لدولتيّ الجزائر وجنوب أفريقيا الصديقة”، مثمنا “دورهما في الحد من التغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية وجهودهما في تحميل الكيان الصهيوني المسؤولية القانونية والسياسية عن جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وجره إلى ساحات العدالة”، محييا “جهود الدولتين الهادفة إلى حشد التأييد الدولي لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة”.
كما حيّا “الدول التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، والتي اعترفت بالدولة الفلسطينية”، مدينا “الدول التي تدعم الكيان الصهيوني بالموقف السياسي والدعم المادي والعسكري”، معتبرا انها”شريكة في جرائمه في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية”، ونوه بـ”جهود الإعلام الحرّ الذي كشف الطبيعة الإجرامية للصهيونية وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في غزة وسائر فلسطين”. واثنى على “إعلام المقاومة وإعلام الحقيقة وسائر الوسائل الإعلامية التي عكست بصدق الصورة الحقيقية لما يجري في غزة”، مقدرا “الدور التاريخي الذي تضطلع به المنظمات العربية والدولية العاملة في مجال مقاطعة البضائع والمنتجات الصهيونية”.
كما قدر “جهود المنظمات العربية العاملة في مجال مقاومة التطبيع”، ودعا إلى “تعزيز جهود المنظومات العالمة في مجالي المقاطعة ومقاومة التطبيع بعد أن تأكدت جدوى جهودها وتأثيراتها المعتبرة على أكثر من صعيد”. واكد المؤتمر دعمه “لسوريا في مواجهة العدوان الخارجي الذي تتعرض له منذ 13 عاماً ولوحدتها وهويتها واستقلالها وسيادتها”، مجددا إدانته “للاحتلال الصهيوني والأميركي والتركي لاراض في سوريا”.
وجدد موقفه “المعلن في بيان دورته السابقة من الأزمة السودانية”، مؤكدا “وقوفه إلى جانب السودان في مواجهة العدوان الذي دخل عامه الثاني”، معتبرا أن “الحرب على السودان تهدف إلى بسط هيمنة غربية/ صهيونية، وإعادة هندسة الأوضاع فيه من خلال عمليات طرد وتهجير السكان الأصليين وتوطين مستوطنين جيء بهم من دول وسط وغرب وشمال أفريقيا”.
وجدد المؤتمر تأكيد “أهمية المشروع النهضوي العربي ودوره المنتظر في تحقيق النهضة العربية”، معتبرا أن “ملحمة “طُوفان الأقصى” قد وفرت معطيات ايجابية جديدة تمكن من تقوية هذا المشروع وتعزيز قدراته”، مطالبا بـ”تطويره ليواكب هذه المتغيرات والافادة منها في تعزيز قدرته في مواجهة التحديات والمهددات، وفي فتح آفاق المستقبل أمام الأمة العربية لتتمكن من تحقيق التطلعات المشروعة في التطور والتقدم والازدهار، ولتستأنف دورها التاريخي في البناء والإعمار الحضاري الكوني”.
واكد المؤتمر “ضرورة تعظيم الدور الشعبي لمناصرة فلسطين”، واكد “مواصلة جهده في بناء جبهة شعبية عربية وشعبية عالمية تضع قضية فلسطين في قلب أجندتها وفي مقدمة أولوياتها وإهتماماتها”.