المجتمع الدولى يقود الانقلاب في اليمن!
“المدارنت”..
فيما ادّعى ولا يزال يدّعي كونه سنداً للشرعية اليمنية، وأنه مع وحدة اليمن واستقلاله واستعادة دولته واستقراره، وأنه ضدّ “ميليشيا الحوثي” الانقلابية، نجد المجتمع الدولي لا يزال مستمراً في توجيه ضرباته في خاصرة الشرعية، وطعناته في قلبها الذي صار عليلاً بسبب تكرار الخذلان، وما يمكن أن نسميه انقلاباً عليها..!
ويثبت الزمن مشفوعاً بأحداثه أن الشرعية واليمنيّين عموماً لا يواجهون انقلاباً “حوثياً” وحسب، وإنما انقلاباً من المجتمع الدولي، تنفذه الميليشيا الإجرامية، برعاية دولية مكينة لا تتوقف عن حماية أدواتها المنفذة، ولا تتأخر عن إنقاذها وإخراجها من أيّ مأزق قد تواجهه أو يمكنه أن يعطل انقلابها أو يضعفه..!
هذا ما صار أو وصل إليه إدراك اليمنيّين، وما أصبح واضحا ولا يحتاج إلى استحضار براهين وأدلة، لأن البراهين والأدلة أصبحت أوضح وأكثر من أن نحتاج لذلك، لأنها صارت تستحضر ذاتها من دون عناء أو قصدية، متبرجة في المواقف والتدخلات التي يسارع المجتمع الدولي في تبنيها، عبر مؤسساته وهيئاته المختلفة، تحت شعارات ودعاوى إنسانية في مقدمتها، افتراء وباطلاً، مراعاة الصالح العام لليمن واليمنيين، بينما تؤكد تلك التدخلات والمواقف من يوم لآخر، أنها تستهدف ذلك الصالح، ولا تخدم أحداً ولا تحمي أحداً ولا تدافع عن أحد غير المليشيا الانقلابية..!
لقد أثبت وأكد المجتمع الدولي ومؤسساته طوال الأزمة المؤلمة التي يعانيها اليمن، أنه أكثر من يستهدف الشرعية اليمنية ويخدم العصابة الإجرامية المنقلبة، ويراعي مصالحها، ويحرص كل الحرص على أن تحافظ على انقلابها، وتؤمن له القوة والمكانة التي تساعده على الاستمرار في تفتيت اليمن وصناعة معاناة اليمنيين..
ونتيجة لكل ذلك نلاحظ باستمرار الضعف الذي يعتري كيان الشرعية ويحوله إلى كيان مهترئ ضعيف الحضور والقابلية، فيما يتنامى في المقابل وبقصدية ماكرة التمكين والقوة للميليشيا الإجرامية، في حالة تستدعي التعجب والاستغراب، ولكن ما إن تتضح الحقائق ويتجلى الدعم غير المحدود للانقلاب من قبل المجتمع الدولي، حتى يتلاشى العجب وتتبخر كل أسباب الغرابة، ويتضح للجميع ما يتعرض له اليمن من مؤامرة دنيئة..!
في هذا السياق على الشرعية بكامل مكوناتها أن تدرك الآن أنها هدف للإطاحة، وليس للدعم من المجتمع الدولي، وأنها لولا تدخلاته وقرارته وإيعازاته، ما وصلت إلى ما هي فيه من موقف ضعيف وحرج أمام نفسها وأمام الشعب، الذي عوّل عليها ولا يزال جزء لا بأس به منه يعول عليها في التخلص من الانقلاب واسترداد الدولة واستعادة مظاهرها..
وفي سياق ذلك، فإن القبول بتدخل الأمم المتحدة بخصوص القرارات التي اتخذتها الشرعية مؤخراً بنقل البنوك وشركات النقل، والتي تشكل ضغطا ممتازا على الميليشيا، هو في رأي معظم اليمنيّين، استسلام مؤذ للشرعية وللشرعية وحدها فقط.. وأنه يستنزف ما تبقى لها من رصيد القبول لدى اليمنيّين، ولا يستبعد أن يكون الطعنة القاتلة والمنهية لوجودها في إرادة وموقف الشعب، الذي كثيرا ما مُني بالخيبات منها.. وهي خيبات وخذلانات لم تكن لتوجد، لولا انقياد الشرعية لتلك التدخلات التي تحيق بها مكرا وتصيبها في مقتل..!