«الناتو» يصعّد ضدّ روسيا والصين!
أوكرانيا أعلنت من جهتها، أن الجيش تسلم أول أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية من طراز «باتريوت»، وقدمت الشكر للدول الخمس على «الوفاء بوعدها»، فيما تحدث محللون عسكريون عن أن تدريب القوات الأوكرانية على استخدام هذه الأنظمة يحتاج إلى وقت طويل، إلا إذا قررت الدول التي قدمتها تولّي تشغيلها بنفسها، وهو ما يعني المغامرة بالتدخل المباشر، الأمر الذي سترد عليه روسيا عسكرياً، وهو ما أكده نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بقوله «سيتم تحديد طبيعة رد فعلنا بطريقة هادئة».
وإذا كانت القمة الأطلسية أعلنت استعدادها لدعم أوكرانيا «في مسارها الذي لا رجعة فيه» نحو الاندماج الكامل في الحلف، وفي الاتحاد الأوروبي، بمجرد موافقة جميع الأعضاء واستيفاء كافة شروط انضمامها، فهذا يعني تأجيل الانضمام لأجل غير مسمى؛ لأن موافقة جميع الأعضاء مستحيلة، مع وجود دول ترفض أساساً تزويدها بالأسلحة، فكيف بانضمامها، ذلك أن «فيتو» من دولة واحدة يعرقل الانضمام.
من الطبيعي أن تضع قمة «الناتو» روسيا كخطر يهدد الحلف، وتسعى بكل السبل للحؤول دون هزيمة أوكرانيا، من خلال دعمها العسكري المتواصل، والاتفاق على تقديم 40 مليار يورو كحد أدنى خلال العام المقبل، إلا أن اللافت في هذه القمة هو توسيع دائرة الأعداء، من خلال اتهام الصين بدعم روسيا، «بعد أن أصبحت عاملاً حاسماً في جهود روسيا الحربية»، إضافة إلى أن الصين «تواصل إثارة التحديات بشكل ممنهج لأوروبا والأمن العالمي»، كما أعرب الحلف عن مخاوفه بشأن ترسانة الصين النووية، وقدراتها الفضائية، وقال إن بكين «تحولت إلى محور للتحالف العسكري من خلال شراكتها بلا حدود مع روسيا».
وفي إطار مواجهة الصين أقرّ الحلف بالسعي للتوسع، وبأنه يضع منطقة المحيطين الهندي والهادئ نصب عينيه، من خلال الشراكات التي يقيمها مع بعض دول المنطقة؛ «نظراً لأن التطورات هناك تؤثر بشكل مباشر في أوروبا ودول الحلف»، الأمر الذي أثار حفيظة الصين التي لم تتأخر في الرد على هذه الاتهامات؛ إذ سارعت إلى اعتبار بيان الحلف بأنه «مملوء بالأكاذيب»، وقال المتحدث باسم بعثة الصين لدى الاتحاد الأوروبي، إن البيان يستخدم «لغة عدائية»، وأضاف: «كما يعلم الجميع، فإن الصين ليست سبب الأزمة الأوكرانية»، وأضاف: «إن بيان الحلف في واشنطن تسيطر عليه عقلية الحرب الباردة ويستخدم لغة عدائية»، مؤكداً: «إن الموقف الصيني بشأن القضية الأوكرانية هو تعزيز محادثات السلام والتسوية السياسية».
من الواضح أن حلف «الناتو» يحاول إظهار تماسكه من جهة، كما أن الرئيس بايدن يحاول أن يُظهر قيادته للتحالف الأطلسي، وأنه لا يزال قادراً على الإمساك بالملفات الدولية، فيما صورته الداخلية تهتز بعد مناظرته الأخيرة مع الرئيس السابق دونالد ترامب؛ إذ ترتفع الأصوات داخل حزبه الديمقراطي بضرورة الخروج من السباق الرئاسي لمصلحة مرشح آخر أكثر قدرة وأوفر حظاً.