النظام الايراني بين أزمة مستعصية ومواجهة يتجنبها..!
خاص “المدارنت”..
سباق النظام الايراني مع العامل الزمني، وسعيه بحرص بالغ على إستخدامه وتوظيفه لصالح مخططاته في داخل إيران ضد الشعب الايراني بشکل خاص، وضد المنطقة والعالم بشکل عام، لا يبدو إنه يجري بالضروة التي يتمناها ويرجوها هذا النظام، ذلك الواقع المتأزم للنظام والمشرئب بالاحباطات والنکسات يسير بإتجاه مضاد لذلك.
المٶتمر الصحافي الذي عقده رئيس النظام، مسعود بزشکيان في 16 سبتمبر 2024، لم يکن کما خطط له بزشکيان والولي الفقيه (السيد علي خامنئي) من ورائه، فقد کان مٶتمرا فاشلا ومخيبا للآمال بإعتراف أوساط النظام نفسها قبل غيرها، خصوصا بعدما إضطر بزشکيان للإعتراف بالواقع المتأزم وعدم القدرة على مواجهته والتصدي له بحيث يتم ضمان آثاره وتداعياته السيئة على النظام، ولا سيما بعد أن کشف محمد رضا عارف، النائب الأول لحكومة بزشكيان، في 41 سبتمبر 2024، أن الحكومة واجهت عجزا هائلا في الميزانية بلغ ألف تريليون ريال في النصف الأول من العام، وأضاف معترفًا:
“نحن نواجه اختلالات في مختلف القطاعات، وهذه القضية جدية للغاية”، وهذا ما يدل على إن حکومة بزشکيان بصورة خاصة والنظام بصورة عامة، عاجزان تماما عن مواجهة الواقع المتأزم وحلحلته.
هذا الواقع المتأزم في داخل إيران والذي يتم توريثه من حکومة الى أخرى وهذا ما يعمل على إضافة المزيد من الصعوبة والتعقيد والتأزم عليه ومن دون شك فإنه قد وصل الى الذروة خلال عهد بزشکيان، يعاني ويتخوف منه النظام کثيرا في وقت تتأزم الاوضاع في المنطقة وتتشابك وحتى يبدو هناك بوادر مواجهة محتملة بين حزب الله (ذراع النظام في لبنان) وإسرائيل، وهو ما يضع النظام ووکلائه الآخرين أمام خيارات أحلاها مرّ، وبشکل خاص النظام الذي وکما هو واضح إنه قد تجنب ومنذ حدوث الحرب المدمرة في غزة من التورط بها وسعى جاهدا للنأي بنفسه بعيدا عنها والاکتفاء بالتصريحات الحماسية والمواجهات الکارتونية.
لو تسنى لنا تصوير حالة النظام الايراني حاليا فيکاد أن يکون محصورا بين کماشتين، کماشة الرفض الداخلي المتعاظم ضده ولاسيما من حيث الاحتجاجات الشعبية المتزايدة ونشاطات الشبکات الداخلية للمعارضة الإيرانية وبالاخص إنها باتت تتصاعد خلال الاسابيع الاخيرة، وبين کماشة الضغط الخارجي من جراء تدخلاته في المنطقة وإثارة الحروب والازمات وإستغلاله وتدخله في المناطق المتوترة من العالم والتي تضعه في موقف المسائلة أمام المجتمع الدولي الى جانب إحتمال إضطراره مرغما للدخول في حرب ومواجهة لا يتمکن أبدا وبحسب معظم التقديرات والمعطيات من حسمها لصالحه.
خوف النظام من إنفجار الاوضاع الداخلي وإندلاع إنتفاضة شعبية يعلم جيدا بأنها ستکون أکثر قسوة من الانتفاضات الاخرى ولاسيما وقد لمس کيف إن أية إنتفاضة تندلع تکون أقوى من التي سبقتها ولأن إنتفاضة 2022، وکما هو معروف قد هزته بعنف بالغ وإستمرت لأشهر، فإن القادمة ستکون العاصفة التي لا أمان للنظام أمامها.