النظام الايراني وورطة وکلائه..!
خاص “المدارنت”..
على أثر الزيارة التي قام بها (الرئيس الإيراني مسعود) بزشکيان، الى نيويورك من أجل حضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتصريحات التي أدلى بها مع أعضاء الوفد بخصوص العلاقات مع الولايات المتحدة، والبرنامج النووي للنظام، والتصريحات والمواقف المضادة من داخل النظام، بينت بکل وضوح حجم حالة الاختلاف والصراع داخل النظام.
حالة الاختلاف والصراع هذه تأتي بعد أن رکز (الولي الفقيه السيد علي) خامنئي على موضوع الوحدة والتعاون بين فصائل النظام، وبعد تصريحات بزشکيان التي دعا فيها الى الوحدة الوطنية من أجل مواجهة المشكلات والاوضاع السلبية القائمة، بيد إن مجرد التمعّن في التصريحات والمواقف الصادرة عن الفصائل المختلفة للنظام التي باتت تتزايد مثل الخلايا السرطانية، فإن حالة الاختلاف والتناحر والانقسام هي التي تفرض نفسها کظاهرة على المشهد العام للنظام.
زيارة بزشکيان، وما نجم وتداعى عنها من نتائج، بيّنت بوضوح إن النظام الايراني وبعد مرور فترة على تسلم بزشکيان لمهام منصبه، لم يجرِ أي تغيير إيجابي في أوضاعه بحيث يمکن الاشارة إليه والتوقف عنده، بل إنه من الواضح جدا إن کل المٶشرات تشير بصورة وأخرى الى إن الاوضاع تزداد سوءا، وتتفاقم أکثر من أي وقت آخر.
سير الاوضاع بهذه الصورة وخصوصا بعد أن وجد النظام نفسه في مأزق عويص بعد الاحداث والتطورات الجارية في لبنان، حيث أن واحد من أهم وکلاء النظام أمام إحتمال خوض حرب غير مأمونة العواقب، وقد تٶثر على النظام، يضع النظام في حالة من الخوف والقلق ولا سيما وإنه يرى بکل وضوح تزايد الغضب الشعبي الداخلي وتصاعدا ملفتا للنظر في نشاطات وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، بالاضافة الى النشاطات والفعاليات النوعية للإيرانيين المعارضين للنظام.
حتى إن التظاهرة الکبرى التي أقيمت في 24 من سبتمبر 2024، کتعبير على رفض زيارة بزشکيان لنيويورك، ومشارکته في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، الى جانب نشاطات المجلس الوطني للمقاومة الايراني على الصعيد الدولي، کل هذا جعل النظام في موقف ووضع غير عادي مما دفع خامنئي الى تعيين محمد مخبر، النائب الأول لـ”الهالك” إبراهيم رئيسي، كمستشار ومساعد له.
ووفقا لوكالة الأنباء الحكومية “إيرنا”، حدد خامنئي، دور مخبر باعتباره امتدادا لـ”السياسات الحكيمة” لإدارة رئيسي. ويشير هذا التحرك إلى استراتيجيات سياسية أعمق داخل القيادة الإيرانية، حيث تم وضع مخبر في دور مؤثر يتجاوز الرئيس.
ما قد قام به خامنئي، يجسد بالضرورة الوضع بالغ السلبية للنظام ومن إنه قد وصل الى منعطف حساس، وبالغ الخطورة بحيث إن تجاوزه وتخطيه لم يعد بذلك الامر السهل، ولذلك فإن النظام يواجه مرحلة أقل ما يقال عنها إنها مرحلة لا يمکنه أبدا من خلالها العودة لسابق عهده.