تربية وثقافة

النهايات..

 

بلال رامز بكري* / خاص “المدارنت”

النهاياتُ تَبَعْثَرَتْ أشلاؤها
على كلِّ أرصفةِ المدينةِ المظلمةْ
والملاذاتُ الآمنةُ طَلَبَتِ اللجوءْ
لعلَّ وعسى
النهاياتُ تُبْعَثْ
بعد أن صارتْ عظامُها رميمًا
فلا عرشَ إلا للبداياتْ
ولا صوتَ إلا لها
ولا كلمةَ إلا ما تُمْليه
على مسامعِ الراحلين والآفلينْ
ولا وزنَ إلا ما تَضَعُهْ
في حقائبِ المغادرينَ والمسافرينْ
***
فلتَحْيَ البداياتْ
إذ لم تكنْ النهاياتْ
إلا خدعةً لفظية
وحيلةً كلامية
إبتدعها الموتُ
لكي يرفع من شأنِ العَدَمْ
***
وما الشعر إلا أنشودة البداياتْ
وليس إلا بداية البداياتْ
وحاملَ لوائها الذي
لا يترك أرض المعركةْ
حتى وإن لاذ بالفرارْ
كلُّ المتقاتلينْ
***
والشاعر كان ذلك الكائنْ
الذي حبلت به السماءْ
ليس مجازًا
ولا في أساطير الأوّلينْ
وإنما في كل كلمةٍ كانت البدءْ
وفي كلّ بدءٍ كان الكلمةْ
***
وها هي البشرى
تُزَفُّ لكلّ الحزانى والمكسورينْ
فالنهاياتُ قد بَلَغَتْ غايةَ نهايتها
وعمَّها الفناءُ
واستحوذ عليها العدمُ بكلّيتها
والبدايات تصرخُ
في كلّ آنٍ ولحظةْ
صراخ وليدٍ
خرج لتوّه من رحم والدتهْ.

  • طبيب لبناني مقيم في البرازيل

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى