بدمي سأكتب..!
“المدارنت”..
كتب د. القادري: “إلى مقاومي لبنان وشهدائه وجرحاه ومنكوبيه ونازحيه في الاعتداء الآثم المتواصل”.
بِدَمِي سَأَكْتُبُ، فوقَ كُلِّ جِدارِ
في قريتي، والقَصْفُ رِحْلَةُ نارِ
بِدَمِي سَأَكْتُبُ، والشَّظايا في يدي
وأخي الشَّهيدُ مُجَنْدَلٌ بِجواري
بِدَمِي سَأَكْتُبُ، والمنازِلُ سُجَّدٌ،
أنقاضُـها ضَجَّتْ بِـمَوجِ غُبارِ
بِدَمِي سَأَكْتُبُ، والأنينُ يَـمُرُّ بي
مِنْ تَلَّةٍ كَانَتْ حَظيرةَ داري
بِدَمِي سَأَكْتُبُ عُنفُوانًا جامِحًا
سيَظلُّ أسرابًا مِنَ الإعصارِ
قِصَصُ البُطولةِ في يديَّ فُصولُها
أَمْسَكْتُها بمَجامِعِ الأظْفارِ
أَلْقُوا الجَحيمَ على الرُّؤوسِ، فلَنْ نَرى
إلَّا الجِنانَ تَطوفُ بالأبْصارِ
جَسَدي يَنازِعُ، غَيرَ أنَّ عَقيدَتي
شلَّالُ عَزْمٍ فاضَ بالأَنوارِ
هذا الـجِدارُ أعاقَ رِجْلي.. إنَّـما
قَلْبي يَسيرُ بخافِقٍ طَيّارِ
لَنْ تَقصِفوا هذا اليَقينَ الـمُرتقي
لَنْ تَهدِموا بَأْسي ولا إِصْراري
لَنْ تُسْكِتُوا نَغَمي وصَوْتَ بَلابِلي
لَنْ تُوقِفُوا بَحْري ولا أَنْهاري
بِدَمي سأَكْتُبُ قِصَّتي وَوَصِيَّتي
بينَ الــنُّجومِ وعالَـمِ الأَقْمارِ
سَيَظلُّ جُثماني يُقاتِلُ عَنْوةً
ويَدُكُّ حِصْنَ الْبَغْيِ كُلَّ نَهارِ
سَتَظلُّ أَشلائي تَصيحُ: أنا الرّدى
وتَظَلُّ تُوقِدُ مَشْعَلَ الأَحْرارِ
بِدَمي سَأكْتُبُ.. أَحْرُفي وَضَّاءَةٌ
وعَلى الـجَبينِ عِمامةٌ مِن غارِ.