بذاءة يائير نتنياهو ضد ماكرون: من شابه أباه!
“المدارنت”..
غالبية وكالات الأنباء والصحف التي تعتمد اللغة العربية أشفقت على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فترجمت الشتيمة التي أصابته من يائير نتنياهو، الابن الأكبر لرئيس حكومة لاحتلال، إلى «تباً لك» أو «اللعنة عليك» أو حتى «اذهب إلى الجحيم»، بينما العبارة أدهى وأقذع وأشنع.
وعلى منصة X، وبعد عبارة الاستهلال S…. You، تابع نتنياهو الابن تغريدة باللغة الإنكليزية تهاجم تغريدة للرئيس الفرنسي اعتبر فيها أن «الطريق الوحيد الممكن هو الطريق السياسي»، مضيفاً: «أدعم الحقّ المشروع للفلسطينيين في دولة وفي السلام، تماماً كما أدعم حقّ الإسرائيليين في العيش بسلام وأمن، وكلاهما معترف به من قبل جيرانهم».
ولأنّ ماكرون كان قد أعلن أيضاً أن فرنسا يمكن أن تعترف بالدولة الفلسطينية خلال حزيران/ يونيو المقبل، فقد تذاكى نتنياهو الابن فغمز من قناة فرنسا بصدد عدم منح الاستقلال إلى كاليدونيا الجديدة، وبولينيزيا وكورسيكا وإقليم الباسك وغينيا الفرنسية، مطالباً أيضاً بوقف «الإمبريالية الفرنسية الجديدة في غرب إفريقيا».
وبصرف النظر عن انعدام الصلة بين قضية الشعب الفلسطيني وأرضه المغتصبة وسياسات الكيان الصهيوني الاستيطانية والعنصرية والفاشية من جهة، والمناطق التي يسردها نتنياهو الابن من جهة ثانية، فإن غباء المقارنة يتطابق تماماً مع بذاءة الشتيمة. ذلك لأن ماكرون لم يأت بجديد حول الدولة الفلسطينية يتجاوز ما يقرّ به القانون الدولي وتعتمده الأمم المتحدة وتعلنه الغالبية الساحقة من دول العالم حتى في داخل دولة الاحتلال، ولا تنكره اليوم سوى حكومة نتنياهو الأكثر يمينية وفاشية على امتداد تاريخ الكيان.
كذلك فإن الرئيس الفرنسي ليس خصم دولة الاحتلال ومواقفه في تأييد سياساتها أكثر من أن تعدّ وتحصى، خاصة بعد «طوفان الأقصى» حين شارك في «الحجيج» الغربي إلى الكيان، ومنح نتنياهو حصانة ملفقة إزاء مذكرة التوقيف التي أصدرتها الجنائية الدولية، وسمح لوزراء إسرائيليين أن ينكروا وجود الشعب الفلسطيني من قلب العاصمة الفرنسية، كما فعل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
وليس جديداً أن يتجاوز نتنياهو الابن حدود الأدب في التعريض بالآخرين على نحو سبق أن تجاوز الابتذال إلى ما يقارب العداء للسامية، كما في تهجمه على الملياردير الأمريكي اليهودي جورج سوروس عن طريق رسم كاريكاتوري لا تخفى رموزه المعادية لليهود، واضطراره لاحقاً إلى حذف المنشور تحت ضغط منظمات يهودية وصهيونية واسعة التأثير وطويلة الباع. كذلك جمدت منصة فيسبوك حساب يائير نتنياهو بسبب انزلاقه إلى مستويات فاقعة في العنصرية، والتمنّي أن تخلو دولة الاحتلال من المسلمين كافة.
ولأن من الطبيعي أن يتشابه الابن مع الأب فلم يكن مستغرباً أن يصادق رئيس حكومة الاحتلال على تغريدة ابنه، لأنه «صهيوني حقيقي يهتم بمستقبل الدولة»، والمشكلة الوحيدة هي أن أسلوب الفتى «لا يروق» للأب. وليس من الواضح أن الشتيمة سوف تروق للشعب الفرنسي عموماً، أو لدول أوروبية مثل إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا اعترفت بالدولة الفلسطينية خلال العام المنصرم، إضافة إلى نحو 150 دولة أخرى سبق أن اتخذت الإجراء ذاته.