بطل آسيا في كمال الأجسام اللبناني كريم الخطيب لـ”المدارنت”: ندعو الدولة للإهتمام الجدّي بالرياضيّين

خاص “المدارنت”..
البقاع/ سعدنايل/ حاوره محمّد حمّود
منذ أيام قليلة، شارك الشاب اللبناني كريم شادي الخطيب، (19 عامُا)، في بطولة آسيا لكمال الأجسام، التي نظمها رئيس “الإتحاد اللبناني لكمال الأجسام” البطل العالمي حسنين مقلد، حاملًا طموحاته وأحلامه في رياضة كمال الأجسام، ليحقق هدفًا عمل عليه منذ كان فتىً صغيرًا، حيث كان يتعرّض من أقرب المقربين اليه من الأخوة والأصدقاء للتنمر، بسبب وزنه الزائد (90 كلغ)، وكان يُنعت بلقب “العجين”، جرّاء كثافة السمنة التي رافقته منذ طفولته، وحقق فوزًا مستحقُا في تلك البطولة، وحاز البطل الخطيب، على المرتبة الثالثة، ونال كأس بطولة آسيا، المذهّب، كونه الأصغر عمرًا بين أترابه من المشاركين في البطولة المذكورة، وعددهم 850 مشتركًا، يمثلون الدول العربية والآسيوية.

حول هذه البطولة وظروف مشاركته فيها، كان لقاء موقع “المدارنت” مع البطل كريم الخطيب، في دارته في بلدة سعدنايل.
وقال الخطيب: “أنا من مواليد بلدة تعلبايا في العام 2004، حاصل على إجازة في المحاسبة، أعيش مع والديّ وأخوتي الثلاثة، كنت في الخامسة عشر من العمر، ووزني نحو 90 كلغ، الأمر الذي وضعني في موقع السخرية والتنمر (على سبيل المزاح) من اخوتي وأصدقائي، وكانوا يقولون: “جاء عجين، ذهب عجين”، الأمر الذي دفعني الى التفكير مليًا في التغيير، على مستوى “الجسماني”، فقررت أن ألجأ الى التمارين الرياضية التقليدية، مثل “البوش آب”، واستخدام الـ”دمبلز”، في المنزل، وتابعت إرشادات مختصين عبر الإنترنت، وبعد ستة شهور تقريبًا، بدأت أتحوّل من الفتى “عجين” الى فتى يتحلّى بجسم رياضي مميّز، كما تابعت نظام غذائي قاسي خاص، ساعدني في سعيي الى التخلّص من السمنة الزائدة، وتحوّل جسمي الممتلىء الى جسم رياضي”.

وتابع البطل: “مع مرور الأيام، شعرت أن غايتي من التخلّص من “عجين” باتت محسومة، وأن حلمي بات حقيقة، بعد عذابات وصعوبات ومعاناة كثيرة، وها أنا اليوم، في وضع يسمح لي بتطوير قدراتي الجسدية، والتوجه جدّيًا الى رياضة كمال الأجسام، فانتسبت الى نادي “هيرو توبي جيم”، تحت إدارة وإشراف إبن بلدة سعدنايل البطل العالمي سليمان الشوباصي، وعضو الإتحاد اللبناني لرياضة كمال الأجسام، د. هاني بربر، وبدأت العمل الحقيقي من أجل المشاركة في البطولات الرياضة الرسمية لكمال الأجسام، وبعد أربع سنوات من التدريب، جاءت فرصة المشاركة لأول مرّة في مسيرتي الرياضية في بطولة آسيا لهذه الفئة الرياضية التي ينظمها “الإتحاد اللبناني لكمال الاجسام” في بيروت، والتي لم يسبقها أيّ مشاركة شخصية لي في بطولات محلية على مستوى البقاع أو لبنان، أو على المستوى العربي، وحزت على المرتبة الثالثة على مستوى الدول العربية والآسيوية، وتمّ منحي كأسًا ذهبية عن فئتي بدل الكأس البرونزية، نظرًا لتميّزي بجمال عضلات الظهر، وصغر سنّي، وشهادة رسمية مُصدّقة من “الإتحاد الآسوي لكمال الأجسام”، كما تمّ منحي وثيقة رسمية (تشبه جواز السفر الخاص) تساعدني في الحصول على تأشيرات سفر، وتتيح لي فرصة الذهاب الى أيّ دولة في العالم”.

ولفت الخطيب، الى أنه “لم يحصل على أيّ دعم رسمي من الدولة اللبنانية، ولا من وزراة الشباب والرياضة، (كحال الكثيرين من الرياضيين الذين تتجاهلهم السلطات المعنية وتحديدًا وزارة الشباب والرياضة)، واقتصرت المساعدة على وعد رسمي بتأمين الحماية الأمنية الشخصية، وهذا الأمر يحصل تلقائيًا كون البطولة تُنظّم في لبنان”.
وأكد “سعيه الى المتابعة والمثابرة في هذه الرياضة، من أجل المشاركة في بطولات عالمية، ممثلًا لبنان، وتحقيق نتائج مشرّفة على مستوى دولي، على الرغم من غياب الدعم الرسمي، وعدم الرعاية المباشرة من الوزارة المعنية بالشباب والرياضة”، داعيًا “الشباب من الجنسين الى الاهتمام بالرياضة، ليس من أجل الإحتراف فقط، وإن كان جائزًا، لما للرياضة بكل أنواعها من أثر إيجابي على نفسية الفرد عمومًا، وبخاصة الرياضي، وتؤمن له الراحة والإستقرار الذاتي، وتفرّغ الطاقة السلبية التي تتراكم في داخله، وتعزز ثقته بنفسه، بخاصة في هذه الظروف التي يمرّ فيها الشباب اللبناني، وسيل المتاعب الذي يلاحقه في حلّه وترحاله”.
وذكر الخطيب أنه “إتّبع نظامًا غذائيًا صعبًا قبيل شروعه في المشاركة في البطولة، وذلك لمدة 120 يومًا، مصحوبًا بالتمارين الرياضية اليومية لساعات طويلة، من أجل التخلّص من الدهون والزوائد التي تشوّه جمال جسمه الرياضي”.
وختم البطل: “إن طموحي اليوم، لن يتوقّف عند بطولة آسيا، بل إنني أسعى الى الإحتراف كليًا، والمشاركة في بطولة كمال الأجسام على مستوى العالم”، مطالبًا الدولة بـ”رعاية الرياضيين وتقديم كل ما يلزم لمتابعة مسيراتهم، لأنهم لا يمثلون طوائفهم أو عائلاتهم أو قراهم أو مدنهم أو مناطقهم الجغرافية، بل يمثلون بلدهم ووطنهم لبنان”.