تطلع الشيباني الى اليابان!

خاص “المدارنت”..
للأسف، ليس هناك ما تقدمه تجربة النهوض اليابانية لفرص النهوض السورية المرجوة، وقد أخطأ وزير الخارجية السوري (أسعد) الشيباني، حينما تحدث عن التطلع الى اليابان وسنغافورة، كنموذجين للاحتذاء بهما في نهوض سوريا، ليس فقط لاختلاف البلدين، وإنما لا ختلاف الظروف الداخلية والاقليمية والدولية. ولاختلاف الجغرافيا السياسية لكلا البلدين.
لا شك نحن في سوريا، بحاجة الى “وحدة الموقف الداخلي”، لكن هذا غير متحقق ما لم يتم بناء “تحالف وطني جامع” يستطيع التصدي لقوى الانفصال وللمشاريع الخاصة، وللتدخلات الخارجية وفي مقدمتها تدخلات المشروع الصهيوني وطموحاته في شرق الجزيرة الفراتية، وفي جبل العرب، وفي الساحل، وفي تقسيم الداخل السوري، وهذه الطموحات مدعومة من قوى عربية وإقليمية عديدة.
هل يمكن بناء” تحالف وطني جامع”؟ هذا سؤال مركزي يقوم على تحديد الهدف من هذا البناء، وعلى القوى الرئيسة التي يقع عليها عبء ذلك.
أما الهدف فهو: وحدة سوريا، وحدة حقيقية، وآقامة دولة مواطنة حقيقية، والقطع مع كل تفكير أو سلوك طائفي أو مذهبي أو اثني.
وكل القوى الوطنية السورية مسؤولة عن تحقيق هذا الهدف لكن القوة الرئيسة من هذه القوى هي القوى الحاكمة الآن الممثلة بتحالف هيئة تحرير الشام، ورغم كل ما أبداه الرئيس أحمد الشرع من تصريحات ومرونة سياسية إلا أن مفهوم التشاركية الفعلية لم يظهر بعد، وما زال مفهوم الاستئثار هو السائد، ولم يظهر بعد أي أثر لمفهوم وفكرة الديموقراطية والتعددية السياسية والحزبية، وفكرة تداول السلطة.
ولم يظهر أثر أولي لفكرة الالتزام باحتياجات الناس الأضعف في المجتمع، إذ ما يزال يتردد لدى أصحاب القرار، في التوجيهات الصادرة مفهوم الاقتصاد الحر، وما يزال الحديث العام وكأنه موجة إلى الخارج وإلى القوى الدولية المؤثرة على القرار السوري، وهذا أخطر ما في الأمر، والأشد تأثيرا على موقف الناس، وعلى إحساسهم أو قلقهم تجاه المستقبل.
هي مسؤولية السلطة القائمة، أولا، وثانيا وثالثا، وبعد ذلك تأتي مسؤولية الآخرين.
والخشية أن تستطيع قوى التجزئة والانفصال أن تثبت لها أوتادا في المجتمع والدولة السورية الجاري بناؤها، والخشية أيضا أن تؤدي القرارات والإجراءات المتخذة إلى خلق “معارضة الجوعى والمعدمين”، وحين ذلك فنحن أمام مستقبل كئيب من شأنه أن يشوش على النصر الذي تحقق بالخلاص من ذلك النظام الجهنمي.
هذه من أهم الفوارق بين الوضع في سوريا وأوضاع تلك الدول والتجارب التي يتطلع البعض إليها.
فهل من ينتبه، ويتدارك الأمر قبل أن يستفحل، ومن ثم يستعصي على المعالجة.