أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “ما جرى تسريبه عن الخطة الأميركية لعملية السلام في الشرق الأوسط والمعروفة بصفقة القرن، ولدت ميتة قبل إعلانها”، مشددا على أنه “لا يستطيع أحد توطين اللاجئين الفلسطينيين وغيرهم من اللاجئين في لبنان، كانعكاس لتلك الخطة”.
ورأى جعجع، في حديث الى وكالة “أنباء الأناضول”، أنه “طالما اللبنانيون مستمرين بالتمسك بالدستور، لا يستطيع أحد ولو اتفقت كل دول العالم على تمرير قرار التوطين”، موضحا أنه “لم يستطع أحد فهم ما هي صفقة القرن، وأكبر دليل على ذلك أنه كلما قرب الإعلان عنها يتم تأجيله، ولكن ما سرب عنها حتى الآن، يظهر أنها ولدت ميتة قبل إعلانها ،من خلال المؤشرات التي ظهرت عنها”.
واعتبر أن “كل كلام عن صفقة القرن في الوقت الحاضر سابق لأوانه، ولا نستطيع الحكم عليها قبل طرحها علانية، وإذا طرحت على العلن وكانت طروحاتها مثل التسريبات، ذلك يعني أنها غير قابلة للحياة على الإطلاق، وأي انعكاس لصفقة القرن على لبنان يمكن الحديث عنه، ومن ضمنه التوطين أو غيره غير ممكن ولن يحصل، ولا يستطيع أحد الضغط على لبنان بالتوطين لأنه أمر سيادي ملك للحكومة اللبنانية وحدها”.
ورأى أن “للتصعيد الأميركي – الإيراني انعكاسات كبيرة على المنطقة، حيث بدأت الاضرابات بالحركة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويزداد تأثيره كلما زاد حجم التصعيد”، موضحا أن “انعكاس هذا التصعيد على لبنان، ناتج عن تأثره بهذا الصراع في المنطقة ككل”.
ولفت إلى أن “المنطقة كما هي اليوم على فوهة بركان، يمكن أن ينفجر بأي وقت، وكل جهة تحاول زج لبنان في هذا البركان ترتكب جريمة كبرى جدا بحق لبنان واللبنانيين”، معتبرا أنه “لا توجد مؤشرات كافية بشأن إمكان شن إسرائيل حربا على لبنان حتى هذه اللحظة، ولكن بانتظار الأيام والأسابيع المقبلة، ونحن نعيش كل يوم بيومه انطلاقا من سرعة التطورات”، لافتا إلى أن “التهديدات الأميركية لإيران جدية، لأن المفاضلة عند الإدارة الأمريكية أن يتم تقليص النفوذ الإيراني من خلال التفاوض”.
وحول تسليم سلاح “حزب الله” إلى الجيش اللبناني، أشار جعجع إلى أن “جميع القوى السياسية في لبنان مع التسليم”، رافضاً “تشبيه الحل في سلاح حزب الله بما حصل مع الحشد الشعبي في العراق”، موضحا أن “الحشد الشعبي هو جيش رديف مع الجيش العراقي، وهذا سيكون عقبة أساسية في وجه الاستقرار السياسي والأمني في العراق، وبالتالي من غير الوارد أن يفكر أحد في لبنان بهذه المعادلة، لأنه في لبنان معادلة واحدة من الممكن أن تصح، هي أن يحل الجناح العسكري لحزب الله، ويسلم السلاح للجيش اللبناني، كما جرى مع كافة التنظيمات المسلحة التي كانت موجودة في لبنان من قبل، وهذا الأمر كان يجب أن يتم منذ 30 عاما، إلا أنه تأخر حتى الآن”.
وعن نية “حزب الله” دراسة هذا الأمر، قال جعجع: “الأمر يتوقف على الحزب وحده، ولكن الآن لا نية جدية عند الحزب بالوصول إلى استراتيجية دفاعية، بالمعنى الدولاتي للكلمة”، مشددا على أنه “إذا أردنا الذهاب إلى لبّ الموضوع، لا يمكن أن تقوم دولة فعلية في لبنان ،إلا بوجود جيش واحد وسلاح واحد”.
وفي ما يتعلق بقضية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، أعرب عن “تحفظه بشأن الموضوع، حتى يتم الوصول إلى نتيجة عملية، مضيفا “لن أعطي رأيا في الوقت الحاضر”، لافتا الى أن “كل ما يجري على هذا الصعيد، هو عراضة في محبة السلام، ولكن من دون طحين يذكر في نهاية المطاف”.
وعن رؤيته لقضية اللاجئين السوريين، قال: “لا يوجد انقسام في الموقف اللبناني حيال ضرورة عودة النازحين إلى بلادهم، ولبنان بلد يوجد فيه 4 ملايين نسمة، ولم يعد باستطاعته تحمل مليون أو مليون ونصف لاجئ على أرضه”، مشيرا إلى أن “جميع الدول بدأت تطالب برجوع هؤلاء النازحين، ومن ضمنهم لبنان، ولكن النظام السوري يقوم باختلاق الذرائع واختيار بعض الأسماء التي يقبل برجوعها، ويرفض البعض الآخر”.
ولفت إلى أن “بعض الذين عادوا إلى سوريا عمل النظام على تخويفهم واستدعائهم للخدمة العسكرية، وتكبيدهم أعباء سابقة، مثل الفرار من الخدمة العسكرية وغيرها، وكأنه لم يكن هناك حرب”، مشددا على أن “النظام يقوم بهذه الأعمال كي لا يعود أيّ نازح”.
وختم: “إن العلاقات اللبنانية ـ التركية عادية وطبيعية جدا، وستستمر كما هي عليه في المستقبل، ولن تتأثر بالتباينات الموجودة في الوقت الحاضر”.