مناطق ومناسبات
حالة نادرة.. ناتجة عن “فايزر” أم صُدفة؟!

برجا/ خاص “المدارنت”..
أصبح محمد جميل الزعرت، عضو مجلس بلدي ومدير احدى محطات البنزين (المحروقات)، حديث الساعة في كل بيت من بلدته برجا، فالجميع يسأل عنه، ويستفسر عن طبيعة العارض الصحي الخطير الذي أصابه بالشلل النصفي، بعد تلقيه الجرعة الأولى من لقاح “فايزر”، ضد كوفيد 19، والأسباب التي أدّت به الى انتكاسة صحية، أرعبت الأهل والأصدقاء، وجعلت كل ساكني البلدة يتساءلون عن جدوى اللقاح، وعن أسباب هذه الحالة التي كانت مفاجئة، ولم يجرِ الحديث عنها سابقًا من قبل الأطباء أو التحذير منها.
استفسرنا من الزعرت، حول المعاناة التي مر بها، وروى لنا ما جرى معه، قائلًا: “ككل الناس، تسجلت على منصة وزراة الصحة لاخذ لقاح كورونا، وكنت مرتاحًا لاخذ لقاح فايزر، لان الدراسات اكدت ان ردود الفعل السلبية اقل من بقية اللقاحات، وكما تعرفون، أنا أدير عمل محطة بنزين (محروقات)، وهذا يتطلب جهدا كبيرا مع الازمة التي نعيشها، وفقدان هذه المادة الحيوية بالنسبة للجميع، وكان عليّ ان أكون هادئا، واعالج المشكلات التي تحدث نتيجة توتر الناس والزبائن، وقلقهم الناتج عن عدم تأمين الوقود لسياراتهم برَوَاق (بهدوء)، وان أحاول التقليل من الانفعالات التي قد تحدث مصائب ربما، اخذت اللقاح، وعدت الى عملي بشكل عادي، لم اشعر باي تغيير لافت، الأمور شبه طبيعية وانا مرتاح”.
وتابع: “لكن، هذا الامر لم يدم طويلًا، بعد 15 يومًا، وبينما أتابع عملي كالعادة، شعرت بتعب شديد، وبدأ جسدي بالارتجاف، ولم أعد أشعر بأطرافي، وقعت على الأرض، ولم يعد باستطاعتي الشعور، او تحريك النصف الأسفل من جسدي، ما هذا؟ ماذا حدث لي وانا الذي لا اعاني من أي مرض، صحيح انني على مشارف الستين، لكن الحمد لله، ليس عندي أي داء مزمن، فكيف أصبحت على هذا الحال؟!”.
في البداية، لم يفكر الزعرت، على حدّ قوله، أن “هذا الشلل جرى بتأثير اللقاح، الا بعد ان أكد له الأطباء الذين اشرفوا على علاجه ذلك، ويفيد في هذا الاطار، بأنه تم نقله مباشرة الى مستشفى الرسول الأعظم، وبعد إخضاعه لصور وفحوصات متعددة، تم ارسال هذه الفحوصات الى اسبانيا، إضافة الى استشارة أطباء هناك، بخصوص هذه الحالة النادرة التي قد تصيب واحد في المليون جاءت نتيجة اللقاح”.
والتفسير العلمي الطبي، يقول بحسب ما شرح لنا، يعود الى ضعف الجهاز العصبي لديه، ويتابع: “في الحقيقة، كنت أعيش فترة توتر، ناتجة عن طبيعة عملي، في هذه الفترة الحرجة، كان عليّ ان استوعب ما يحصل حولي، وكانت هناك مشكلات تحصل في المحطة، ولا بد من معالجتها، ولكن كانت بعض الأحيان تخرج الأمور عن السيطرة، والتحكم بالاعصاب يصبح مهمة مستحيلة، لذلك، فان اللقاح، الذي هو عبارة عن فايروس، أصاب النقطة الضعيفة عندي، وهي جهازي العصبي، مما أدى الى حالة شلل مؤقتة، دامت حوالي الشهر، وكان يمكن لهذا الفايروس، ان يضرب الرئيتين كما أظهرت التحاليل، بعد اخذ صور عدة وفحوصات مختلفة دامت أياما، ومتابعة عدة أطباء، لحالتي التي كانت تستوجب الدراسة وإعطاء العلاج المناسب، نظرا لدقتها، وهو امر حذر منه الأطباء، قبل ان تأتي نتائج الفحوصات التي أرسلت الى اسبانيا، وتم التواصل مع أطباء هناك لاخذ العلاج المناسب”.
وعما اذا كان العلاج صعبا، يقول: “العلاج كان عبارة عن ثلاثين إبرة (حقنة)، تم اخذها في عدة نقاط بالجسم للضرورة، وسعر الابرة (الحقنة) مليون ل. ل. قبل رفع الدعم، وقد استنفرت العائلة لتأمينها، لانه كان عليّ توفيرها بسرعة، لوضع حدّ لانتشار الفايروس، الذي كان يهدد الرئة، وهو ما يعني ان ما كان ينتظرني هو الموت، لكن تمّ تأمين الإبر (الحقن) المناسبة، على الرغم من سعرها المرتفع، وكانت أختي قد استنفرت في الكويت، وحجزت لنقل هذه الابر (الحقن) الى لبنان، في حال لم تستطع عائلتي تأمينها، لكن والحمد لله، استطعنا تأمينها هنا”.
وعما اذا كانت الوزراة تؤمنها مجانًا، قال: “أبدًا، هذا العلاج تم على نفقتي الخاصة، بالإضافة الى سعر الابر (الحقن) العلاجية الـ30 مليون، تكلفت حوالي 10 مليون للعلاج في المستشفى، والتجربة التي مررت بها، جعلتني أتساءل ماذا سيفعل الفقير في هذا البلد، اذا ما تعرض الى ما تعرضت له، بالتأكيد الموت سيكون مصيره، ولن يُسأل أو يُحاسب أحد، وعلى الرغم من ان حالتي كانت نادرة، وتستدعي السؤال حولها من قبل اللجنة الصحية ووزارة الصحة، الا ان أحدا لم يتصل بي، من باب الرصد على الأقل لتفاعلات لقاح فايزر”.
وأوضح أن “وضعه حاليا جيد اذ عاد الى المشي بشكل شبه عادي، الا ان هناك خدر من حين الى آخر في الأطراف، لا سيما في اليدين، وبحسب الأطباء، يحتاج الى وقت للتخلص من العوارض السلبية”.
واكد ان “لا تعويض له من الشركة، لان اللقاح المستورد هو في عداد التجربة، ولا احد يحاسب على ردود الفعل التجريبية”.
أخيرا، يؤكد الزعرت، انه “لم يتخذ موقف سلبي من موضوع اخذ اللقاح، الا انه قرر ان لا يأخذ الجرعة الثانية، لكنه بقي على موقفه من ضرورة اخذ اللقاح، اذ افاد انه شجّع زوجته على اخذه، وكذلك افراد عائلته الاخرين، الا انه نصح بضرورة اخذ استراحة بعد اللقاح، ومراقبة رد فعل الجسد، وعدم القيام بأيّ مهام متعبة، فالراحة مطلوبة، ولو على حساب أمور ضرورية أخرى مثل العمل وغيره.

وتوجهنا الى المراقب في مطار رفيق الحريري الدولي، د. عبد الكريم رمضان، بسؤال حول إمكانية حصول حالة شلل نتيجة لقاح فايزر أو غيره ضد كورونا، فقال: “إن هناك عوارض جانبية قد تظهر على بعض الأشخاص، ولا تظهر عند غيرهم، لكن يجب التأكد من الحالات وليس المبالغة او المغالاة في وصفها، بل متابعتها علميا، انا شخصيا تلقيت لقاح فايرز في الجرعة الأولى، لم اشعر بعوارض غير طبيعية، ولكن عندما تلقيت الجرعة الثانية، شعرت بكثير من التعب والارهاق، وقد تجاوزت حالة الخوف التي عشتها المرة الأولى، طبعا اللقاح هو عبارة عن فايروس يدخل جسم الانسان ويتعبه”.
أضاف د. رمضان: “يمكن للقاح ان يتسبب بحالة وفاة، وليس شللا نصفيا فقط في بعض الحالات، ولكن لا يجوز المبالغة في وصف بعض ردود الفعل، ما لم تكن مترابطة وبعيدا عن الاكشن، لذلك، لا بد من دراسة الحالة بطريقة علمية ومدروسة”.
وأشار الى أن “إمكانية الشفاء من الشلل في فترة وجيزة، أمر صعب، كما ان علاج الجهاز العصبي يحتاج الى وقت طويل، حتى يتم الشفاء التام منه”.

اما عضو خلية الازمة في إقليم الخروب، اخصائية الامراض الجرثومية د. غنوة الدقدوقي، فقد اشارت الى ان “الخلية لم تتبلغ عن حالة المريض الزعرت، ولم يتم أخذ رايها في الموضوع”، موضحة أن لـ”اللقاح اعراض جانبية في حالات نادرة، من وهن العضلات، وتضرر الجهاز العصبي”.
=====================