إيران تسعى لزعزعة الاستقرار الإقليمي لصرف الأنظار عن الداخل!
خاص “المدارنت”..
أمر الولي الفقيه (السيد) علي خامنئي، بسرعة التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة بعد مقتل رئيس النظام الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في 19 أيار/مايو.
خلال الأسبوع الماضي، زار طيف واسع من مسؤولي الدولة السابقين والحاليّين وزارة الداخلية، وعقدوا مؤتمرات صحافية، وأطلق بعضهم مقاطع “فيديو” ترويجية على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرّب الأخبار والشائعات من خلال اتصالاتهم الإعلامية لإثارة الحماس لانتخابات 28 يونيو.
ويرى محللون وسياسيون في بعض أنحاء العالم، أن الانتخابات في إيران لم تعد منافسة بين فصيل خامنئي، وخصومه السياسيين منذ انتفاضتيّ 2017 و2019، بل أصبحت سباقاً بين المرشحين المفضلين لدى خامنئي، وبعض المرشحين العاملين كغطاء للمرشح المفضل لخامنئي.
ويتساءل محللون عما إذا كان مقتل رئيسي قد غير ميزان القوى في طهران.
وبدأ تسجيل المرشحين في الانتخابات الرئاسية الزائفة الرابعة عشرة، يوم الخميس 30 مايو/أيار، وانتهى مساء الاثنين 3 يونيو/ حزيران، وفقاً لوسائل الإعلام الحكومية.
وسيتم إرسال ملفات أهلية المرشحين إلى “مجلس صيانة الدستور”، الذي سيعلن القائمة النهائية للمرشحين في 11 حزيران/ يونيو.
خلال فترة التسجيل التي استمرت خمسة أيام، تقدم 287 فرداً، وتم تسجيل 80 شخصاً فقط رسمياً، مع مراعاة المتطلبات القانونية للرئاسة.
وتساءل محللون عما إذا كان المسؤولون الذين تمّ استبعادهم في الجولات السابقة، قد حصلوا الآن على موافقة (السيد علي) خامنئي، وعمن سيخضع لتدقيق “مجلس صيانة الدستور”، وما هي الآثار المترتبة على هذه التطورات.
وفي حين أن الإجابات النهائية قد تظهر في 12 حزيران/ يونيو، وربما بشكل أكثر وضوحاً في 1 تموز/يوليو، فإن بعض النقاط واضحة بالفعل.
وشعر جميع قادة النظام بضعف خامنئي الكبير، بعد سلسلة من الانتفاضات الشعبية والانتخابات الصورية الفاشلة في 2020 و2021 و2024، ويدركون أن المقاطعة الواسعة النطاق و”لا” المدوية من الشعب الإيراني، تشير إلى ضعف طهران للعالم.
وأدركوا أن النظام الذي يحاول تقديم نفسه كقوة رائدة في المنطقة، لا يؤخذ على محمل الجد من قبل الخصوم الأجانب والإقليميين، عندما يواجه مثل هذا العار الداخلي.
واعتقدت الفصائل المتنافسة لخامنئي، أن مقتل رئيسي، الذي كان شخصية رئيسية في جهوده لتعزيز أركان السلطة، قد تدفع خامنئي الى إعادة النظر في نهجه وسط عدد لا يحصى من الأزمات الداخلية والخارجية.
ومع ذلك، في حفل إحياء ذكرى نفوق سلفه (الإمام) خميني، حدد خامنئي رؤيته للرئيس المثالي، وأشاد بإبراهيم رئيسي، مشيراً إلى أن مرشحه المفضل يجب أن يتمتع “بصفات مماثلة”.
تأكيد خامنئي المتكرر على هجمات 7 أكتوبر (في غزة)، وتصريحه بأن هذا كان “حدثاً ضرورياً للمنطقة”، يشير بوضوح إلى أنه ينظر إلى الأزمات الخارجية كوسيلة لتخفيف التوترات الداخلية. وتشير التصريحات العديدة التي أدلى بها مسؤولو الدولة من جميع الأطياف في أعقاب هجمات 7 أكتوبر إلى أنه ليس مخطئاً في هذا الصدد.
ونتيجة لذلك، كثف خامنئي خطابه حول زعزعة الاستقرار الإقليمي، حتى أنه أرسل رسائل إلى الطلاب الأميركيين ليظهر وكأنه قادر على التأثير في عمق أراضي العدو.
وأظهر نظام الملالي تاريخياً أن كل شيء ثانوي وقابل للتغيير، عندما يتعلق الأمر بمبدأه الأساسي المتمثل في البقاء. ويعطي خامنئي وجميع المسؤولين الحاليين والسابقين الأولوية لآليات البقاء قبل كل شيء آخر.
ومن المرجح أن يستخدم خامنئي، جميع الموارد المتاحة والأفراد لخلق ما يعتبره “مشهداً انتخابياً ديناميكياً”، من دون المساس بأمن النظام وبقائه.
ويحمل هذا العرض الانتخابي فوائد في السياسة الخارجية. ويستغل الأفراد والأبواق في الغرب هذه المجموعة الغريبة من المرشحين الرئاسيين، ليجادلوا بأن إصدار قرار ضد طهران في الاجتماع المقبل لمجلس محافظي “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، يمكن أن يؤثر سلباً على مرشحين مثل علي لاريجاني.
إذا قرر خامنئي، تنظيم لعبة معقدة مع البيادق التي أرسلها، بهدف تنصيب الشخصية الأكثر إجراماً كرئيس، فلن يواجه تمرداً أو مواجهة حاسمة من أولئك الذين لديهم أكبر قدر من الجلد في اللعبة.
وتوقعات نتائج الانتخابات الإيرانية تحمل عواقب عالمية. يرى خامنئي أن المسار الأقل تكلفة هو اختيار حكومة متحالفة ومطيعة، مما يمكنه من مواصلة الحكم بقبضة من حديد.
يعوّل على تقاعس المجتمع الدولي، وأعمال الترهيب، لخلق الخوف بين الشعب الإيراني. ومع ذلك، قد يقلل من شأن تصميم وقدرة المقاومة المنظمة، التي ستحشد المجتمع الدولي والأشجع داخل إيران لإحداث تغيير في النظام.