خيارات “الديموقراطيين” الصعبة في أميركا!
“المدارنت”..
“الحزب الديموقراطي” الأمريكي في موقف صعب جداً، فهو بين إصرار الرئيس جو بايدن على المضي في معركته الرئاسية في مواجهة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب، وقطاع واسع من المشرعين الديموقراطيين والمؤيدين للحزب الذين يعتقدون بضرورة اختيار مرشح ديمقراطي جديد في مواجهة ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بعد أداء الرئيس خلال مناظرته الأخيرة مع ترامب.
بعد المناظرة تراجعت حظوظ بايدن في الاحتفاظ بمنصبه بشكل بات من الصعب ترميم صورته أمام الناخبين، بعدما بدا ضعيفاً ومرتبكاً أمام ترامب. ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” فإن 80 في المئة من الأمريكيين يرونه كبيراً جداً في السن على الترشح لولاية ثانية.
وأشار استطلاع الصحيفة إلى أن المرشح الجمهوري/ بات متفوقاً على بايدن بـ6 نقاط، حيث نال الأول دعم 48 في المئة من المشاركين في حين حصل الثاني على 42 في المئة، وأوضحت الصحيفة أن هذا أكبر فرق بين المرشحين الاثنين منذ عام 2021.
ماذا يعني ذلك؟
الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أجاب عن هذا السؤال بقوله: «إن طريق بايدن بات أكثر صعوبة بعد أدائه المهتز يوم الخميس الماضي»، لكنه أكد استمرار دعمه لنائبه السابق، وقال: «الأداء السيّء في المناظرات وارد، ثقوا بي»، أضاف «لكن هذه الانتخابات لا تزال اختباراً بين شخص قاتل من أجل عامة الشعب طوال حياته، وآخر لا يبالي إلا بنفسه».
كما أن الرئيس بايدن حاول أمام مؤيديه في مهرجان انتخابي بولاية نورث كارولينا تبرير أدائه السيئ أمام ترامب بالقول «قد لا أتمكن من المشي بسهولة أو التحدث بسلاسة كما اعتدت، أو القيام بالمناظرة كما كنت، لكن ما أعرفه هو كيف أقول الحقيقة، وأعرف كيف أقوم بهذا العمل وأنهي المهمة». ووصف بايدن منافسه ترامب بأنه يشكل تهديداً حقيقياً للولايات المتحدة وديموقراطيتها.
كما أكد بايدن من خلال المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير يوم أمس الأول أنه لن ينسحب على الإطلاق من سباق الرئاسة. أضافت «مستمرون في البناء على سجل بايدن خلال حملته الانتخابية، والرئيس بايدن أكد استمرار حملته بجانب نائبته كامالا هاريس، ورفض الدعوات لتنحيه عن السباق».
ومع ذلك فإن دعوات استبداله لم تتراجع بين أوساط الديموقراطيين، وتدور تكهنات بأن نائبته هاريس هي أحد الخيارات المفضلة لخلافته، لكنها حسمت هذا الأمر بتأكيدها أنها تدعم الرئيس و«ستقاتل» إلى جانبه من أجل فوزه.
كما أن اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي تدرس إعلان ترشيح الرئيس بايدن بشكل رسمي للانتخابات الرئاسية المقبلة بحسب وكالة بلومبيرغ، وذلك خلال الشهر الحالي، للقضاء على الأحاديث المتعلقة باختيار بديل له. كذلك فإن هناك حملة سياسية وحملة علاقات عامة وشخصية ضخمة جارية لرفض الدعوات الموجهة إلى بايدن بالتخلي عن طموحاته للبقاء في البيت الأبيض، ولحشد الديمقراطيين لتجاوز الجدل بشأن عمره ومستقبله.
وبموجب قواعد “الحزب الديموقراطي” سيكون من الصعب استبدال بايدن كمرشح من دون تعاونه.
في كل الأحوال، فإن “الحزب الديموقراطي” ليس في أحسن أحواله، فهو أمام معضلة معقّدة تتمثل في القدرة على تمكين بايدن من المبادرة وقلب المعادلة لمصلحته إذا ما قرر المضي في المعركة حتى النهاية، أو العثور على بديل قوي في حال قرر بايدن أن يستريح، خصوصاً أن المسافة الفاصلة عن الانتخابات باتت قصيرة جداً.