د. الصيادي يعلّق على تقرير لـ”معاريف”: هزيمة للمشروع الصهيوني!
خاص موقعي “المدارنت” و”ملتقى العروبيّين”
.. تقرير في “صحيفة معاريف الإسرائيلية”، يرسم من وجهة نظر “إسرائيلية”، صورة الوضع في الحرب الراهنة على غزة، وعلى قوى الجهاد فيها، والتقرير موجه القارئ “الإسرائيلي”، والجهات الإعلامية والدولية التي تتابع هذا الوضع وتهتم به.
وإذا كان عنوان التقرير الذي نقلته عن الصحيفة، “قناة سكاي نيوز العربية”، يعكس بشكل صادق ومباشر فحوى هذا التقرير، المختصر في أمرين اثنين:
الأول: أن “إسرائيل” على شفا هزيمة تاريخية، بعد أن عجزت عن تحقيق أيّ من أهدافها المعلنة لهذه الحرب.
والثاني: أن هذه الحرب/ العدوان، رافقها إعلام مُضلل وكاذب، لكنه عجز عن ستر هذه الهزيمة.
وإذا كان لنا أن نضيف شيئا ليس باستطاعة مُعدي التقرير أن يأتوا عليه، فإننا نضيف ثلاثة أمور أيضا:
الأول: أن الهزيمة التي ترتسم أبعادها مع كل يوم جديد، ليست هزيمة للكيان الصهيوني، وإنما هزيمة للمشروع الصهيوني بكل حلفائه الدوليين والإقليميين، الذين هرعوا من اليوم الأول للعدوان إلى دعمه بالسلاح وبالمال، وبالموقف السياسي في مختلف المحافل الدولية.
الثاني: أن التضليل الإعلامي لم يقتصر على الإعلام داخل الكيان، وإنما على الإعلام الذي تسيره وتوجهه وتسيطر عليه الحركة الصهيونية، وجزء من هذا الإعلام ومنصات عديدة منه تصدر في دول عربية و إسلامية. وفي هذا يكون هذا الاعلام انعكاس حقيقي لذلك التحالف الصهيوني الذي يتجاوز كيان العدو ليغطي مساحة واسعة في العالم تتعدى التقسيمات الدينية والعرقية والقارية.
الثالت: أن الحديث عن هزيمة “اسرائيل”، هو في حقيقته حديث عن انتصار المجاهدين، وتحقيق عملية “طوفان الأقصى” كامل أهدافها، وهنا تبرز حركة حماس كمعبر عن قوى الجهاد كلها، التي نفذت العملية، والمتشاركة في التصدي للعدوان المستمر، والتي تقود عملية التفاوض.
إن انتصار حركة “حماس”، والمنظمات الجهادية المتآلفة معها يمثل الحرج الأكبر لطيف واسع من النظام العربي، ومن القوى السياسية والإعلامية المنتظمة في إطار هذا النظام.
للإطلاع على نصّ تقرير صحيفة “معاريف” الصهيونية:
إعلام: رغم التضليل الإعلامي.. إسرائيل على شفا هزيمة تاريخية
..في ظل استمرار الحرب ضد حركة “حماس”، يبدو أن “إسرائيل” تواجه هزيمة تاريخية رغم القتال الضاري الجاري في غزة والأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية العسكرية لحماس، وفقا لما ذكرته صحيفة معاريف “الإسرائيلية”، التي أضافت أنه على الرغم من هذه الجهود، فإن أهداف الحرب لم تتحقق.
وقالت الصحيفة، إنه في هذا الوقت، يستمر مجلس الوزراء الحربي، وهيئة الأركان العامة في “تضليل الجمهور بإصدار تصريحات مبهمة وأنصاف حقائق”.
وأوضحت “معاريف” أنه منذ بداية العملية البرية في 27 أكتوبر، قامت الحكومة “الإسرائيلية”، بتحديد 4 أهداف رئيسية للحملة، هي: تدمير القدرة العسكرية لحماس، إزالة التهديد الإرهابي لـ”إسرائيل”، حماية حدود البلاد ومواطنيها، وتحقيق هذه الأهداف.
ولكن بعد مرور 8 أشهر على الحرب، لم يتحقق أي من هذه الأهداف، بل إن رئيس الجمعية الوطنية، تساحي هنغبي، اعترف بذلك في لجنة الشؤون الخارجية والأمن قائلاً: “لم نحقق أيًا من الأهداف الاستراتيجية للحرب”.
ووفقا للصحيفة فإنه رغم الضرر الكبير الذي لحق بحركة “حماس”، فإنها لا تزال قادرة على إعادة بسط سيطرتها العسكرية في كل منطقة ينسحب منها الجيش “الإسرائيلي”، كما أنها نجحت في إعادة تنظيم صفوفها واستعادة قوتها في شمال قطاع غزّة، وجنوبه.
وقد اعترف الجيش الإسرائيلي أيضًا بأن العملية في جباليا، لم تؤدِ إلى تفكيك القدرة العسكرية لكتيبة جباليا ولواء الشمال التابعين لحماس، حيث فوجئت القوات “الإسرائيلية” بعدد كبير من مقاتلي “حماس”، الذين بقوا في المنطقة وحجم النيران التي تمكنوا من إطلاقها.
وبحسب الصحيفة، فإنه في ظل هذه الظروف، يستمر مجلس الوزراء الحربي وهيئة الأركان العامة في تنفيذ استراتيجيات فاشلة، حيث يتم سحب القوات بعد الاستيلاء على المناطق، مما يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها وتحصين مواقعها مرة أخرى.
ورغم هذه الإخفاقات، تواصل وسائل الإعلام “الإسرائيلية” والمعلقون العسكريون “تزييف الحقائق وتضليل الجمهور”، بحسب معاريف.
من الواضح أن الاستراتيجية المتبعة لم تحقق أي تقدم ملموس في أهداف الحرب. ورغم مقتل الآلاف من عناصر “حماس”، فإن الحركة لا تزال قادرة على تنفيذ هجمات وإطلاق صواريخ على “إسرائيل”، مما يعكس فشل الاستراتيجية العسكرية الحالية.
وفي ضوء هذه الإخفاقات، يجب على رئيس الأركان وجميع الجنرالات المسؤولين عن فشل إدارة الحرب أن يستقيلوا من مناصبهم فورًا. كما يجب على الحكومة العودة إلى الشعب لكسب ثقته وتوضيح الإخفاقات وكيفية تداركها في المستقبل.
وأخيرا، تقول الصحيفة إنه يتعين على “إسرائيل” الآن، اتخاذ خطوات جذرية، إما بالتوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار مقابل إعادة جميع المختطفين، أو باتخاذ قرار باحتلال كامل لقطاع غزة وإقامة حكومة عسكرية مؤقتة هناك بالتعاون مع المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن “هذا من شأنه أن يحقق الأهداف الاستراتيجية للحرب ويضمن أمن “إسرائيل” في المستقبل”.