سوريا.. مواجهات في درعا بين الأمن العام وميليشيا محلية.. مقتل 9 مسلحين وإعتقال 60 آخرين!
“المدارنت”..
شنّت قوات الأمن العام، أمس، الأربعاء، في مدينة الصنمين في ريف درعا، حملة أمنية استخدمت فيها الدبابات والآليات الثقيلة لملاحقة مطلوبين وقيادة ميليشيات محلية متهمة بارتكاب انتهاكات بحق أهالي درعا، وفق مصادر محلية.
وأظهرت صور تداولتها صفحات محلية عمليات إخلاء المدنيين من الحي الجنوبي الغربي لمدينة الصنمين، خلال مهلة زمنية استغرقت ساعة واحدة، منحتها إدارة الأمن العام لإخلاء منطقة المواجهات من المدنيين.
المتحدث باسم شبكة «تجمع أحرار حوران» أيمن أبو نقطة قال لـ «القدس العربي» إن الحملة الأمنية بدأت بعد ساعات من فرض حظر تجوال ليلي في مدينة الصنمين، حيث شنت إدارة الأمن العام بالتنسيق مع وزارة الدفاع السورية، فجر الأربعاء، حملة استهدفت مجموعات خارجة عن القانون، يقودها حسن الهيمد، المتورط بارتكاب انتهاكات بحق الأهالي، حيث تحصنت قواته بين البيوت والمناطق السكنية».
ولفت إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت صباحا «في الحي الجنوبي الغربي لمدينة الصنمين، تبعتها عملية اقتحام لمواقع تتحصن في داخلها بقايا المجموعة».
وخلّفت المواجهات قتلى وجرحى من الطرفين، بينهم عنصران من قوات الأمن العام من أبناء مدينة الصنمين، كما أصيب عدد من المدنيين بجروح متفاوتة من بينهم سيدة وطفلة.
أضاف: منحت إدارة الأمن العام هدنة لساعة لأحياء مدينة الصنمين، بعدما أحكمت تضييق الخناق على المسلحين المطلوبين، حيث أذاعت مكبرات الصوت في مساجد المدينة نداء يطالب بخروج المدنيين من منطقة الاشتباكات.
في حين بيّن المسؤول في الأمن الداخلي، عبد الرزاق الخطيب، لمحافظة درعا أن قوات الأمن الداخلي الموجودة في الصنمين نشرت عدة نقاط داخل المدينة، ما أسفر عن تعرض إحدى النقاط لإطلاق نار مباشر أدى لإصابة عنصر في الأمن الداخلي.
وتواجه المجموعات التابعة لـ»الهيمد» حسب مصادر «اتهامات بتنفيذ عشرات عمليات الاغتيال في مدينة الصنمين خلال السنوات الماضية، بعدما عملت لصالح فرع الأمن العسكري. وسبق أن استولى «الهيمد» على معظم سلاح الفرقة التاسعة في مدينة الصنمين بعد انسحاب قوات النظام المخلوع منها».
وبعد سقوط النظام خرجت مظاهرات شعبية في الصنمين طالبت بمحاسبة «الهيمد» ومجموعته على قتل العديد من المدنيين، في حين خرج آخرون يهتفون باسمه ويدعمونه داخل المدينة.
وفي اللاذقية، ألقى الأمن العام في محافظة اللاذقية القبض على عدد من الأشخاص المتورطين بالعمل الإجرامي الذي استهدف أمس عنصرين من وزارة الدفاع عبر كمين في حي الدعتور في المدينة، وقام بتحييد آخرين، حسب وكالة الأنباء الرسمية «سانا». وذكر مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي في تصريح نشرته وزارة الداخلية عبر قناتها على تلغرام، الأربعاء، أن مجموعة من فلول النظام البائد أقدمت على استهداف عنصرين من وزارة الدفاع السورية، عبر كمين مسلح في حي الدعتور في مدينة اللاذقية، ما أدى لاستشهادهما على الفور.
وأوضح أنه بعد تلقي بلاغ حول ما جرى، تم تجهيز قوة أمنية خاصة وجمع المعلومات المتعلقة، والوصول إلى أحد عناصر الخلية الإجرامية، ومداهمة وكرها بشكل فوري.
وأشار إلى أنه أثناء تنفيذ العملية قامت الخلية الإجرامية بإلقاء القنابل على الدوريات الأمنية، ما أسفر عن إصابة عدد من العناصر، حيث ردَّت قواتنا فوراً على مصادر النيران، وتمكنت من إلقاء القبض على عدة أشخاص متورطين في هذه الأعمال الإجرامية، إضافة إلى تحييد عدد آخر، مؤكدا أن إدارة الأمن العام مستمرة بالتصدي لأي تهديدات تمس أمن الوطن والمواطنين، وتدعو الجميع إلى التعاون والإبلاغ عن أي نشاطات مشبوهة.
فيما أحصى «المرصد السوري لحقوق الإنسان» «مقتل أربعة مدنيين على الأقل في الحي، هما عاملا بناء في مبنى قيد الإنشاء وحارسا مدرسة».
إلى ذلك انسحبت قوات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بعدما توغلت في مناطق واسعة من ريفي درعا والقنيطرة، وسط تحليق متواصل للطيران الإسرائيلي على ارتفاع منخفض في سماء معظم المنطقة جنوبي سوريا.
وحسب مصادر أهلية من القنيطرة لـ «القدس العربي» فقد توغلت قوات الاحتلال في قرى رسم المنبطح والدواية الكبيرة التابعتين لبلدة سويسة في ريف القنيطرة الجنوبي، وأم باطنة، ومجدوليا، وعين النورية، في ريف المحافظة الشمالي والأوسط. الناشط الميداني ياسر أبو شقرا، من أهالي المنطقة، قال لـ «القدس العربي» إن قوات الاحتلال كررت تقديم عروضها على الأهالي لمنحهم مساعدات غذائية ومواد التدفئة، مستغلة الوضع المعيشي المتدني لأغلب الأهالي في المحافظة، إلا أنهم رفضوا.
في حين قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن «إسرائيل تضغط على القوى العالمية بشأن فكرة جعل الدولة الجديدة الناشئة في سوريا نظاماً فيدرالياً من مناطق الحكم الذاتي العرقي، مع جعل المناطق الحدودية الجنوبية من قبل إسرائيل منزوعة السلاح، وهي فكرة رفضتها حكومة دمشق».
وتابعت: «في الأيام الأخيرة، استهدف الجيش الإسرائيلي المزيد من المواقع العسكرية في مناطق جديدة في جنوب سوريا لإبعاد الأسلحة عن أيدي الحكومة الجديدة. وقالت إسرائيل يوم الثلاثاء، إنّها ستنفق أكثر من مليار دولار لمساعدة الدروز في شمال إسرائيل، فيما ذكر محلّلون أمنيون أنّها خطوة لإقناع الأقلية الدرزية بالمساعدة في إقناع الدروز السوريين برفض الحكومة الجديدة».
الأمن العام السوري:
مقتل 9 مسلحين وإعتقال 60 شخصًا
من جهتها، أعلنت محافظة درعا السورية، مقتل 9 مسلحين خلال اليومين الماضيين بمدينة الصنمين مع قوات الأمن، وتوقيف 60 شخصاً للتحقيق.
وقالت، في بيان على قناتها الرسمية بمنصة تلغرام: “شهدت مدينة الصنمين شمال درعا (جنوب)، يوم الثلاثاء الماضي، اشتباكات بين مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، أسفرت عن عدة إصابات وقتلى من الطرفين، إضافة إلى إصابات بين المدنيين”.
وأضافت: “هذا التصعيد الأمني دفع بقوات الأمن الداخلي للتدخل السريع، وتوجهت قوات الأمن على الفور إلى المدينة، ونشرت عدة حواجز، حيث تعرضت إحدى النقاط لإطلاق نار مباشر أدى لإصابة أحد عناصر الأمن الداخلي”.
واستدركت: “وفي صباح اليوم التالي (الأربعاء)، وصلت تعزيزات عسكرية من وزارة الدفاع برفقة الأمن الداخلي، لتنفيذ عملية دهم ضد المجموعات المسلحة، التي يتبع بعض أفرادها لتنظيم الدولة (داعش)”.
كما أسفرت العملية العسكرية عن “ارتقاء 4 من قوات الأمن الداخلي ووزارة الدفاع، إضافة إلى 2 من المدنيين، بينما أصيب 27 شخصاً بجروح متفاوتة، من بينهم 8 حالات بين المتوسطة والحرجة”، وفق البيان.
ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، فتحت إدارة العمليات العسكرية مراكز للتسوية مع عناصر النظام المخلوع لتسليم سلاحهم، إلا أن رفض بعضهم الانصياع لهذه المبادرة أدى لمواجهات في عدد من محافظات البلاد.