“شيبس” بلون أحمر الشفاه
المغرب/المدارنت/… قالت بفرنسية مكسّرة: “كان موت جدّتي بدارجة نظيفة، فيما كان فقيه يقف على رأسها، يلقنها فصحى ملوثة بدم الجنة”. وشرحت لي كيف كانت كلمات الفقيه تنزل من بين شفتين مبلّلتين بالدم.
ثم أضافت: إن دم الجنّة له لون التُفال. أيّ ما بين زرقة وبياض. المهم لا حمرة به.
سألت أنا: وماذا بعد؟
ردّت هي: “آه، نسيت أن أذكر لك، إن الفقيه لما أغمضت جدّتي عينيها لآخر مرة، ابتعد عن سرير موتها، وتطلع في الوجوه الباكية حوله كمنتصر، ثم مسح شفتيه الغليظتين بدارجة نظيفة، أخرجها من علبة “كلينيكس” صغيرة تحت جلبابه الصوفي المخطط.
قبل أن يخبرنا: “المرحومة الآن وصلت باب الجنّة، بعد دفن جثمانها الطاهر، ستلج روحها المقام الذي يتمنّاه كل مؤمن”.
أعدت السؤال وماذا بعد: أهملت هي الجواب، وسألتني هل معي علبة “كلينيكس”؟ شفتاها الرقيقتان كانتا مبللتين بزيت رقائق “شيبس مستورد”. رقائق منحتني إحساساً جارفاً بالظمأ.
عبد الرحيم التوراني (الدار البيضاء)