عشرات الشهداء والجرحى في اليوم الـ329 لحرب الإبادة على مدن قطاع غزّة والضفة الغربية!!
“المدارنت”..
استشهد منذ فجر اليوم، الجمعة، الواقع فيه 30 آب/ أغسطس 16 فلسطينياً، بينهم طفل، في سلسلة من الغارات الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الإرهابي الصهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزة، منذ ساعات الفجر الأولى، وتزامنت هذه الغارات مع انسحاب جزئي لقوات الاحتلال من مناطق خان يونس بعد عملية عسكرية استمرت 22 يوماً، مخلفة دماراً واسعاً في البنية التحتية والمباني السكنية.
واستيقظ سكان قطاع غزة على وقع الغارات الجوية المكثفة التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع، وفي شرق خان يونس، كما استهدفت طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة أبو دقة في بلدة عبسان الكبيرة، مما أدى إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين بجروح بالغة، نقلتهم طواقم الإسعاف إلى مستشفى ناصر.
وفي بلدة الفخاري شرق مدينة خان يونس، استهدفت طائرة حربية صهيونية منزلا آخر، ما أسفر عن سبع إصابات، نقلوا إلى مستشفى ناصر لتلقي العلاج.
وشهدت مدينة خان يونس انسحاباً جزئياً للقوات الصهيونية، بعد عملية عسكرية دامت 22 يومًا، خلفت دماراً واسعاً، وأفادت مصادر فلسطينية بأن طواقم الإسعاف انتشلت جثامين 9 شهداء من الأحياء والشوارع التي انسحبت منها القوات شرقي المدينة، خاصة من حي المحطة وشارع “5”.
ووفقاً لمصادر محلية وشهود عيان، فإن انسحاب الجيش الصهيوني كشف عن حجم الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية، حيث دُمرت مئات المباني السكنية، وألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية في المدينة.
كما انسحب جيش الاحتلال من مناطق شرق دير البلح، مخلفاً دماراً واسعاً بالبنى التحتية والأبنية السكنية، بعد عملية عسكرية استمرت لأيام، هجّر فيها آلاف الفلسطينيين إلى منطقة المواصي المكتظّة بالنازحين.
وفي شمال قطاع غزة، وتحديداً في مخيم جباليا، استشهد فلسطينيان، أحدهما طفل، جراء قصف عنيف استهدف شقة سكنية قرب مفترق الهوجا.
ونقل مسعفون من الهلال الأحمر عدة إصابات، بعضها حرجة، إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع، بعد قصف إرهابي صهيوني استهدف منزلًا لعائلة القصاص شمال شرق المخيم.
كما قصفت قوات العدو بالقنابل المدفعية، المناطق الشرقية والجنوبية من حيّ الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، والمناطق الغربية من المدينة مثل الرمال وتل الهوا وأطراف مخيم الشاطئ، إضافة إلى حي الصبرة، والمناطق الغربية من مدينة رفح جنوب القطاع.
3 شهداء في عملية اغتيال في جنين
والاحتلال يواصل عدوانه على مخيمات ومدن الضفة
من جهة ثانية، يواصل جيش العدوّ الإرهابي الصهيوني، عملياته التدميرية على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الثالث على التوالي، بالتزامن مع استمرار اعتداءاته على مناطق أخرى من الضفة الغربية، وصباح اليوم، شنّت قوات الاحتلال هجوماً واسع النطاق على مدينة جنين ومخيمها، حيث ارتقى 3 شهداء، جراء استهداف طائرات الاحتلال مركبة في منطقة الزبابدة في جنين فجر اليوم.
واستهدفت طائرة مُسيرة تابعة للاحتلال مجموعة من المقاومين في البلدة، حيث ادعى الاحتلال أنه اغتال وسام خازم، الذي يُزعم أنه المسؤول عن “حركة حماس” و”كتائب القسام” في جنين، إلى جانب الشهيدين عرفات العامر وميسرة مشارقة.
وأكد بيان مشترك للناطق بلسان جيش الاحتلال والناطق باسم الشرطة وجهاز الشاباك (الإرهابيين الصهاينة)، ان قوة “إرهابية صهيونية” خاصة بتوجيه من جهاز الشاباك، اغتالت زعيم “حماس” في جنين، خلال عملية تبادل لإطلاق النار، فيما هاجمت طائرة تابعة للعدوّ الشهيدين عرفات العامر وميسرة مشارقة، أثناء محاولتهما الهروب من السيارة التي كانا يستقلانها مع خازم.
ويواصل جيش العدوّ عملياته التدميرية على مدينة جنين ومخيمها لليوم الثالث على التوالي، وفرضت قوات الاحتلال حظراً للتجوال في الحيّ الشرقي والبلدة القديمة من جنين، مانعةً الفلسطينيين من الخروج من منازلهم، وقامت بتعزيز وجودها العسكري في محيط المدينة، واستقدمت تعزيزات عسكرية من جهة حاجز الجلمة.
ودهمت قوات العدوّ عدة منازل في محيط مسجد خالد بن الوليد، واعتقلت عدد من الفلسطينيين بعد إخضاعهم لتحقيق ميداني، فيما دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط المخيم، حيث تواصل تدمير البنية التحتية، بما في ذلك تجريف الطرق وتدمير خطوط الكهرباء والماء، مما أدى إلى قطع التيار الكهربائي عن أجزاء كبيرة من المدينة والمخيم.
وواصل جيش الاحتلال، محاصرة مستشفى جنين الحكومي، مع وضع السواتر الترابية في الطرقات المؤدية إليه، وسط تحذيرات من نفاد المياه وبعض المستلزمات الأساسية من المستشفى، فضلاً عن مخاطر منع دخول وخروج المرضى والمصابين.
المدير الطبي لمستشفى جنين الحكومي، مصطفى حمارشة، أكد في تصريح صحافي، أن “كمية المياه المتوفرة في المستشفى قد نفدت، مما دفع المستشفى إلى الاستعانة بالدفاع المدني لنقل المياه إلى الخزان الاحتياطي”، مضيفا “إن استمرار الحصار، وعدم تمكن الطواقم من إصلاح خطوط المياه، قد يؤدي إلى نفاد المياه قريباً، مما يهدد بحدوث كارثة إنسانية في المستشفى المحاصر”.
كما واصلت جرافات الاحتلال، تدمير الطرقات والبنية التحتية في حارة الدمج بمدينة جنين، مخلفةً دماراً واسعاً في الشوارع والخدمات الأساسية.
وفي سياق متصل، شنّت قوات الاحتلال سلسلة من الاقتحامات في مدينة نابلس ومخيم بلاطة للاجئين، واعتقلت خمسة فلسطينيين بعد سلسلة عمليات دهم متفرقة، كما دمرت الجرافات العسكرية أجزاء من البنية التحتية داخل المخيم، وسط اشتباكات عنيفة مع سكانه، وسط اندلاع اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاعتداءات الإرهابية الصهيونية على الضفة الغربية منذ منتصف الأسبوع، حيث نفذت قوات الاحتلال سلسلة من العمليات العسكرية في طولكرم ومخيم الفارعة، ما أسفر عن استشهاد نحو 21 شهيداً فلسطينياً، واعتقال العشرات، وتدمير واسع للمنازل والبنية التحتية.
وأطلق الاحتلال اسم “المخيمات الصيفية”، على عملياته العدوانية تجاه مخيمات شمال الضفة، وأكد أنها الأوسع منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002، وفيما تستمر العملية لعدة أيام، فيما تشهد الضفة الغربية تصاعداً في العنف والاعتداءات والجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين المدنيين، وسط صمت دولي وتجاهل لنداءات وقف إطلاق النار ورفع الحصار.