علماء يوضحون أسباب عدم تحلل الجثث البشرية
خاص “المدارنت”..
أوردت مجلة علمية مكسيكية، تدعى (بحوث و إنماء investigasiones y desarrollos)، خبراً يتعلق بمسألة “تشمُّع الجثث بعد الموت”، عثر فريق من علماء الآثار في معهد (إنراب)، يعمل في مدينة (رينيه/ جنوب فرنسا) في مارس 2014، على أربعة قبور من الرصاص، تعود للقرن السابع عشر، أي بعد مرور 358 عاماً.
واحدٌ من بين تلك القبور، لسيدةٍ من طبقة النبلاء في الستين من عمرها، بطول 145 سنم. تُدعى (لوسي دي كنغو)، عندما فتحوا القبر، وجدوا جثتها غير متحللة على الإطلاق، وكأنها ميتةٌ وليدة الساعة، بثيابها ولحمها وعضلاتها وجلدها، تحمل بين يديها الناصحتان صليباً.
كانت المفاجئة التي أدهشتهم أيضاً، أن قلبها قد أزيل من الجثة، وقد يعود ذلك لطقوس الدفن في تلك الحقبة الزمنية.
ويذكر الكاتب، أن هذا الإجراء قد إنطبق أيضاً على جثة زوجها، بحيث تُزال القلوب وتوضع داخل صناديق معدنية. ويتسائل الكاتب: لماذا كان يحتفظ البدن كاملاً بالجلد، العضلات والأعضاء؟ يضيف ليست هذه الحالة الوحيدة لوجود جثث سليمة كاملة غير متحللة إطلاقاً، هناك قديسين وقديسات وباباوات، رهبان بوذيين، ثوريين روس، جثث بشر من العهد البرونزي، وجثث بشر من شعوب معاصرة مجهولة الأسماء في النرويج، قد وجدت كاملة وغير متحللة.
والجدير ذكره (حسب شهود عيان)، أن عدة حالات مشابهة لوجود جثث غير متحللة في أوطاننا الإسلامية والعربية، تعود لشهداء وصحابة وقديسين مسيحيين، ورسل وأنبياء، كلها روايات صحيحة لا ريب فيها. هناك أسباب طبيعية بحت من وجهة نظر علمية، حسب ما تنسب المجلة لعدة علماء وباحثين في علم الأنتروبولوجيا،.
سأختصر ذكرها قدر الإمكان، بسبب طول المقال، حيث يتفق بعضهم على ظاهرةٍ طبيعية يدعونها (تشمُّع الجثث)، وترتكز أسبابها حسب رأيهم على عاملان أساسيان: الرطوبة المعقمة أو الجفاف، عند درجات حرارة محددة. حيث تمر الجثة بعدة مراحل. أسموها بـ(الصوبنة والتشمُّع)، وتحوّل الجلد إلى مادة بلاستيكية الشبه – هناك حالات أخرى تصفها المجلة (بالتحجُّر)، ناتجة عن تسرب مشتقات الكربون إلى الجثة، كما يحدث في الكربون المتجمد في الكهوف.
وتذكر الصحيفة أيضاً، نقلاً عن المؤرخ هيرودوتس، روايته عن كيفية تحنيط الجثث عند قدماء المصريين، حيث كانوا يسحبون الدماغ عن طريق الأنف، تمهيداً لسحب كافة الأحشاء لاحقاً من نفس الفُتحة، وإدخال مواد صمغية وعطرية وأملاح بعد عملية تعقيم بنبيذ التمر وإلخ… لحفظ الجثث.
ويقول الباحث “جوزيف مانويل كوما”، من معهد البحوث الصحية (غورغاس) في باناما، أن هذه الجثث المحفوظة، لا تمتلك أي صفة من السحر أو الغموض، وأن الجفاف يقوم بعملية التحنيط الطبيعي العفوي لتلك الجثث. ومن هذا المنطلق يستبعد العلماء أن تكون هذه الظاهرة خارقةً لقوانين الطبيعة والمادة.
هذا ما خلص إليه أيضاً بعض الباحثين من معهد الآثار (تراست) في المملكة المتحدة، حيث وجدوا دماغاً بشرياً يعود إلى 2600 عام بحالةٍ جيدة جداً، محفوظاً بنفس الطريقة والظروف التي تكلمنا عنها آنفاً. هذه الظواهر الطبيعية غير المخطط لها أو مقصودة من قِبل البشر، والتي تُشكِّل مُعضلةً بعض الأحيان للإنسان، كما في “حالة النرويج”، حيث لديهم مشكلة عدم تحلل الجثث،كما ذكرت صحيفة (the wall street journal). السبب في ذلك أن النرويج قامت على أعقاب الحرب العالمية الثانية، بإتخاذ إجرآت صحية طارئة، وقامت بدفن جثث القتلى بأكياسٍ بلاستيكية مُحكمة الإغلاق، ما أدى إلى عدم تحللها، وقد إكتشفت مؤخراً هذا الخطأ، وقامت بإستدراكه من خلال ترك فتحة في الأكياس، وحقن الجثث بمادة تعمل على تحللها. ذلك يؤكد نظرية عزل الجثث عن الأوكسيجين في درجات حرارة معينة، وتأمين الجفاف التام لها، الذي قد يحفظها لوقتٍ طويلٍ جداً من الزمن.