عندما كنتُ جنينًا..!
“المدارنت”..
=======
عندما كنتُ جنينًا
أيمن أحمد رؤوف القادري
23 تشرين الثّاني 2024
#فلسطين_زئير_العزة
1/
عندما كنتُ جنينًا، قُلْتِ لي:
“اِستَمِعْ”، فارتجَّ خوفًا مَفصِلي
مَنْ يُنادِيني؟ وماذا يبتغي؟
مَنْ تَقصَّى خَبَرًا عَـن مَنزلـي؟
ثُمَّ أردَفْتِ: غَدًا يا ولَدي
تُبصِرُ الـنُّورَ، وتَغدو أمَلي
كُلُّ مَولودٍ هنا.. في غَزَّةٍ
قائدٌ يَزْحَفُ قَبْلَ الـجَحْفَلِ
كُلُّ طِفْلٍ بَطلٌ مُـختَرِقٌ
حُـجُبَ الرُّعْبِ كَنَصْلِ الـمِنْجَلِ
كُلُّ طِفْلٍ كَوكَبٌ مِنْ دُرَرٍ…
مَشْعَلٌ يُوقِدُ ألفَي مَشْعَلِ
كُلُّ جاراتي تَباهَينَ بِهِمْ
فـمتى أَسْمَعُ صَوتَ الْـبُلْبُلِ؟
ومَتى وَقْعُ خُطاكَ الـمُرتَجى
يُمطِرُ الباغي بِــمُرِّ الْـحَنْظَلِ؟
2/
عندما صِرتُ شهيدًا قُلْتِ لي:
طِبْ وحَلِّقْ في نَسيجِ الـمُخْمَلِ
قَبضَتي قاسيةٌ، لا تَبتَئِسْ
ها أنا أَلْقَيْتُ عنّي مِعْوَلي
أنْتَ شُؤْبُوبُ انتِصارٍ ساحِقٍ
أَكْرَمَ القُدْسَ بغَيثٍ مُـنْزَلِ
أَوَلا تَذْكُرُ ما قُلْتُ مَتى
كُنْتُ أزْهو بالـجَنينِ الأوَّلِ؟
اِسْتَـمِعْ.. زَوجَتُك الآنَ مَعي
تُرجِعُ القَولَ بأَقصى مَأمَلِ
“سَحَرٌ” قُرْبِيَ، تُناجـي “خالِدًا”:
“يا جَنيني.. قُمْ لثأرٍ مُقْبِلِ”
وغدًا طِفْلُكَ، في بَيرَقِهِ
قَسَماتُ الـنَّصْرِ، فاهنأْ واعْـتَلِ
كُلُّ جيلٍ سَيلُ ثَأرٍ يَشتَفي
كُلُّ جيلٍ وَهْجُ جَمْرٍ يَغْتَلي.
====