مقالات

لتغيير السياسة الدولية تجاه النظام الايراني!

حسين عابديني/ بريطانيا

خاص “المدارنت”..
مرت السياسة الدولية مع النظام الايراني منذ تأسيسه بمراحل مختلفة، ومع إنها في بعض من هذه المراحل کانت تبدو في ظاهرها بالتشدد والصرامة الى حد ما إلا إنها مع ذلك کانت دون الحد والمستوى المطلوب الذي يجعلها مٶثرة وفعالة بالصورة المطلوبة.
أهم ملاحظة يجب أخذها بنظر الاهمية والاعتبار في السياسة الدولية تجاه النظام الايراني بمختلف مراحلها، هي إنها کانت ولا تزال تترك أو بالاحرى تسمح بثمة ثغرات يستغلها النظام الايراني من أجل الحد من فعالية وتأثير هذه السياسة، خصوصا وإنه “أي النظام الايراني”، قد تمرّس في إستغلال وتوظيف ليس الثغرات، بل وحتى الاخطاء وقصر النظر في السياسة الدولية المتبعة معه.
الاهتمام والترکيز على موضوع السياسة الدولية تجاه النظام الايراني، هو واحد من أهم المواضيع الحساسة وذات الاهمية البالغة، لکونها تلعب دورها وتأثيرها من حيث التأثيرات والتداعيات السلبية أو الايجابية على الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط والعالم، ولأن السلام والامن في المنطقة بشکل خاص، قد تأثرا سلبا بسبب هذه السياسة، وإن هذا التأثير السلبي يتزايد عاما بعد عام حتى وصل أخيرا الى مرحلة بالغة الخطورة، فإنه من الضروري جدا الاقرار بأن قصور هذه السياسة وعدم کونها في المستوى المطلوب، هو الذي منح الفرصة للنظام الايراني کي يتغول الى هذا الحد.
من دون أدنى شك فإن الاوضاع المتوترة السائدة اليوم في المنطقة، تعود وفي الخط والمسار العام لها الى تزايد التأثير السلبي للنظام الايراني على هذه الاوضاع لأن السياسة الدولية ولا سيما منذ الاعوام الثلاثة الاخيرة ولحد الان، تتميز بنوع من المرونة التي تکاد أن تقترب من الميوعة من حيث تماديها في إسترضاء النظام الايراني ومسايرته، ولذلك فإن النظام الايراني وفي ظلها قد تمکن من أن يواصل مساعيه ومخططاته المشبوهة ويجعلها تصل الى حيث يمکن أن تهدد الامن والاسلام ليس في المنطقة وإنما العالم.
أخطاء وعيوب السياسة الدولية وعدم تميزها بالتأثير والفعالية اللازمة، کان السبب وراء دعوة السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، الى ضرورة تغيير السياسة الدولية تجاه النظام الايراني والتي لم يعد بخاف على أحد مضمونها الاسترضائي المساير للنظام الايراني، والذي لعب ويلعب دورا سلبيا في ضمان بقاء وإستمرار هذا النظام، وفي الوقت الذي حملت فيه السيدة رجوي الرئيسة المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بشدة على هذه السياسة وقالت في کلمة لها خلال مٶتمر دولي أقيم في باريس في 27 تموز 2024 حيث قالت:
“في الوقت الذي يحاصر فيه الشعب الإيراني الملالي الحاكمين وفي حين يتعرض النظام لهجوم من قبل وحدات المقاومة، فإنه مازال يتمتع بمواصلة سياسة الاسترضاء لمواجهة ظروف إسقاطه.”، مضيفة وهي تحدد المجالات المهمة لسياسة الاسترضاء بأنها:
ـ تحاول ممارسة الضغط والحد من مقاومة الشعب الإيراني.
ـ تحت غطاء سياسة الاسترضاء، وجد الملالي حرية في إثارة الحروب في المنطقة.
ـ تركت هذه السياسة الطريق مفتوحا أمام النظام لاستخدام أسواق الدول الغربية، ووسائل الإعلام في هذه البلدان، وحتى إداراتها الحكومية لتعزيز سياساته القمعية والمثيرة للحرب.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى