تربية وثقافة
مؤامرة الحياة في معالم الموت في رواية “سوق الملح” للروائي عمر سعيد
خاص “المدارنت”..
من يكون عمر سعيد؟ من أذِن له ان يقلب مواجع الانسانية؟ من سمح له ان ينبش كل المآسي من قبورها؟ لماذا لم تكذب علينا قليلا…؟ حتى نقدر على ملامسة أجسادنا والتأكد من ان لنا ارواح، واننا على قيد الحياة.
لماذا جعلت “سوق الملح”، يضيق بضيوفه حتى يموت الرقاش، ويترك ما ابدعه تائها بين ايدي الغرباء، وابقيت على الاحلام بلا اصحابها؟ لماذا لم تمكن اهل الكهوف من الخروج الى الهواء؟ وكيف ابقيت على حي الصفيح في زمن النفط والمدنية؟ كيف لم يستنفر العالم لاجبار حاكمهم على تثبيت قيودهم في هوية، بدلا من تثبيت قيودهم في بحر من التيه؟ كيف تركت الجنود يقتادون عليا خارج حلمه، وكيف لتلك الجبال الصخربة الثلاث التي تحجب اهل المدينة عن العالم، لا تحجبهم عن الظالمين؟ لماذا تركت ارواح اشخاصك تحلق بعيدا وأملتنا بفراسة العود وفراسة العجوز في مدينة البحر المغلقة، ولم تمكن هذه الفراسة اصحابها من اختراق جدار السعادة والحرية المغلقان امامهم؟ كيف سمحت باغلاق الحلق حول من لم يتسع لهم الماضي السحيق والقريب؟
هل هو قدر هذا الشرق ان يكون انسانه الاكثر الما في هذا الكون، بكل ما عرفه من حضارات موغلة في القدم، لا يتسع المجال لاسألك الكثير مع علمي انك لا ترتاح مطلقا، لفكرة المؤامرة، ولكن يبقى ان اصارحك بانك متهم بحياكة مؤامرة جديدة، تتقصد منها تحريك الدم الراكد في هذا العالم، وعلى مساحة اوطاننا خصوصا…
لعل ينهض الرقاش من موته، ويستبدل حي الصفيح بمدينة احلام اهله، وتزول معالم الموت وخيام المشردين، لتستبدل طقطقات الرصاص بانغام الموسيقى، وتتمايل اليزا طربا قرب علي الذي سيعانق نواف علنا ،وليعود سوق الملح مهدا للمبدعبن وتلاقي السعادة فيه، بدلا من المشردين وباعة الاسمال البالية… نعم انه “سوق الملح”، يا سادة بقلم عمر سعيد تقاووا على كل ما فيه من بؤس وافرأوه… تحية لك عمر سعيد.