تربية وثقافةمناطق ومناسبات

متحف جبران خليل جبران أيقونة

بشرّي ـ خاص “المدارنت”

يعتبر متحف جبران خليل جبران في بلدة بشرّي، من المتاحف القليلة في العالم الموجودة في الجبال، والمحفورة بالصخر بحسب المعنيين، يحتضن هذا المتحف 440 لوحة زيتية ومائية وبالفحم، و500 قطعة من الاغراض الشخصية للأديب والشاعر والفنان الراحل، اضافة الى مكتبته الخاصة.

يتألف المتحف من 16 غرفة ذات سقوف منخفضة، ومساحات ضيقة محفورة بالصخر الطبيعي، تتوزع الغرف على ثلاثة طبقات، تتعاقب في أدراج لولبية، وتؤدي في النهاية إلى المغارة التي شاء جبران أن تكون مثواه الأخير، وفيها سجّي، وإلى جانبه مرسمه، وطاولة الكتابة التي كان يستخدمها، وكرسيه الخاص وسريره.

متحف جبران جبران خليل

متحف جبران خليل جبران.. موزاييك ثقافي محفور بالصخر، هناك على كتف وادي قاديشا، وتحت ظلال أرز الرب، مكان محفور في عمق طبيعة خلابة، كان الأحب الى قلب الفيلسوف والرسام والشاعر والكاتب اللبناني جبران، اذ قضى في صومعته تلك في بشرّي معظم طفولته، وبناء على وصيته بأن يدفن في لبنان، تحوّلت الصومعة بعد وفاته الى متحف جبران، الذي تأسس سنة 1935، ويحتضن جثمانه ومخطوطاته ورسوماته ومقتنياته الشخصية.

في هذه الغرفة نشأ جبران

مع العلم ان المتحف أقيم في دير مار سركيس، حيث اشترت أخت جبران المبنى تنفيذا لوصيته، وذلك لقيمته الروحية، إذ كان مكان خلوة القديس سركيس في القرن السابع. جمال المكان الذي يحتضن مبدع كبير الى جانب إرثه الثقافي وأشيائه الخاصة، بالاضافة الى الهدوء الذي تخرقه زقزقات العصافير، وصوت الموسيقى الكلاسيكية الذي يخرج من نوافذ الغرف، ليتغلغل بين الاشجار المحيطة، الامر الذي يشعر الزائر بأن جبران خليل جبران كان هنا منذ لحظات، أو ربما غادر المكان قبل قليل، أو أنه سيلتقي به في غرفة ما، بعد ان يقرأ كلمات حفرها جبران بنفسه على خشبة أرز، تقول “أنا حيّ مثلك، وأنا الآن واقف إلى جانبك فأغمض عينيك تراني”.

بعض لوحات جبران الفنية

جبران، الذي عاش معظم حياته في الولايات المتحدة الاميركية، هيأ المكان الذي أراد ان يحتضن ابداعاته، قبل مماته، حيث يوجد في المتحف ارثا ثقافيا عظيما، يتنوع بين الرسم والشعر والنثر، فجاءت مدوناته ومخطوطاته باللغات العربية والانكليزية والفرنسية. وهناك أيضا دفاتر بخط يده، عليها “خربشات” وأفكار وكلمات. اما اللوحات، فارتكزت على جمال الطبيعة، والمناظر الخلابة الساحرة المطلة على وادي “قاديشا”، الى جانب العديد من الافكار والرسائل التي جسدها برسوماته ولوحاته، المحفوظة بشكل متقن وعلمي كي لا تتعرض للتلف جراء الرطوبة، أو أي عامل خارجي، وهي معروضة على جدران المتحف.

الممثلة العالمية من أصول لبنانية سلمى حايك في حضرة تمثال جبران 

عند أول الطريق المؤدية الى المتحف، يستقبل جبران خليل جبران الزوار من خلال تمثال نصفي له، بعلو مترين للفنان رودي رحمة، قبل الصعود على درج مرصوف بالحجارة للوصول إلى المتحف، «المعلق بين السماء والارض» كما يقول أحد الاشخاص الذي يتردد الى المكان بشكل مستمر. يزور المتحف سنويا نحو 50 الف شخص، بين لبنانيين وعرب واجانب بحسب المعنيين .

يذكر ان المتحف اقفل في يوليو من عام 1975 اثر الحرب الاهلية، ثم اعيد افتتاحه. وتمت توسعته عام 1975 و1995 . وفي الآونة الاخيرة، أعيد تأهيل متحف جبران خليل جبران الوطني، بتمويل من السفارة اليابانية، عبر توسيعه وتحسين قدرات العرض فيه.

                         هذه بعض مقتنيات جبران الشخصية   وأخيراً، يمكن القول أن من يزور لبنان ولا يزور بشري، وأيقونتها متحف جبران خليل جبران، كأنه لم يزر لبنان ورجليه لم تطأ أراضيه.

هنا يرقد جبران خليل جبران

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى