مجلة أميركية: “حم.اس” تنتصر!
“المدارنت”..
ملخص تقرير مجلة “FOREING AFFAIRS” الأميركية، التي تصدر عن مجلس العلاقات الخارجية الأميركية، الذي نشرته تحت عنوان: “حماس” تنتصر!.
يشير التقرير الى نتائج العدوان الإرهابي الصهيوني على قطاع غزة، وحرب الإبادة التي تشنّها قوات جيش الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة على القطاع، منذ 7 تشرين الأاول 2013 لغاية اليوم، والذي جاء فيه:
“بعد 9 شهور، و40 ألف جندي، و70 الف طن من المتفجرات، و37 ألف قتيل، وتهجير 80 % من سكان القطاع، وتدمير اكثر من 50% من غزة، وقطع المياه والكهرباء ، وقطع الغذاء وترك الناس للموت بسبب الجوع: “حماس” لم تهزم، بل الواقع يقول أنها باتت أقوى، واصبحت مستعصية على الحلّ، وتحولت إلى عصابات عنيدة ومميتة، وكثفت عملياتها في شمال القطاع الذي من المفترض أن “إسرائيل” قامت بتطهيره..
■ الفشل الذريع لـ”إسرائيل” ليس بسبب خلل في التكتيكات، او بسبب فرض قيود على القوة العسكرية، بل بسبب سوء فهم مصادر قوة “حماس”، بحيث أن المذبحة الكبرى والدمار الهائل لم ينتج عنهما إلا زيادة هذه القوة..
■ اول سوء الفهم هذا لمصادر قوة “حماس”، تجلى في التركيز على عدد القتلى من مقاتليها..
حيث تدعي “إسرائيل” أنها قتلت حوالي 14.000 مقاتلا من “حماس”، بينما مصادر حماس تؤكد أن عدد قتلاها بين 6,000 و8,000، والقيادة الأمريكية ترجح أن عدد قتلى حماس هو 10,000 مقاتل..
لكن هذا الحجم من الخسائر لم يؤثر على قوة الحركة، بل على العكس، فالمرجح أن الحركة لا تزال تملك أكثر من 15.000 مقاتلا، ولا تزال 80% من الأنفاق سليمة، ولا يزال قادتها الكبار أحياء، وهي تعتمد أسلوب حرب العصابات،وإعادة استخدام القنابل غير المتفجرة لصنع كمائن للجيش “الإسرائيلي”..
وتشير التقارير أن “حماس” جندت في شمال غزة بعد ادعاء “إسرائيل” تطهيره آلاف المقاتلين، بل إن عدد مقاتليها الآن في الشمال أكبر من عدد مقاتليها في “رفح”..
وبالتالي، كان هذا التركيز على قتل المقاتلين فاشلًا بشكل ذريع.
■ أول مصادر قوة “حماس” هو القدرة على التجنيد..
فلا تقاس قوتها بعدد مقاتليها، أو بقوة عدتها، او بمصادر تمويلها، بل بقدرتها على التجنيد وجذب أجيال جديدة من المقاتلين والناشطين الذين يقومون بحملات لصالحها..
وهذه القوة المتجذرة تعود أساسا إلى حجم الدعم الذي تتلقاه “حماس” من مجتمعها..
وتتجلى مظاهر دعم المجتمع لها في تكريم شهدائها، فالمجتمع الذي يكرم شهداء جماعة مقاتلة يساعد على الحفاظ عليها، ويضفي الشرعية على أعمالها، ويسهم الى حد كبير في إقبال المقاتلين عليها، بل أن سقوط عدد كبير من الشهداء يصبح الجاذب الأكبر لعدد أكبر من المقاتلين.
■ وتشير استطلاعات الرأي أن تأييد الفلسطينيين لـ”حماس”، تضاعف في وجه فتح بنسبة 40% حسب آخر استطلاع في شهر حزيران الماضي.
وتفيد الاستطلاعات أيضا زيادة عدد المؤيدين لـ”حماس”.
ففي سبتمبر 2023 قبل عملية 7 أكتوبر، كانت النسبة 53% بينما أصبحت في مارس 2024 حوالي 73% وهذه نسبة خطيرة جدا، بخاصة في مناطق الضفة الغربية..
وبالتالي، أدى الهجوم “الإسرائيلي” المدمر على أهل غزة إلى نتائج عكسية تماما..
■ وتكمن مصادر قوة “حماس” أيضا في قوة الرسالة الإعلامية، حيث ظهر مدى إتقانها في ذلك..
فبعد أن كان من المفترض أن ينقلب الشعب الفلسطيني ضدها، بسبب ما جلبته عليه من قتل ودمار نتيجة لعمليتها في 7 أكتوبر، استطاعت “حماس” عبر الحملة الدعائية المتطورة أن تبني تفسيرا إيجابيا للأحداث وان تجتذب بها مزيدا من المقاتلين..
فدعاية “حماس” لا تكتفي بإثارة الغضب والخوف في نفوس الفلسطينيين، بل إنها تقوم بذكاء عجيب بإعادة توجيه هذه المشاعر نحو أهداف ملموسة..
وقد قام فريق تحليل الدعاية العربية – وهو مجموعة متخصصة من اللغويين العرب المتخصصين في جمع وتحليل الدعاية العسكرية باللغة العربية في جامعة شيكاغو – بتحليل كل المواد الإعلامية التي بثتها “حماس” من 7 اكتوبر إلى 27 أيار/ “مايو” 2024، عبر قناتها في “تيليغرام” التي يتابعها فيها 500 الف متابع، نسبة كبيرة منهم من الضفة الغربية.
وخلصت الدراسة التحليلية الى أن دعاية “حماس” أكدت على ثلاثة مواضيع:
1/ ليس أمام الشعب الفلسطيني خيار سوى القتال، لأن “إسرائيل” عازمة على ارتكاب فظائع ضد الشعب الفلسطيني، حتى لو لم يشاركوا في عمليات عسكرية.
2/ أن الفلسطينيين بقيادة “حماس” قادرون على هزيمة “إسرائيل”، وان كل من يموت في المعركة له الشرف والمجد..
ويؤيد ذلك العدد الكبير من “الفيديوهات” التي تثبت وتوثق إلحاق الخسائر بالجيش “الإسرائيلي”.
3/ ربط عملية 7 اكتوبر، وكل ما يدور من قتال بالقدس والمسجد الأقصى والعقيدة الدينية
الحقيقة الصارخة
بعد 9 شهور من القتال، حان الوقت للاعتراف بالحقيقة الصارخة، أنه لا حل عسكري فقط لهزيمة “حماس”، وأن عدد مقاتليها تضاعف، وأنها اكثر من فكرة مثيرة للذكريات، إنها حركة سياسية اجتماعية جوهرها العنف، ولن تختفي في اي وقت قريب.
ان الاستراتيجية العسكرية “الاسرائيلية” الحالية، لن تؤدي إلا إلى توثيق الرابط بين “حماس” والمجتمع المحلي..
وختمت المجلة: “إن “حماس” لم تهزم، ولا هي على وشك الهزيمة”..