مشكلات تواجه الأسره المهاجره في “فنلندا”
وائل شبلاق/ فنلندا
خاص “المدارنت”
تعاني الكثير من العوائل المهاجرة الى فنلندا من خطر التفكك، حيث طرأت عليها العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية التي أصبحت تهددّ النسيج الأسري لهذه العوائل. ويشعر المهاجر بأنه معوّق، ولا يستطيع القيام بدوره التربوي في وجود حرس يتدخل في شؤون الأسرة الداخلي.
وبحكم أنّ معظم العوائل المهاجرة تعيش بفضل المساعدة الاجتماعية؛ فإنّ للمؤسسة الاجتماعية أو ما يعرف بـ”السوسيال”، حقّ التدخل اذا وصل اليها معلومات أن هناك عنف أسري، سواء عنف بحق الأطفال أو ضدّ المرأة، وتقوم المرشدات الاجتماعيات الفنلدنديات في الحضانات والمدارس بكتابه تقارير عن الأطفال المهاجرين بشكل دوري، وتفتح الجهات الرسمية تحقيقاً، وفي حالات كثيرة ينزع الأطفال من ذويهم اثناء التحقيق، وتقوم بالاشراف على الأسرة ومراقبتها ومراقبة الأولاد مراقبة دقيقة، ولكل أسرة مسؤول أو مسؤولة من المؤسسة الاجتماعية، تتابع تفاصيل الأسرة، وقد وقعت مئات العوائل العربية والمسلمة في مشكلات مع هذه المؤسسات الاجتماعية، التي تعامل هذه الأسرة بالقوانين السائدة، وليس من وحي ثقافة هؤلاء المهاجرين، حتى لو كانوا لاجئين جدد.
ووصل تدخل هذه المؤسسات الاجتماعية في مصائر آلاف الأطفال الأجانب والمواطنين على حدَ سواء.
للأسف، لا يوجد مكاتب لإصلاح ذات البين، يديرها خبراء في الشؤون الإجتماعية والقانونية، كما ان المؤسسه الدينية الاسلامية في فنلندا، بعيدة عن عالم الأسره، من هنا يجب أن يكون هناك مكاتب إصلاح يعمل فيها قانونيون ومرشدون اجتماعيون.
وهنا تجدر الإشارة على سبيل المثال، الى أنه إذا سمع الجار صوت أيّ شجار بين زوج وزوجته يبلّغ الشرطة فوراً، وبدورها تبلّغ المؤسسة الاجتماعية، التي تُوفد مرشيديها الى هذه العائلة وتلك. وفي أحيان كثيرة ينزع الأطفال من ذويهم. وفي حالة وجود خطر على حياة الأبناء ووصولهم الى قناعة، أنّ الوالدين غير صالحين لتربية أبنائهم، بسبب العنف أو إدمان الخمر أو تعاطي المخدرات، تقوم هذه المؤسسة من خلال حُكم المحكمة بتوزيع الأبناء على أسر حاضنة.
دور الأسرة الحاضنة هو حماية الطفل، و توفير سكن آمن له، وتسهيل حياته اليومية، أما اذا كانت هذه الأسر الحاضنه تراعي البعد الثقافي والديني لهذا الطفل، وإني أشك في ذلك (فهو يعيش ضمن قوانين الأسر الفنلنديه وعاداتها، ولن يراعي أحد العنصر الديني والثقافي للطفل).
وفي السياق، أشير الى ارتفاع نسبة الطلاق بين المهاجرين، وخصوصاً في أوساط الزيجات الحديثة، والتي يكون أحد أقطابها مستورداً ًكما يسمى بين الأجانب، ولدى حدوث الطلاق فإنّ الرجل قد يتنكّر لأولاده، والمرأة تفعل الشيء نفسه بحثاً عن زوج جديد، وتصبح الطريق يسيرة أمام المؤسسة الاجتماعية، التي تضع يدها باسم المجتمع على هؤلاء الأطفال، وتوزعهم على العوائل الفنلندية.