“الثورة اللبنانية” تودّع أول شهدائها علاء أبو فخر في اليوم الـ”29″ لانطلاقتها..!

بيروت/ الشويفات/ “المدارنت”..
اليوم الـ”29″ لـ”الثورة” في لبنان، كان يوم الشهيد علاء أبو فخر بكل ما تعني الكلمة، والذي قتل برصاص أحد عناصر مخابرات الجيش اللبناني في منطقة خلدة مساء الثلاثاء الماضي. وأشعل استشهاده الساحات العامة والشوارع في كل لبنان، وخرجت الناس من دون دعوات الى الساحات منددة بعملية القتل التي سقط ضحيتها الشهيد أبو فخر، وقطعت الطرقات في كل لبنان منذ شيوع خبر مقتله، ولغاية اليوم، حيث فتحت قوات من الجيش غالبية الطرقات، الأمر الذي تخلله بعض الإشكالات مع المتظاهرين، الذي قالوا عبر الشاشات أن الجيش اعتدى على الناس.

وفور انتشار خبر استشهاد أبو فخر، عامة حالة من الحزن في كل المناطق اللبنانية الثائرة، ولا سيما في منطقة خلدة، التي كان يتواجد فيها الشهيد يوميا برفقة رفاقه وزوجته وأولاده، وكذلك ساحتي رياض الصلح والشهداء في بيروت.

وكان لعروس الثورة طرابلس الفيحاء، لفتة كريمة عبّرت من خلالها عن تعاطفها مع أسرة الشهيد وعائلته، وذلك من خلال رسم جدارية كبيرة للراحل الى جانب ساحة النور. ولم تتأخر بقية المناطق في التعبير عن مؤازرة أسرة الشهيد وعائلته ووقوفها الى جانبهم، من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، ومن أقصى الشرق في عرسال وكفرزبد ومجدل عنجر الى أقصى الغرب على الساحل اللبناني، في مناطق جل الديب وزوق كايل وغزير وجبيل وجونية والبترون والضبية.. الخ.
وتم نقل جثمان الشهيد مساء أمس، الى ساحتيّ رياض الصلح والشهداء، حيث ألقى الناشطون نظراتهم الأخيرة والأرز على نعش الشهيد، الذي حمله الناشطون في جولة وداعية بين الساحتين.
تشييع أبو فخر
شيّع “الحزب التقدمي الاشتراكي” وأهالي الشويفات والجبل وحشد من المشاركين الحراك “الثوري” اليوم، شهيد لـ”الثورة” الشعبية في لبنان علاء أبو فخر في مأتم حاشد أقيم في بلدته الشويفات.

شارك في التشييع شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، على رأس وفد من مشايخ الطائفة، وزيرا التربية والتعليم العالي والصناعة في حكومة تصريف الاعمال اكرم شهيب ووائل ابو فاعور، رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط ونواب “اللقاء”: مروان حماده وبلال عبد الله وهادي ابو الحسن وفيصل الصايغ، ممثلو رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الوزيرة في حكومة تصريف الاعمال مي شدياق والنائبان جورج عدوان وانيس نصار، النائب السابق غازي العريضي، وفد من “الحزب الديموقراطي اللبناني”، رئيس الاركان في الجيش اللواء امين العرم على رأس وفد من ضباط القيادة وشخصيات امنية، امين السر العام في التقدمي ظافر ناصر، رئيس محكمة الاستئناف الدرزية العليا القاضي فيصل ناصر الدين، مدير عام المجلس المذهبي مازن فياض، وفد من مشايخ “مؤسسة العرفان” التوحيدية برئاسة الشيخ نزيه رافع، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، مستشار النائب تيمور جنبلاط حسام حرب، اعضاء مجلس قيادة الحزب ومفوضين ووكلاء داخلية ووفود حزبية، قضاة من المحاكم المذهبية ورؤساء لجان واعضاء من المجلس المذهبي، وفود روحية اسلامية ومسيحية ووفود من مختلف المناطق.
واحتشد المشيعون في الشويفات، حيث سجّي الشهيد أبو فخر مغموراً بالاكاليل والاعلام اللبنانية، في جوّ من الحزن العميق. والتفت عائلته وزوجته واولاده حول الجثمان، وقد ادى جنبلاط وقيادة الحزب التحية الحزبية امام النعش وقدموا التعازي ا عائلته وزوجته.



التشييع
بعد قصيدة رثاء للشاعر مازن غنام، انشد المشاركون النشيد الوطني، ثم القى معروف الحلبي كلمة المجتمع المدني في الشويفات.
جنبلاط
وقال النائب تيمور جنبلاط: “إنه يوم لبنان. يوم اللبنانيين الأحرار، يوم النضال لأجل مستقبل أفضل. يوم الرفيق الشهيد علاء أبو فخر. يوم الوفاء لشاب شجاع حتى الشهادة، يوم شهيد الثورة، ثورة الذين ليس على صدورهم قميص. وهم سيحررون هذا العالم”، مضيفا “عرفناه في منظمة الشباب التقدمي شابا شجاعا، وفي الحزب رفيقا مخلصا. ثم عرفناه يزرع الفرح في مهرجانات مدينة الشويفات، يتابع العمل البلدي بتواضع. عرفته كل ساحات النضال وطنيا جريئا. وعرفه رفاقه ثائرا محاورا. وعرفه أهله والدا وأخا وابنا محبا. وفي يوم وداعك يا علاء تحية لكل ما كنت تمثله وستبقى رمزا له”.
وتابع: “في يومك يا علاء نلتقي إلى جانب أهلك، ورفاقك في الثورة، ثورة الوطنيين الشرفاء، نلتقي فوق الجرح الكبير، لنقول رغم كل شيء، رغم دمائك، رغم الغضب، ليس لنا سوى الدولة التي ناضلت لأجلها واستشهدت على طريق قيامها. نلجأ إلى العقل، ونرفع النداء من هنا من الشويفات الشامخة مع كل اللبنانيين، لنقول: القضاء العادل المستقل ينصف دماء علاء. ومواصلة النضال لأجل لبنان المستقبل، فلنكمل معا بهدوء وسلمية من أجل الناس، وحقوق الناس، من أجل كل ما حمله علاء في نضاله”.
وختم: “لبنان الذي قضى لأجله علاء، وينزل لأجله الناس كل يوم، هو مسؤوليتنا جميعا، وهو مسؤوليتكم أيها الأحرار على امتداد الوطن. الله يرحمك يا رفيق علاء”.
كلمة العائلة
كلمة العائلة، القاها هاني أبو فخر، مشيدا بـ”مزايا علاء”، شاكرا “كلّ من واسى العائلة بمصابها”. وعاهد باسم العائلة باكمال مسيرته”. وطالب بـ”قضاء عادل ومحاكمة كل من يظهره التحقيق متورطا”، مضيفا “لبنان يرفع اسمك عاليا يا علاء، وكل الساحات صرخت باسمك وما زالت تناديك من شمال لبنان الى جنوبه، وعلى نهجك سيسير شباب لبنان الحر”.
شيخ العقل
وقال الشيخ حسن قبل الصلاة على جثمان الشهيد: “فقيدنا اليوم هو فقيد الوطن، وتمنياتا ان تكون الحادثة عبرة بداية وخاتمة للعنف، ودعاؤنا للوطن بالسلامة ولاهل الحكم والمسؤولين بالتعقل والحكمة والنظر بمسؤولية، مسؤولية المصلحة الوطنية العامة للدولة المستقلة والدستورية والحكم العادل”.
أضاف: “في هذه المناسبة، التي تشبه العرس الوطني، وبمسؤوليتنا الدينية والروحية والوطنية، نحرم اطلاق النار تحريما قاطعا، ونطلب من الله سبحانه وتعالى ان يشمل الفقيد برحمته وكرمه”.
ابو فرج
واشاد وكيل داخلية الشويفات – خلده مروان ابي فرج، بـ”مسيرة علاء الحزبية واخلاصه وتضحياته”، مؤكدا أن “علاء شهيد وطني كبير”، طالبا من “الله ان يتغمده بواسع رحمته”.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
ثم أم شيخ العقل الصلاة على الجثمان، ومن بعدها نقل النعش الى مركز الحزب التقدمي في الشويفات، ليوارى بعد ذلك في مدافن العائلة.