مقالات

من وحي كتاب: “المثقف والسلطة” للمفكر الراحل إدوارد سعيد.. الجزء (1/ 3)

د. محمد الحسامي/ اليمن
خاص “المدارنت”..
 بادئ ذي بدء، نقول: إنه، ومع ما لهذا الكتاب من أهمية كبيرة، بالمجمل العام، كون مؤلفه مفكر عميق وجهبذي في فكره، وبغض النظر عن الإتفاق أو الإختلاف مع عنوانه الجذاب والمغري لقراءته، المترجم (المثقف والسلطة)، بديلاً وبدلاً لعنوانه بلغته الأصلية (الإنجليزية) Representations of the Intellectaul (صور المثقف)، ومع كونه يتحدث عن مثقف عصر الحداثة وعصر ما بعد الحداثة، وعصر ما بعد بعد الحداثة، مع ما احتواه من أمثلة واستشهادات تعود إلى ما قبل عصر الحداثة وإلخ..
مع كل ذلك، وبغض النظر عن ذلك، إلا أنني شخصيا، أرى بأن هنالك العدد الكبير من الكتب التي تتطرق إلى المثقف العربي خاصة والسلطة ماضيًا وحاضرًا، وذلك لما نحن فيه.. وعليه.. كأمة عموما، ولعل كتاب د. الراحل محمد عابد الجابري، المنشور تحت عنوان: (المثقفون في الحضارة العربية محنة إبن حنبل ونكبة إبن رشد)، كمثال جيد لتلك العلاقة بين المثقفين والسلطة، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولكثرة المحن والنكبات التي تعرض لها ويتعرض لها مثقفو هذه الأمة، ماضيا وحاضرا.
وكذلك، ومن جهة أخرى، لكثرة أولئك المثقفين؟! الذين فضلوا السير في ركاب تلك السلطات وتخلوا عن مهمتهم الحقيقية ودورهم الحقيقي المناط بهم تجاه وإزاء مجتمعاتهم وأمتهم، ماضيا وحاضرا، أو أولئك الذين فشلوا فشلا ذريعا في القيام بدورهم تجاه أمتنا،سواء عن قصد أو غيره، ولم يراجعوا أنفسهم، نقدًا ذاتيًا بناءًا، بل إستمروا على ماهم فيه.. وعليه..
وكتاب المفكر اللبناني علي حرب: “أوهام النخبة أو نقد المثقف”، كمثال على طرح مثل هذه الإشكالية. والأمثلة الحية كثيرة وكثيرة على أمثال هؤلاء.. وأولئك.. لذلك، ومن وحي هذا الكتاب، فإنني سوف اتطرق هنا إلى ثلاثة محاور رئيسية: المحور الأول: انطباعاتي الشخصية المتواضعة كقارئ على هذا الكتاب… المحور الثاني: المثقف بصفة عامة… المحور الثالث: المثقف العربي والأسئلة والتساءولات حوله وعنه.
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى