مقالات

هبوط «الصاروخ الحوثيّ» في مطار بن غوريون!

“المدارنت”
أكدت وسائل إعلام عبرية، سقوط صاروخ أطلق من اليمن في منطقة مطار بن غوريون الواقع في تل أبيب، أمس الأحد، مما أدى لإغلاقه لمدة أكثر من ساعة، ولإعلان شركات طيران أجنبية عدة تعليق أو إلغاء رحلاتها الجوية إلى إسرائيل.

إضافة الى كونه المطار الرئيسي في إسرائيل، فإن مطار بن غوريون الدولي يعد من أبرز منشآت البنية التحتية المدنية وأكثرها حساسية من الناحية الأمنية والجيوسياسية والاقتصادية والسياحية، كما يصنّف من بين أكثر المطارات تحصينا في العالم.
تحدث الإعلام الإسرائيلي عن أن الصاروخ اليمني تجاوز 4 طبقات من الدفاع الجوي، وسقط في قلب المطار، مسفرا عن حفرة بعمق 25 مترا، وإلى أن الرأس الحربي للصاروخ الفرط صوتي «كان كبيرا للغاية، مما تسبب في موجة انفجارات».
بالنظر إلى أن الصاروخ الحوثي قطع مسافة كبيرة جدا وصولا إلى هدفه في إسرائيل، فهذا يعني أن التكتيكات والمناورات التي استخدمها الحوثيون لم يتم رصدها من القوات الجوية الأمريكية المتمركزة في البحر الأحمر، كما أنها تغلبت على الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي تستخدم ما يفترض أنها أحدث التكنولوجيات العسكرية العالمية في هذا المضمار (تتضمن منظومات القبة الحديدية، ومقلاع داود، ومنظومتي ثاد وحيتس 3 بالإضافة إلى منظومة باتريوت الأمريكية) وهو يعني فشلا عسكريا أمريكيا وإسرائيليا كبيرا، إضافة إلى كونه ضربة اقتصادية مهمة لإسرائيل.
تجيء الضربة الصاروخية الحوثية الأخيرة على إسرائيل بعد حملة أمريكية يومية مكثفة عليهم بدأت في منتصف آذار/مارس الماضي شاركت فيها حاملتا طائرات، وقاذفات بي 2، وطائرات مقاتلة، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي باتريوت وثاد، وزادت عن ألف غارة جوية وبحرية، وبدأت المشاركة فيها، منذ الأربعاء الماضي، قوات بريطانية، وهي تعتبر العملية العسكرية الأقوى في الشرق الأوسط منذ تولي الرئيس دونالد ترامب منصبه، الذي افتتح الحملة بتهديد للحوثيين يقول: «انتهى وقتكم. إن لم تتوقفوا فستمطر عليكم جهنم».
في المقابل عانت الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين خسائر مادية ولوجستية، فهذه الحملة التي كلفت حوالي 3 مليارات دولار حتى الآن، وكان آخر الخسائر العسكرية ما أعلنته البحرية الأمريكية، الإثنين الماضي، عن إصابة بحار إثر سقوط مقاتلة من طراز إف 18 من على متن حاملة الطائرات ترومان أثناء عمليات في البحر الأحمر.
أعلنت واشنطن أن هدف حملتها على الحوثيين هي استعادة الأمن في البحر الأحمر، لكنّ ترامب، إضافة إلى تهديده للحوثيين، فقد طالب إيران، في الوقت نفسه، بالتوقف عن «دعم وكلائها الإرهابيين فورا».
بعد هذا الربط الحاد بين ملفّي إيران والحوثيين في اليمن، فاجأ ترامب الجميع ـ وحليفه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، على وجه الخصوص ـ بقراره بدء مفاوضات مع طهران فعُقدت جلستها الأولى في العاصمة العُمانية مسقط في 12 نيسان/إبريل الماضي، وحسب «واشنطن بوست» فإن موقف مستشاره للأمن القومي مايكل والتز، المعارض لهذه المفاوضات، والمساند لنتنياهو في خيار الحرب ضد طهران، كان من ضمن الأسباب التي عجّلت في إقالته.
لم تؤد الهجمات الأمريكية ـ البريطانية ـ الإسرائيلية، حتى الآن إلى وقف الهجمات الحوثية، وإذا أدى تنفيذ إسرائيل وعيدها بضرب الحوثيين (سبعة أضعاف الضربة الصاروخية على حد قولهم) إلى عودتها إلى البحر الأحمر والخليج العربي، ليس بعيدا عن أجواء إيران، فإن هذا قد يؤدي، على الأغلب، إلى تعقيد خطط ترامب الاستراتيجية سواء فيما يخصّ توقيع اتفاق نووي جديد مع طهران، أو فيما يخصّ خططه الأكبر للشرق الأوسط، والتي سيقوم ببحثها قريبا عند زيارته إلى السعودية وقطر والإمارات.

رأي “القدس العربي” اليوم
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى