وفاة الوزير الأسبق سجعان قزي والقصيفي ينعى الراحل
“المدارنت”..
غيّب الموت اليوم، الوزير الأسبق والكاتب والعضو السابق في حزب “الكتائب اللبنانية” سجعان قزي، عن عمر ناهز ال71 عاماً بعد صراع طويل مع المرض.
أسّس قزي إذاعة “لبنان الحر” في العام 1978، كان وزيراً للعمل، ونائباً لرئيس حزب “الكتائب” اللبنانية، وصحافياً في العديد من المؤسسات الإعلامية مثل: جريدة “العمل”، وتلفزيون لبنان، وجريدة “الجريدة”، ومجلتي “Magazine” و”الجديد”.
عمل رئيساً لقسم الأخبار في “إذاعة صوت لبنان” عام 1975، ومديراً لـ”إذاعة لبنان الحر” بين 1978 و1986.
له أربعة كُتب وهي: “فصول من تاريخ لبنان من الفينيقيين إلى الصليبيين”، و”سياسة زائد تاريخ”، و”لبنان والشرق الأوسط بين ولادة قيصرية وموت رحيم”، و”تغيير الأنظمة والثورات”.
حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية والإدارية من جامعة “القديس يوسف” في لبنان.
القصيفي
من جهته، نعى نقيب “محرري الصحافة اللبنانية” (الصحافيين) جوزف القصيفي، الراحل، لافتا الى انه “يغيب سجعان قزي عطاء، وقمة الحيوية السياسية، والتألق الفكري والثقافي، ويغيب معه القلم – المبضع، واللغة الراقية المطواع تنساب سلسة إلى العقول والآذان وتنطبع في القلب قبسا من جمالية الأسلوب، يصوغ بها مواقفه الوطنية والسياسية والاجتماعية. فهو الصحافي، الاعلامي المغزار يطل على الكلمة من مشارف الإبداع. حاد الذكاء. لاذع من دون أن يخلع عنه ثوب الدعابة. صاحب الوقفة والموقف”.
أضاف: “سقط. مدويا كان سقوطه. هذا الذي أدمن الانتصار على من سعى إلى هزيمته . هزمه المرض اللعين ،فلم يقاومه وهو المقاوم ابن المقاوم. سجعان قزي الذي ابكيه، كما يبكيه الزملاء الذين عرفوه منذ مطالع سبعينيات القرن الغابر، كان مزدوج الولاء الحزبي: حزب الكتائب، وحزب الصحافة. استقال من الاول من دون أن يتنكر لتاريخه النضالي فيه، فيما ظل احد حراس صاحبة الجلالة يرعاها، ويذود عن حياضها. في الكتائب، والقوات اللبنانية كان الصحافي والسياسي في آن، وفي الوزارة تساوت لديه مسؤولياته الحكومية مع ميله الغريزي إلى المهنة التي احبها واحبته، وكانت جواز مروره إلى النجاحات التي حفل بها سجل حياته الضاجة بالمبادرات والحركة. حضور طاغ، يرفض أن يكون صفرا على شمال دنياه. “نمرود“، صارم على طيبة قلب، وحس إنساني يتمثل في حب الخدمة، ومساعدة آلاخر وإن لم يقاسمه قناعته السياسية”.
تابع: “في يوم رحيله استذكره رفيق دراسة ودرب وزميل مهنة، واخا وصديقا منذ عهد الطفولة. لقد بكر في الرحيل، لأنه كان يليق بالحياة وهي تليق به، في وطن لا يزال في مسيس الحاجة إلى أمثاله ممن يجمعون الرأي إلى شجاعة الشجعان.إن اهل الصحافة والاعلام فقدوا واحدا من فرسانهم، وعضدا لهم ونصيرا.وهم يذرفون على فقده دمعة يتمازج فيها الألم والتسليم بقضاء الله وقدره بالحسرة على غيابه، وانطفاء سراج عمره”.
وختم: “باسم نقابة محرري الصحافة اللبنانية (الصحافيين)، ومجلسها وباسمي، واسم كل صحافي واعلامي، نرفع الصلاة لكي يتغمد الله سجعان قزي برحمته، ويسكنه فسيح جناته، وهو الذي كان يشغل في قلوبهم مكانة لا تتزحزح. فمن كان بمثل هامته وعمق حضوره ومضاء عزيمته وثبات موقفه، وشديد اندفاعه، ونقاء طويته، لا يغنم منه الموت الا حفنة تراب، اما ذكره فسيبقى حيا ابد الدهر”.