إقتصاد وتكنولوجيامناطق ومناسبات

وفد بلدي بقاعي يشارك في مؤتمر حول مشروع “الحزام والطريق” في الصين

كتب اسامة القادري/ الصين

هل يتحقق حلم البقاعيين، ويتم ربط محافظة البقاع ببيروت، عبر نفق مؤهل لسكة حديد أو سواها، يبدأ في منطقة البقاع الأوسط، وينتهي في منطقة “قناطر زبيدة” في الحازمية؟ سؤال بحاجة الى الكثير من التوضيحات بشأنه، وهل يتحول الأمل الى حقيقة مع تنفيذ مشروع الصين المرتقب “الحزام والطريق”، الذي يتم الترويج له على مستوى محلي ودولي على أكثر من مستوى، بالتعاون مع التنين الأصفر/الصين. هذا ما يعمل من أجله البعض محلياً، وفي الصين، وما تسعى اليه الصين لربط المنطقة بالعالم عبر هذا المخرج والمشوع، للتواصل بين دول منطقة الشرق الاوسط والعالم.

وفي هذا السياق، عقد مؤتمر اقتصادي موسع في مدينة “إيوو” الصينية، في حضور حاكم المدينة وانغ جان، ولفيف أكثر من مئتي شخصية أجنبية، ولفيف من رجال الأعمال الاجانب والصينيين، تقدمهم رئيس “مركز الدراسات والتخطيط لطريق الحرير” رانغ تمشي جان، رئيس “مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية” وائل ياسين، وهو لبناني من البقاع الغربي، ووفد من البقاع الأوسط ضمّ رئيس اتحاد بلديات البقاع الاوسط محمد البسط، رئيس بلدية مكسة عاطف الميس، والزميل أسامة القادري، والمهندس عبد السلام القادري، ومن باكستان كبير بلدية إسلام أباد تري ريسمة هايانا، ومندوبين من أندونيسيا ومنغوليا، وسفير مملكة البحرين في الصين أنور العبد الله، وعدد كبير من الشخصيات من دول يمر عبرها مشروع الصين “الحزام والطريق”، وتمحور المؤتمر حول الرؤية والتأثيرات الاقتصادية على هذه الدول، وكيفية الاستفادة من هذا المشروع الضخم، والغير مسبوق في منطقة الشرق الأاوسط والعالم.

وبعد ترحيب من حاكم مدينة إيوو الصينية وانغ جان بـ”الوفد البقاعي اللبناني والحضور، طرح  “رؤية الصين الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية والإنعكاسات الإيجابية التي يمكن أن يوفرها مشروع الصين، واستعرض جان المراحل التاريخية لطريق الحريري، والذي كان سبباً أساسياً في تأصيل الصلة بين الدول العربية والأسيوية على اختلاف أعراقها ولغاتها”، موضحا أن “الحزام والطريق، هو طريق المنطقة نحو الخير”، آملا من “جميع قيادات الدول التعاون وعدم التعقيد لتسريع عجلة انجاز هذا المشروع.”

جان 

بدوره أشار رئيس مركز الدراسات والتخطيط لطريق الحرير رانغ تمشي جان، الى “مشروع الحزام والطريق، وعدد الدول المتعاونة على انجازه”، لافتا الى أن “التأخير في انجازه يضع المنطقة في فكّي التخلف الاقتصادي وسياسة تلقي الإملاءات”، مؤكدا “ضرورته لكافة أبناء الشرق الادنى والأوسط، وأي عرقلة له، تكون كمن يضع العصي في عجلة تقدم المنطقة اقتصادياً”، مشيرا الى أن “مشروع الحزام والطريق مستمر، ولم يتبقى إلا القليل، ونحن نعمل على حلحلة بعض العقد الموجودة”.

الوفد اللبناني

من جهته، عرض الوفد اللبناني “رؤية اللبنانيين، وخصوصا في منطقة البقاع شرق لبنان، في لقاء تلفزيوني عرض على شاشة المؤتمر، وعبر شاشات التلفزة الصينية، مشيرا الى “أهمية المنطقة، وموقعها عند الحدود اللبنانية ـ السورية، وإمكانية أن تكون ميناء جافاً، إضافة الى أهمية إنشاء منطقة صناعية، ومعرض للمنتجات اللبنانية ـ الصينية المشتركة”، مؤكدا أن “المنطقة مؤهلة، ولديها البنى التحتية والخدماتية والمصرفية المطلوبة لنجاح هكذا مشروع، وأن تكون مركزا للتجار الصينيين والعرب والأجانب”.

ولفت البسط الى “الموقع الإستراتيجي للبقاع، ودوره المحتمل في الشراكة في مشروع إعادة إعمار سوريا، بسبب قربه من الحدود السورية، ووجود مستثمرين وإقتصاديين يرحبون بالشراكة مع المستثمر الصيني، والتبادل التجاري والصناعي والزراعي بين لبنان والصين، وأن يتحول لبنان دراغون مارت”، مشيرا الى أن “لبنان بلد سياحي خدماتي، يتميز بموقعه الجغرافي على البحر المتوسط، وقدرته على ربط آسيا بافريقيا واوروبا، بحكم انتظام علاقاته مع جميع الدول العربية والأوروبية، التي ترجمت باتفاقيات تسهل التبادل التجاري والصناعي والزراعي معها”.

وفي ختام كلمته، وجه البسط “دعوة الى حاكم مدينة ايوو لزيارة البقاع الأوسط”. وشكره على “الدعوة للمشاركة في المؤتمر والاستضافة”.

من جهته، قال الميس: “إن سهل مكسه المترابط مع سهل بلدات تعنايل وقب الياس وبرالياس، يصلح لأن يكون ميناء جاف”، مضيفا “يوجد في منطقة البقاع العديد من المؤسسات التجارية والصناعية والسياحية، وخصوصا مجمع زون غيت السياحي، الذي يعتبر من أضخم المنشآت السياحية في لبنان”، ناقلا “تمنيات أصحاب معامل الانتاج الزراعي ومصانع المواد الغذائية، لأن يكون بين لبنان والصين تبادلا تجاريا صناعيا، باعتبار أن هذه المنتجات ذات جودة عالية، وفيها كل المواصفات الغذائية والصحية العالمية، ما يؤهلها للدخول الى الأسواق الصينية”.

ياسين

أما ياسين، الذي يشارك في المؤتمر، ويتابع خطوات هذا الملف مع الجانبين اللبناني والصيني، فقد اوضح أن “هذه الدعوة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، سبقها دعوة رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الى مدينة شنغهاي، والتي أثمرت بدفع العجلة لأخذ الاستثمارات الصينية بجدية أكثر”، مضيفا “نحن كمركز نعمل على ترتيب دعوات لاحقة لعدة بلديات وجمعيات، لتشمل كافة الأراضي اللبنانية، وهناك تحضير لوفود من طرابلس وعكار، والبقاع الأوسط ليس مشروع منفرد، بل يشمل كافة الأراضي اللبنانية، والدراسات جارية لتحديد ميزات المناطق اللبنانية من الشمال الى البقاع، وجبل لبنان والجنوب، تحت صيغة الانماء المتوازن بشقيه الاقتصادي والمناطقي”.

وتابع: عن سبب اختيار البقاع الأوسط، لافتا الى أن “الدراسات الجارية تؤكد أهمية هذه المنطقة، في مشروعي إعادة إعمار سوريا والحزام والطريق، وضرورة ربط ميناء بيروت بميناء جاف في منطقة البقاع، تكون قريبة من الحدود السورية، وعملية الربط تكون عبر نفق لسكة حديد، تبدأ من ميناء بيروت يصل الى قناطر زبيدة، ليدخل في نفق باتجاه البقاع، ومخرج هذا النفق سيكون في منطقة تابعة لنطاق اتحاد بلديات البقاع الأوسط، والبقاع الأوسط يتميز بأراضيه الشاسعة، وربطه المناطق البقاعية مع بيروت، وأيضاً يربط لبنان مع سوريا”.

وأشار ياسين أن “الحضور الصيني إلى لبنان ليس حضوراً تقليديا، وليس هدفه تصريف البضاعة الصينية، إنما نحن نعمل لأن يكون لبنان نقطة تواصل والتقاء لكافة الدول العربية والاوروبية مع الصين. وهذا يجعل من لبنان جوهرة المتوسط، كونه يمتلك منطقة مهمة جداً، مؤهلة أن تكون عاصمة لبنان الاقتصادية، وهي مدينة طرابلس، بالإضافة الى موقع بيروت الاستراتيجي ووصلها بالبقاع، وهذا ما يجعل من لبنان ذا ثقل استراتيجي اقتصادي، يؤهل لبنان المحافظة على أهميته مع الاقتصاد العالمي، ويرفع من مناعته الاقتصادية السياسية إقليمياً ودولياً، لذا، الطريق للخروج من جميع الأزمات التي يمر بها لبنان، هو مشروع الحزام الطريق”.

                                                              

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى