إقتصاد وتكنولوجيامناطق ومناسبات
وفد صيني يجول برفقة ياسين على بلديات ومؤسسات اقتصادية في البقاع
“المدارنت”…
جال وفد صيني مؤلف من المستشار الاقتصادي والتجاري لي جينغ، سكرتيرة ثانية صن نان، وملحق ديبلوماسي دنغ هوي بتكليف من سفارة بلاده في بيروت، برفقة رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل ياسين. في منطقة البقاع، والتقى الوفد أعضاء كل من: اتحاد بلديات البقاعين الاوسط والغربي وراشيا، وغرفة التجارة والصناعة، وتجمع الصناعيين في البقاع، واطلع على المناطق الصناعية.
الوفد الصيني
استهل الوفد جولته بزيارة مقر اتحاد بلديات البقاع الاوسط في مكسه، وكان في استقباله رئيس الاتحاد محمد البسط، وأعضاء الاتحاد نائب الرئيس درغام توما رئيس بلدية قب الياس جهاد المعلم، رئيس بلدية مكسه عاطف الميس ورئيس بلدية المريجات جمال مشعلاني ونائب رئيس بلدية مجدل عنجر أحمد حسين، ورئيس بلدية عنجر.
وقال البسط بعد توجيه الشكر لياسين على دعوته لزيارة الصين سابقا: “منطقة البقاع هي منطقة زراعية فيها الكثير من المؤسسات الصناعية للانتاج الزراعي، وموقع البقاع الاستراتيجي وقربه من دمشق”، مؤكدا أن “البقاعيين يتطلعون الى علاقة جيدة مع الدولة الصينية عبر مؤسسات الدولة اللبنانية، والمستثمرين والصناعيين،لأن الصينيين أبدعوا في فن الصناعة”.
وتمنى أن “تكون هذه الزيارة ايجابية لنقل صورة جيدة عن منطقة البقاع لتعزيز عملية الترابط وتمتين العلاقات”، لافتا الى أنه “لدى البلديات دراسات جاهزة لإنشاء ميناء جاف في البقاع الاوسط، متصل بميناء بيروت عبر نفق سكة حديد”، آملا أن “يلقى هذا المشروع اهتمام لدى الدولة الصينية، لما له من اهمية في مشروع الحزام والطريق”.
وعرض رؤوساء البلديات تطلعاتهم لمستقبل المنطقة وعن امكانية تقديم مساعدات انسانية وثقافية لما لها من دور في تعزيز الترابط.
وانتقل الوفد الى بلدية زحلة، حيث كان في استقباله نائب رئيس البلدية انطوان الأشقر وموظفيها، وعرض الجانبان لـ”اهمية التواصل والترابط بين البلدين في المشاريع الانمائية والاقتصادية”.
ثم زار الوفد “غرفة التجارة والصناعة”، وكان في استقباله نائب رئيس الغرفة منير التيني، رئيس اللجنة الاقتصادية طوني طعمة، المدير العام يوسف جحا والمستشار القانوني توفيق رشيد الهندي، واتفق الجميع على “ضرورة اعتبار منطقة البقاع زاخرة بالمقومات الاستثمارية”.
وانتقل الوفد الى مقر “تجمع الصناعيين “وكان في استقبالهم نائب رئيس التجمع عبد خضر واعضاء التجمع. وتداول الجانبان في سبل التعاون الصناعي، وابدى الصناعيين رغبتهم في مشاركة خبرة الصناعيين الصينيين، من خلال ما ينقله ياسين عن الوضع الصناعي الصيني واطلاعه على واقع الصناعة اللبنانية واهمية الترابط الصناعي بين البلدين.
وانتقل الوفد الى مركز اتحاد بلديات السهل في البقاع الغربي، حيث استقبله رئيس الاتحاد محمد المجذوب واعضاء الاتحاد.
ولفت المجذوب الى “واقع البقاع الغربي الزراعي انطلاقاً من ان اساس الاقتصاد في قرى السهل من قطاع الزراعة”، مؤكدا “تفاؤله بإمكانية تطوير العلاقات الصينية ـ اللبنانية”، داعياً الى “الاستثمار في مجال صناعة الانتاج الزراعي”.
ثم زار الوفد الصيني مركز المجلس الثقافي للبقاع الغربي وراشيا والذي لا زال قيد الانشاء في جب جنين، وكان في استقباله رئيس المجلس صالح الدسوقي واعضاء المجلس، واعتبر الدسوقي ان لا تطوير اقتصادي ما لم يرتكز على العلاقات الثقافية ودعم الثقافة هو تحصين للأجيال القادمة، وتمنى أن تولي الصين أهمية للثقافة ودعمها للمشاريع الثقافية.
راشيا
كما زار الوفد اتحاد بلديات قلعة الاستقلال في راشيا، وكان في استقباله رئيس الاتحاد فوزي سالم واعضاء الاتحاد، الذي أشار الى ان “لبنان غني بعلاقاته مع جميع الدول، وغني بالمشاريع، لكنها تحتاج الى شراكة مع المبدع الصيني في الصناعة”.
ثم انتقل الوفد الى معمل انتاج الكبيس والمخللات، وتجفيف الفواكه وتوضيب التفاح وتشميعه في بلدة البيرة، والذي هو في مرحلة التجهيز الاخير، والعائد للتعاون بين بلدية البيرة ومؤسسة الرعاية الاجتماعية.
كما جال الوفد في ارجاء المدرسة المهنية لتخريج المهنيين الزراعيين، وشرح المهندس عبد السلام القادري واقع المعمل والمهنية، متمنيا أن “يكون هناك اتفاقيات تعاون لتصريف انتاج المعمل، ونقل خبرات صينية اليه، وإنجاز اتفاقية تعاون مع مهنيات وجامعات صينية زراعية مع مهنيتنا”.
وزار الوفد عددا من المصانع في منطقة البقاع الاوسط، واطلع من ياسين على “اهمية هذه المعامل ،وفق الدراسة التفصيلية التي اعدها المركز وامكانية تطوير المصانع وتجديده”.
وابدى الوفد “اعجابه بمنطقة البقاع اقتصاديا وسياحيا وزراعياً، وما لديها وبمقوماتها، مؤكدا “استعداده للترويج لهذه المنطقة لدى الصناعيين الصينيين”.
الجانب الصيني
وأشار المستشار الاقتصادي الى أن “الحكومة الصينية تؤيد التعاون الاقتصادي الصناعي والزراعي بين الصين والحكومات العربية، ولديها صندوق التمويل بهذا الخصوص لدعم الاستثمار، وان الشركات الصينية تأخذ الأموال من هذا الصندوق بفائدة جداً متدنية”.
ولفت الى انه “علينا أن نعرف مشاريعكم لنبني العلاقة بين الشركات الصينية واللبنانية، والتواصل مع مركز الدراسات الذي يرأسه ياسين، بفتح الافق العملانية على الارض، لأننا نحن لا نعرف كثيراً عنكم، والشركات الصينية تعرف أقل منا عنكم، يجب علينا وعليكم ان نعزز الاعلام في هذا الخصوص”.
وتابع: “اطلعت على واقع في هذه المنطقة، وسأنقل صورة عن رؤية البقاعيين صناعيين ومجتمع أهلي الى القيادة، والى المستثمرين الصينيين للمساعدة في ايجاد آلية للاستثمار”، مضيفا “يجب العمل مع مركز الدراسات عبر ياسين ووزارة الصناعة، لرسم مشاريع ورفعها الى الدولة الصينية عبر وزارة الخارجية”، مشيرة الى أن “السفارة الصينية في لبنان مستعدة لخلق جو تعاوني”.
ياسين
بدوره أكد ياسين، أن “الجانب الصيني يبدي انفتاحا كبيرا في خلق تعاون وترابط، وقد لمس من الجانب اللبناني من خلال اللقاءات مع القيادات السياسية والاقتصادية، النية والاستعداد لجذب اي استثمار يساهم في نهوض الاقتصاد اللبناني المنهار”، آملا أن “تواجه هذه الايجابية من الجانب اللبناني الرسمي بانفتاح وتسهيل، لأن مصلحة لبنان تقوم على رفع مستوى الاستثمارات، كما لمسنا من البلديات والصناعيين والتجار استعدادهم لربط تعاون واستثمار”.
وفي ختام الجولة اقام رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال مأدبة غداء على شرف الوفد في مطعم “أمالين ـ كسكادا مول”.