مقالات

وقف أي مشاركة لبنانية في حرب اليمن أو قطع العلاقات مع إيران*!.

كتب أنطون الفتى

“المدارنت”..

يمضي لبنان في أزماته، مُسيَّراً لا مُخَيَّراً، بعدما تحوّل الى مجرّد مُسيَّرَة، يُمكن لفريق واحد فيه أن يتحكّم بوجهتها، وبالأهداف التي يرغب بإصابتها، حتى ولو أن الهدف كان صديقاً، أو مُساعِداً.

فالحكومة بحُكم الميتة منذ ما قبل الأزمة السياسية مع دول الخليج، وحتى منذ ما قبل حصول أحداث الطيونة بقليل. وهي في كل الأحوال غير قادرة على التعاطي مع الأزمات والصّراعات المحلية، فكيف إذا تحدّثنا عن الأزمات ذات الامتدادات الخارجية، والتي تفوق طاقتها؟

ولكن رغم عَدَم القدرة على المطالبَة بالكثير، إلا أن أزمة سياسية – ديبلوماسية، قد تستوجب بعض الإيماءات السياسية – الديبلوماسية في مقابلها، بما يعوّض بعض الخسائر، ويُرسل إشارات الصّداقة التي قد لا يُنظَر إليها الآن، ولكنّها ستُسجَّل لمراحل لاحقة.

فهل يجوز للبنان، الذي قُطِعَت علاقاته الديبلوماسية مع أكثر الجهات الخليجية الوازنة، والذي لا مظلّة عربيّة أخرى تعوّضها حتى الساعة، أو راغبة بتعويضها، (هل يجوز له) أن يصمت ويتماشى مع هذا الواقع، بموازاة تركه علاقاته الديبلوماسية مع إيران على حالها، رغم أن معظم مشاكله منذ عام 2005 وحتى اليوم، تعود الى طهران، الى أن وصل (لبنان) الى الفقر والمرض والجوع، بلا أي استعداد إيراني لمدّ يد المساعدة له، ولا حتى بمليار دولار واحد، رغم قدرتها (إيران) على تزويده (لبنان) بها بمعيّة العقوبات، بدلاً من إعطائها لـ “حزب الله”؟

قد يقول البعض إن لا دخل هذا بذلك. ولكن من المُؤسِف حقّاً ما نراه أمامنا، من تمنٍّ وترجٍّ لبناني، سواء في غلاسكو، أو في غيرها، بالمباشر أو عبر الهاتف، بهدف اختصار المسافات اللبنانية – الخليجية عن طريق واشنطن ولندن وباريس… فيما المسافة أقرب من ذلك بكثير، وهي اتّخاذ قرار رسمي بوقف أي مشاركة لبنانية في حرب اليمن، وتنفيذه، والإنطلاق بهذا الطلب لبنانياً الى إيران، تحت طائلة قطع العلاقات الديبلوماسية معها، وذلك بدلاً من دعوة السعوديين والخليجيين الى حوارات على الطريقة اللبنانية، تنتهي كما بدأت، بلا نتائج.

وأكثر. أين هي الجريمة، في ما لو صدرت في لبنان بعض المواقف الرسمية المُندِّدَة بالاحتلال الإيراني للجُزُر الإماراتية الثلاث (أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصّغرى)، من خارج الحكومة اللبنانية، كمبادرة لبنانية تجاه الإمارات، في عزّ الأزمة السياسية والديبلوماسية؟

لن نطالب بتصنيف لبناني لجماعة “الحوثي” بأنها إرهابية، نظراً الى استحالة حصول ذلك. ولكن لا بدّ من قول الحقيقة، وهي أن الحكومة التي “لا تمون” على عقد أي جلسة بعد أحداث الطيونة الأخيرة، لن تكون قادرة على إقناع أي جهة عربية أو دولية، بأنها “حالة مستقلّة” عن الفريق اللبناني المُشارِك في حرب اليمن.

علّق مصدر سياسي على آخر المستجدات اللبنانية، فرأى أنه “لا يُمكن رفع مستوى الانتظارات من الحكومة الحالية بعد اليوم، تجاه الأزمات الكبرى التي تهدّد جوهر عملها، طالما أنها غير قادرة على الاتّفاق على أمر واحد، وهو تأمين المخرج المناسِب لاستقالة وزير الإعلام جورج قرداحي”.

وأكد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “العمل الأسهل في مثل تلك الأزمات، هو إقالة أو استقالة الطرف المُتسبّب بها. وهذا ما لم يحصل حتى الساعة. وبالتالي، كيف يُمكننا أن نتوقّع خطوات ديبلوماسية لبنانية أكبر، وأشدّ صعوبة، تجاه إيران؟”.

وشدّد المصدر على أن “مرحلة جديدة ودقيقة للغاية بدأت، بعد القرار الخليجي بالابتعاد عن لبنان، و(بعد) تقصير الحكومة عن القرارات المناسبة لحلّ الأزمة، نتيجة هيمنة “حزب الله”.

وختم:”هذه الهيمنة أدّت الى انهيار لبنان مالياً، والى عزله خارجياً، وهي تتسبّب حالياً بمزيد من العزلة. ولكن من الصّعب معرفة احتمالاتها المستقبلية، ونتائجها كافّة، منذ الآن”.

المصدر: “أخبار اليوم”.

المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى