وهم التعايش مع النظام الايراني وإعادة تأهيله!
خاص “المدارنت”..
النظام الايراني، ومن أجل تحقيق أهدافه المشبوهة، إنتهج على الدوام سياسات مختلفة إتسمت في خطها العام بطابعها المتطرف، وإعتمدت على مبدأ تصدير التطرف والارهاب، والارتکاز على القوة والعنف لدفع الاخرين للقبول او الاقتناع بطروحاته،.
کانت لهذه السياسات المشبوهة، آثارا بالغة السلبية على الاوضاع في داخل إيران على الاصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، وتجسدت في إزدياد الفقر وإتساع دائرته يوما بعد يوم الى الحدّ الذي لم تعد فيه هناك من طبقة وسطى في إيران، حيث بات اليوم وبفعل السياسات المشبوهة لهذا النظام تعيش أغلبية الشعب الايراني تحت خط الفقر، وتزداد نسبة البطالة بشکل مخيف، حتى أنها تکاد أن تتجاوز الخطوط الحمراء، فيما تهبط قيمة الريال الايراني الى الحضيض، وتسجل أدنى قيمة لها.
وتزامنا مع حرب غزة، وبسبب من دور النظام الايراني فيها، فقد إزدادت حدة المواجهة السياسية الاقتصادية بين النظام والمجتمع الدولي، وفرض عقوبات مؤثرة على النظام أفقدته الکثير من قدرة المناورة والتحرك.
في ظل هکذا أوضاع، يقوم هذا النظام بالتعويل على تدخلاته في المنطقة، وجعل الامور تسير فيها کما يتفق مع مصالحه وأوضاعه، ولا سيما من حيث إثارته للحروب والازمات، وکأنه يريد أن يرقع أوضاعه الداخلية الصعبة بهکذا مسعى من أجل خداع الشعب من جهة، وفتح جبهات تخفف الضغط المسلط عليه.
البلدان الغربية التي ظلت مواقفها طوال أکثر من 4 عقود منصرمة، تميل الى صالح النظام في خطاه العام، خصوصًا من حيث إسترضائه ومسايرته من أجل وهم إعادة تأهيله، تيقنت کما يبدو من أن النظام، قد نجح في إستغلال الموقف الدولي لصالحه، وقام بتوظيفه عى أفضل وجه، ولذلك فإن المجتمع الدولي عموما والبلدان الغربية، خصوصا، يقف اليوم أمام مفترق حاسم وحساس، يجب عليه أن يأخذ بزمام المبادرة قبل أن تفوت الفرصة، بخاصة، وان الظروف والاوضاع کما نرى في سياق الامور ومٶشراتها، تسير بإتجاه المزيد من التعقيد، الذي يقوم به هذا النظام من أجل المحافظة على بقائه، وضمان عدم تعرضه لخطر السقوط، وهو الامر الذي يجب على المجتمع الدولي أن ينتبه له جيدا.
من يتابع الاوضاع في إيران بدقة يتوصل الى حقيقة أن النظام يمرّ بظروف بالغة الصعوبة، ليس بإمکانه تخطيها او تجاوزها، وهو يسعى من خلال توسيع دائرة الفوضى وإستغلال أهم القضايا الحساسة في العالمين العربي والاسلامي ونقصد بذلك تحديدا القضية الفلسطينية، وذلك من أجل خلط الاوراق فإنه بذلك يثبت مدى خطورته على الامن والاستقرار في المنطقة خصوصا وإنه لايقوم بذلك من أجل موقف مبدأي وإنما تکتيکي وبراغماتي بهدف منحه مزيد من الوقت للبقاء في السلطة.
کلما کان هناك مسعى دولي من أجل إستمالة النظام الايراني وجعله يتعايش مع المجتمع الدولي ويغير من نهجه المتطرف، فإنه وفي مقابل ذلك نرى إن هناك المزيد من التمادي من جانب هذا النظام في السير بإتجاه مغاير تماما لذلك بل وحتى إن وصول الامر الى الدور الحالي الاکثر من مشبوه للنظام الايراني في حرب غزة وجعله المنطقة کلها على شفا حرب ودمار مروع، إنما يثبت إن التعايش مع هذا النظام وإعادة تأهيله مجرد وهم ولايوجد هناك من أي خيار غير تغيير هذا النظام وهذه لن تکون إلا على يد الشعب الايراني.