ياسين يلتقي وفدًا من أحزاب لبنان في الصين: لحوار جاد بهدف التفاهم لا لتمرير الوقت بانتظار حلول الخارج!
“المدارنت”/
استقبل وائل خليل ياسين ، رئيس “مركز الشرق الاوسط للدراسات والتنمية”، الاستشاري المتخصص في السياسات الصينية لشؤون الشرق الاوسط في مدينة غوانزو الصينية، وفدً من أحزاب لبنان، يزور الصين، يمثل “تيار المستقبل”، “حركة أمل”، “حزب القوات اللبنانية”، “التيار العوني” “حزب الاتحاد”، المؤتمر الشعبي اللبناني، “المرابطون” و”الحزب الديموقراطي اللبناني”.
وأشار ياسين في خلال مأدبة أقامها تكريمًا للوفد، الى “المبادئ التي تنطلق منها السياسات الصينية في العلاقات الدولية، ومواقفها تجاه مجمل القضايا، وبخاصة في الشرق الاوسط”، منوها بـ”مواقفها ودورها البناء”.
وقال: “يمر العالم حالياً بأخطر مرحلة منذ قرن حيث ان العالم يتجه حاليا للانتقال من الأحادية الاميركية والهيمنه الغربية الى عالم متعدد الأقطاب، يحفظ لكل شعب حقه ودوره وفق امكانياته، على اساس استراتيجية التنمية والتشارك والتعاون السلمي على قاعدة سياسة الربح المشترك”.
وتابع:”كما اننا اليوم، نواجه صراعا كبيرا بين استراتيجيّتين، إستراتيجية السعي لإحلال السلام والإستقرار بهدف ايجاد الأرضية الخصبة للتنمية والتعاون لبناء مجتمع افضل مشترك للبشرية جمعاء، وهذه الاستراتيجية تتبناها الصين، والعديد من الدول وبخاصة العربية، والاستراتيجة المقابلة التي تتبناها الولايات المتحدة وحلفائها، وهي مستمرة بالسعي للحفاظ عليها، وهي استراتيجية الاحادية الاميركية والمفهوم الاستعماري المتمثل بسياسة الاحتواء ومبدأ الهيمنة وبسط النفوذ، اذ تعتمد على اثارة الفتن والنزاعات العرقية والدينية وشن الحروب، بهدف التدمير ومنع تنمية الامم واخضاعها وفرض الهيمنة ونهب الخيرات”.
ولفت الى أن “الحرب الاوكرانية/ الروسية والحرب “الاسرائيلية” (الإرهابية الصهيونية) على غزة ولبنان، ما هي إلّا حلقات من سلسلة الحروب التي تنشرها الولايات المتحدة الاميركية في العالم”.
وذكر أن “المطلوب اليوم، هو ارسال رسالة واضحة للولايات المتحدة، لكي تستفيق من سباتها، وتعلم ان العالم اليوم لم يعد العالم الذي يمكن فيه للقوى “الإمبريالية” أن تستعرض قوتها وتقرر مصير الشعوب كما تشاء، وعلى اللبنانيين ان يقفوا سدا منيعا في مواجهة ما يخطط لهم، وان يثبتوا للعالم اجمع انهم لن يكونوا وقودا في اي معركة لاي كان”، مضيفا “يخطئ من يظن ان الشعب اللبناني اليوم، هو نفسه الذي تعرض للانتهاك والتدخل، وكان وقودا في حروب الآخرين على ارضه ابان فترات الاحتلال والحرب الاهلية”.
ودعا ياسين “الاحزاب اللبنانية عبر ممثليهم الى التلاقي والتحاور الجاد، بهدف التفاهم وايجاد القواسم المشتركة وتحديد نقاط الاختلاف، والسعي بجدية الى حلها، وليس الحوار بهدف تمرير الوقت بانتظار حلول من الخارج او الرهان على متغيرات دولية ما”.
ورأى أن “التعاون والتفاهم اللبناني يمكّن كل الاطراف من مواجهة المخططات الدولية التي تحاك ضد لبنان، وتخرج كل الاحزاب اللبنانية من دائرة التدخل الخارجي بهدف فرض الإملاءات، وقواعد جديدة لادارة الملفات الداخلية اللبنانية، وبالتالي، اصلاح وتحديث البنية السياسية اللبنانية”.
ولفت الى “الرؤية الاقتصادية الشاملة للنهوض بلبنان، وابدى اعضاء الوفد تأييدً لهذا المشروع.
وختم ياسين: “كفى تحويل لبنان ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، علينا ان نرفض ان يكون لبنان صندوق بريد لتوجيه الرسائل الاقليمية والدولية، اننا نريد لبنان ساحة لتلاقي الأمم والأديان، وجسر عبور بين الشرق والغرب وواحة سلام عربية.