آثار مقتل رئيسي على المشهدين الإيراني والإقليمي!
“المدارنت”/ في ندوة كبير على برنامج الزوم، حضرها مجموعة متنوعة من الشخصيات السياسية العربية والإيرانية المعارضة، تم تسليط الضوء على قضية مقتل الرئيس الإيراني ابراهيم ورئيسي وتداعياتها على المشهد المحلي والإقليمي. وكان المتحدث الرئيسي في هذه الندوة، والذي أجاب وعلق على مداخلات الصحافيين والكتاب العرب، د. سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني لـ”المقاومة الإيرانية”، وأدارها السيد موسى أفشار، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة.
وقال د. سنابرق زاهدي: بالإضافة لتورطه الموثق بمجزرة السجناء السياسيين في صيف عام 1988، فإن (الرئيس الإيراني الراحل) ابراهيم رئيسي، وفقاً لتقرير بعثة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، متورط بجرائم حرب وقمع الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في إيران عام 2022 على خلفية مقتل الشابة الكردية، مهسا أميني على يد دورة الأخلاق.
وعن خلفية رئيسي، أوضح زاهدي، أن رئيسي دخل معترك القضاء الإيراني عندما كان عمره أقل من 20 عاماً فقط، وهو لم يمتلك أي مؤهلات لدخول هذا المجال، وتدرج في مناصب القضاء من نائب مدعي عام ومدعي عام إلى رئيس السلطة القضائية عام 2019، قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية، بمساعدة حاسمة من المرشد الإيراني (السيد علي) خامنئي.
وأكد د. زاهدي أن تاريخ رئيسي، ملييء بالسجون والإعدامات ضدّ التيارات السياسية المعارضة لنظام الملالي، لا سيما ضد “منظمة مجاهدي خلق” الإيرانية.
وبين د. زاهدي أن خلفية رئيسي المليئة بالإعدامات والتعذيب والقمع، جعلته يصبح الرئيس المفضل لخامنئي، الذي أراد تشكيل حكومة موحدة ذات قطب واحد ومن طيف واحد.
بموت رئيسي، ينهار العمود الفقري للتركيبة الحكومية المتجانسة من المتشددين التي صنعها خامنئي، وفقاً لـ د.زاهدي.
وتابع: أمام خامنئي، خيارين: إما أن يقبل التغيير، ويأتي بتركيبة أخرى، قد لا تتوافق مع آراءه بشكل تام، أو أن يستمر في اتباع المنحى المتشدد، ويأتي بحكومة أخرى تشبه حكومة رئيسي.
وأشار زاهدي الى عملية التعبئة الشعبية التي حشد لها خامنئي في مختلف مدن إيران بين مشهد وتبريز وقم وطهران، ولقاء قائد حرس الملالي حسين سلامي مع أعضاء محور “المقاومة” ، بوصفها رسائل من قبل خامنئي، تؤكد أننا على نفس الخط الذي رسمه رئيسي.
وشدد د. زاهدي على أن خروج رئيسي من المشهد شكل ضربة استرتيجية لخامنئي، سيضطره الى إعادة ترتيب البيت الداخلي في ظل ظروف داخلية وإقليمية حساسة للغاية، مرجحاً أن يستمر خامنئي في نهج التشدد السابق.
وفي مداخلته، أوضح السيد ضياء قدور، كاتب وباحث في الشأن الإيراني، أنه لا يوجد أحد اليوم حزين على مقتل ابراهيم رئيسي.
وأكد قدور أن الفرح بمقتل هؤلاء المجرمين هو سلوك فطري لدي أي إنسان. وبحسب قدور، لا يمكن بناء أي تحليلات على حادثة مقتل رئيسي في ظل الأخبار غير الموثوقة التي تتناقلها المواقع الإيرانية، ويجب الاكتفاء فقط بالحديث عن تداعيات القضية باعتبار أن مقتل رئيسي ورفاقه أصبح أمرًا واقعًا.
وفي هذا الصدد، شدد قدور على أن مقتل رئيسي ووزير خارجيته أحدث فراغ في المنظومة الحاكمة في طهران، وهذا الفراغ يخشاه نظام ولاية الفقيه ويسعى لتداركه.
من جهته، أكد السيد نزار جاف، كاتب وباحث عراقي، أن رئيسي كان أحد الطلبة الذين تتلمذوا على يد آية الله بهشتي، أحد الوجوه المتطرفة داخل النظام الحاكم، وترجم ما تلاقه نظرياً منه كجرائم على الساحة الإيرانية.
ووصف جاف رئيسي، بأنه تجسيد حرفي وعلى المقاس التام لنظام ولاية الفقيه، وأن رئيسي هو رجل خامنئي الموثوق والمعتمد عليه بشدة في مواجهة الانتفاضات الشعبية التي بدأت تصبح أكثر راديكالية بعد عام 2017.
وأوضح جاف أنه من الصعوبة أن يأتي خامنئي برئيس آخر يشبه رئيسي، وهو مصمم على السير في طريق التشدد والقمع المجرد، بهدف العبور بنظامه إلى شاطئ الأمام في ظل الوضع الداخلي الحساس والمقلق وأزمة غزة التي انخرط بها نظام الملالي بشكل واضح.
بدوره، دعا السيد أيمن خالد، كاتب وباحث عراقي، حركات المعارضة الإيرانية للعمل على تثبيت قضايا الحقوق وجرائم نظام ولاية الفقيه استعداداً للمرحلة المقبلة، لا سيما أنه من وجهة نظره يعيش نظام ولاية الفقيه أيامه الأخيرة، وعلى المعارضة الإيرانية أن تكون مستعدة بكامل أوراقها وملفاتها الحقوقية للمحاسبة المستقبلية.
وأشار السيد أحمد الأيوبي، الصحافي اللبناني، إلى أن حادثة مقتل رئيسي كشفت عن هشاشة النظام، من خلال عجزه عن إيجاد رئيسه لأكثر من 16 ساعة، ولولا التدخل التركي، لكان من الممكن أن يظل رئيسي مفقوداً حتى الآن.
وبين الأيوبي أن الغطاء الدولي، بخاصة الأمريكي والأوروبي، هو من يبقي نظام ولاية الفقيه الضعيف قائماً حتى الآن، بالرغم من كل الانتفاضات الشعبية الغاضبة.