أميركا تطلق “كلبها” على إيران: لا عليكم سنتولى نقطة الخروج!
“المدارنت”
الإنجازات العسكرية كانت مبهرة جداً في اليومين الأولين، وتدل على استعدادات دقيقة في الاستخبارات والموساد والحملات وسلاح الجو على حد سواء. يشارك في هذا الإنجاز كثيرون كانوا شركاء في إخفاق 7 أكتوبر. ليس في ذلك مواساة، بل تعويض. التحدي هو ربط الإبداعية والجسارة في مهمات خاصة بما هو مطلوب في الأمن الجاري.
قرار فتح الحرب كله لنتنياهو. وها هو يقرر وهو المسؤول: الحظوة كلها له. رجاء، لا تقزموا أهمية القرار، قد يكون له معنى تاريخي، قرار بن غوريوني، كما درج ذات مرة على تسمية مثل هذه القرارات.
ربما أخطأنا فيه؛ ربما تغير. المؤكد أن الظروف تغيرت، بسبب وصمة الحرب ونضوج البرنامج النووي الإيراني على حد سواء. نتنياهو ظرفي. ثابت في شيء واحد: لا يملك استراتيجية خروج، لا في غزة ولا في تجنيد الحريديم ولا في إيران. طوال حياته المهنية يوصي بالوجبات الأكثر ثمناً على فرض أن أحداً ما آخر سيدفع الحساب. مشوق أن نشبه تصريحاته في الحرب بتصريحات ترامب، الرئيس الذي لا يعتبر عبقرياً استراتيجياً. ترامب أعطى إسرائيل ضوءاً أخضر لفتح الحرب، شريطة ألا تظهر أمريكا كشريكة ومسؤولة. الهدف واضح: لقاء إيران ضعيفة ومفككة، واستئناف المفاوضات بشروط محسنة. المحطة النهائية هي الاتفاق. إسرائيل كلب الهجوم. نهج ترامب لا يميز بين أوكرانيا زيلينسكي وإيران خامنئي: الإهانة ضمانة الاتفاق.
لكن ترامب هو نفسه سيعزو كل نجاح لنفسه. في يومي الحرب الأولين، نفى أي دور في الحملة الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه، تباهى بدوره. في إحاطات للمراسلين في البيت الأبيض، شددوا على إلقاء مسؤولية الحرب على الحكم الإيراني وليس على إسرائيل وحدها. لن تهاجم قواعد أمريكية. وقريباً سيدعى ويتكوف لمواصلة المفاوضات.
نقطة خروج نتنياهو ليست معروفة. قال في إحدى تصريحاته: “أزلنا تهديد النووي الإيراني”. لهذا لا أساس لهذا الإعلان الآن. بل العكس: إيران تستخدم الهجوم الإسرائيلي لاقتحام سور الغموض رسمياً، وتعلن وصولها إلى القنبلة. هل سيرد ترامب بدخول الحرب؟ ثمة شك كبير.
إيران ليست حزب الله ولا حماس. بدلاً من القادة وخبراء النووي الذين صفوا، سيأتي آخرون، وبدلاً من القادة وخبراء النووي الذي صفوا سيأتي آخرون، وبدلاً من البنى التحتية العسكرية التي تضررت ستبنى جديدة. الحل هو تغيير النظام: حكومة إيرانية أخرى، لا تدعو إلى إبادة إسرائيل، تحيد معنى التهديد النووي. اوري لوبراني الراحل، الذي كان رجلنا في طهران في عهد الشاه ادعى لسنوات بأنهم إذا ما خصصوا له بضع عشرات ملايين الدولارات فسيحدث تغيير النظام. مع المال أو بدونه، لم تحصل المعجزة. إذا حصلت عقب العملية الإسرائيلية – انتصرنا. خير أن يكون هذا النظام السيئ من نصيب التاريخ.
الحروب المبادر إليها تبدأ بالنشوة. نشوة وقلق. النشوة تذوي والحرب تستمر.