“أوتشا” الأممية: 18 ألف طفل في غزة صاروا أيتاماً بسبب حرب الإبادة.. وإعتقالات قبل إنسحاب جيش العدوّ من طولكرم!
“المدارنت”..
كشف “منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة/ أوتشا” مهند هادي، أن عدد الأطفال الأيتام والذين هم وبلا حماية، في غزة قطاع صار يتراوح بين 17-18 ألفًا بفعل حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال هادي خلال مؤتمر صحافي في مركز الأمم المتحدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، عقب لقائه مسؤولين من الاتحاد الأوروبي: “إن الأطفال في غزة باتوا مشغولين بجمع الحطب بدلًا من الذهاب إلى المدارس أو اللعب، حيث لا توجد كهرباء أو غاز للطهي”.
وأوضح هادي أن مشاهد الأطفال، وهم يبيعون أشياء لا قيمة مادية لها على جوانب الطرق، مثل مقبض باب مكسور أو كوب، تكشف عن حجم الفقر المدقع الذي يعانيه السكان، مشيراً إلى أنه حتى النقود الورقية اختفت من القطاع، ما يعمّق الأزمة الاقتصادية والإنسانية.
ووصف المسؤول الأممي ما عايشه من مشاهد عبر رحلته إلى قطاع غزة في آب/أغسطس الماضي، وما رآه من دمار هائل بـ”فيلم رعب”.
وبين أن الحاجات الأساسية مثل المياه النظيفة والقهوة ووجبة الإفطار غدت أحلامًا، بعد 11 شهرًا من الحرب لافتاً إلى أن السكان في غزة يفتقدون أبسط مقومات الحياة، بما في ذلك الشعور بالأمان أو القدرة على التواصل مع أفراد العائلة الذين قد يكونون مفقودين أو “ضحايا الصراع”.
وذكر المسؤول الأممي أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون صعوبات هائلة في إيصال المساعدات؛ بسبب التأشيرات والمعابر والعراقيل الأخرى، كما أنهم يتعرضون لمخاطر جسيمة أثناء العمل.
وأشار إلى أن مركبات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تتعرض لإطلاق النار كما حدث في آب عندما أصيبت مركبة تابعة لبرنامج الأغذية العالمي بعشر رصاصات.
ولفت إلى أن 214 موظفًا من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وسبعة آخرين من منظمة “المطبخ المركزي العالمي” فقدوا حياتهم محذراً أن الوضع في غزة والضفة له تأثيرات مباشرة على المنطقة بأكملها.
من جهة ثانية، وصف الأمين العام لمنظمة “أطباء بلا حدود”، “كريستوفر لوكيير”، الوضع الإنساني والصحي في قطاع غزة بأنه كارثي.
وذكر “لوكيير”، في تصريح صحافي، اليوم الجمعة، أنه “لا أمن ولا أمان للعاملين في القطاع الصحي خلال تأدية واجبهم”. مؤكدا أن “إسرائيل تستخدم المساعدات الإنسانية أداة للدعاية السياسية، وأنها لا تسمح بدخول المواد اللازمة للقطاع”.
وشدد “لوكيير” على أن القانون الدولي الإنساني يضمن دخول المساعدات، ويضمن حياة وأمن العاملين في الرعاية الصحية والإنسانية، وهذا لم يحدث في قطاع غزة.
اعتقالات وإصابات في الضفة
وانسحاب الاحتلال من طولكرم
من جهة ثانية، شنت قوات الاحتلال الإرهابي الصهيوني، صباح اليوم، سلسلة اعتداءات على مناطق في الضفة الغربية، وشملت اعتقالات لعدد من الفلسطينيين بينهم أطفال، وإصابة آخرين خلال اقتحامات متفرقة. واعتقل الاحتلال الطفل محمد وليد طقاطقة (14 عاماً) من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، بعد مداهمة منزله وتفتيشه.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال عدة منازل، واعتقلت الشابين عاهد المدني وأحمد بشارة، بعد عملية دهم واسعة في المدينة.
وفي وقت متأخر من ليل أمس، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وأطلقت الرصاص الحيّ ما أدى إلى إصابة 5 فلسطينيين بينهم طفل.
وأفادت مصادر محلية، أن أحد المصابين وصفت حالته بالخطيرة، فيما تمّ نقل الطفل الذي أصيب في فكّه إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وشيّع أهالي مدينة طوباس، اليوم، جثامين الشهداء الذين ارتقوا فجر أمس، جراء قصف طائرة صهيونية مُسيرة استهدفتهم قرب مسجد التوحيد في المدينة.
أما في طولكرم، فقد انسحبت قوات الاحتلال، عصر الخميس، من المدينة ومخيمها بعد عدوان استمر ثلاثة أيام، خلّف خمسة شهداء، بينهم الفتاة هبة الله شحادة، إلى جانب اعتقال آخرين.
والحق العدوان دماراً واسعًا بالبنية التحتية للمخيمات، حيث قامت جرافات الاحتلال بتجريف الطرق وتدمير المنازل والمحال التجارية.
وبدأت فرق بلدية طولكرم بإزالة الركام والردم فور انسحاب قوات الاحتلال، في حين بدأت فرق إدارة مخاطر الكوارث التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني بتوزيع المساعدات الغذائية على العائلات المتضررة.
وأكد محافظ طولكرم مصطفى طقاطقة، في تصريح لـ”وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية/ وفا”، أن التحرك السريع للطواقم الحكومية والفنية، يهدف إلى إزالة آثار العدوان وإعادة الحياة إلى المدينة”، مشيدًا بـ”الدور الكبير للمؤسسات والجهات المتعاونة، فيما تستعد المدينة لتشييع جثامين الشهداء الخمسة اليوم”.