إحتمال إلغاء “الاتحاد الأوروبي” شراكته مع “إسرائيل، وتبعاته عليها!
“المدرانت”
سيكون لقرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مناقشة اتفاق الشراكة تأثيرات عميقة، لكن ربما لن تكون فورية. هذا التطور الأخطر في علاقات إسرائيل الخارجية منذ بداية الحرب. اتفاق الشراكة هو إطار كل اتفاقات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. الاتفاق يتطرق أولاً وقبل كل شيء إلى التعاون الاقتصادي، وأيضاً التعاون في مجال التعليم والصحة والثقافة وما شابه.
ما الذي تقرر في الاتحاد الأوروبي؟
قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إعادة فحص فصل حقوق الإنسان في اتفاق الشراكة، وفحص ما إذا كانت إسرائيل تلتزم به. اتخذ القرار بقيادة هولندا وإسبانيا، وبتأييد 17 دولة من بين الـ 27 في الاتحاد. ليس واضحاً كم من الوقت سيستغرق الفحص. قالت وزيرة خارجية الاتحاد، كايا كلاس، إن القرار يمكن التراجع عنه. ولكن الحديث يدور عن إشارة مقلقة.
الممثلية الأوروبية كلفت الجهاز الدبلوماسي في الاتحاد بإعداد تقرير عن التزام إسرائيل بتعهداتها تجاه حماية حقوق الإنسان والتزامها بقوانين القضاء الإنساني الدولية.
مصدر رسمي في الاتحاد الأوروبي قال أمس: “الاتحاد يطلب من حماس إطلاق سراح المخطوفين على الفور، ويطلب من الطرفين العودة إلى وقف إطلاق النار. ونتوقع من إسرائيل استئناف إدخال المساعدات الإنسانية بكميات كبيرة إلى كل أرجاء قطاع غزة. هدفنا إنهاء الأعمال العدائية. نريد مواصلة علاقات إيجابية ونعول على إسرائيل”.
ما هو اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي؟
تم التوقيع على اتفاق الشراكة في 1995 ودخل حيز التنفيذ في العام 2000. وهو اتفاق واسع يشمل الالتزام بالتعاون في مجالات كثيرة، من بينها العلوم والتعليم، وأيضاً منطقة تجارة حرة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي. يستند الاتفاق إلى اتفاقات أخرى، مثل اتفاق السماء المفتوحة، واتفاقات التجارة مع أوروبا.
ما احتمالية إلغاء الاتفاق؟
الاحتمالية ضعيفة في هذه المرحلة. ستكون المرحلة الأولى تقديم نتائج الفحص لحقوق الإنسان في إسرائيل وفي غزة، وبناء عليها سيتم اتخاذ القرارات. “لا نعتقد حدوث إلغاء للاتفاق. والقرار قد يدعو إسرائيل لتغيير سياستها، وليس بالتحديد إلغاء اتفاقات”، قالت يفعات ألون – بيرل، مديرة قسم السياسة واتفاقات التجارية في وزارة الاقتصاد.
إذا تقرر تغيير أو إلغاء الاتفاق، فهذا الأمر بحاجة إلى إجماع من كل دول الاتحاد الأوروبي. ودول مثل هنغاريا والتشيك مثلاً، لا يتوقع أن توافق على ذلك. مع ذلك، أحياناً، تطبيق الاتفاقات يتأثر بقرارات مستويات متدنية، حتى بدون الحاجة إلى إلغاء الاتفاق. مثلاً، تطبيق مشاريع مثل برنامج التعليم “إيراسموس” يعتمد على الدولة المستضيفة للمشروع، التي يمكنها عدم المصادقة على مشاريع تشارك فيها إسرائيل. مؤخراً، إسرائيل لم يتم ضمها إلى عدد من التجمعات البحثية – الاقتصادية بسبب الخلافات بين الدول التي تقود هذه التجمعات.
إلى أي درجة تعد التجارة مع أوروبا جوهرية لإسرائيل؟
الاتحاد الأوروبي هو شريك التجارة الأهم لإسرائيل. 32 في المئة من تصدير إسرائيل هو للاتحاد الأوروبي، والقطاعات الرائدة هي الآلات والمواد الكيميائية. في المقابل، إسرائيل غير مهمة بشكل خاص – فقط 0.8 في المئة من إجمالي تصدير أوروبا هو لإسرائيل. مع ذلك، تقول ألون بيرل إن “إسرائيل سوق مهمة لأوروبا. فهذه سوق قريبة مع قوة شراء كبيرة وأسعار عالية نسبياً”.
ما هي أسباب النقاش حول اتفاق الشراكة؟
دول أوروبية توجه الانتقادات الشديدة منذ فترة طويلة بسبب الحرب في غزة. حتى في شباط، في اللقاء السابق للجنة الأوروبية – الإسرائيلية لتطبيق اتفاق الشراكة، دعا ممثلو الدول الأعضاء في الاتحاد إلى إدخال المساعدات الإنسانية بدون إزعاج إلى قطاع غزة وإلى تطبيق كامل لوقف إطلاق النار.
بعض دول الاتحاد تدفع إلى إعادة فحص الاتفاقات مع إسرائيل منذ سنة تقريباً. وصور الجوع والأزمة الإنسانية رجحت الكفة. جهات في إسرائيل تزعم أن وزراء الخارجية يتأثرون من اعتبارات سياسية داخلية بسبب الانتقاد والمظاهرات الواسعة في دولهم.
ماذا تفعل دولة إسرائيل لمواجهة هذا التهديد؟
وزارتان حكوميتان تعملان أمام الاتحاد لمنع المس باتفاق الشراكة: وزارة الخارجية تعمل أمام دول الاتحاد، بالأساس في شرق أوروبا، من أجل معارضة هذه الدول للتغيير. ووزارة الاقتصاد من ناحيتها، تنشغل في خلق بنية تحتية لتنويع تجارة إسرائيل. “لسنا متعجرفين، هذه صورة معقدة”، قالت ألون بيرل. “نحن كدولة، ننشغل في تنويع العلاقات التجارية لإسرائيل لمواجهة أيام شديدة البرودة كهذه.
نجري مفاوضات من أجل اتفاق تجارة حرة مع تايلاند، ونعمل على توسيع التجارة مع الهند وجهات أخرى. الوزير نير بركات، ترأس بعثة تجارية كبيرة إلى الهند قبل شهرين، وسيصل وزير التجارة في الهند في الأشهر القريبة القادمة إلى إسرائيل كرد على هذه الزيارة”. مع ذلك، إذا كان هناك مس بالعلاقات مع أوروبا، التي ليست اقتصادية فقط، فربما يكون الضرر على اقتصاد إسرائيل كبيراً جداً.