إذا ألــقـــى الــزمـــان عــلــيـــك شـــرًا..
“المدارنت”..
مع تواصل الأزمة السياسية والإقتصادية والاجتماعية في لبنان، وتفاقمها باضطراد سريع لافت، ننشر هذه القصيدة للشاعر المهجري إيليا أبو ماضي، التي تعبّر عن واقعنا المأزوم والمحزن، وكأن الشاعر كان يتوقع الحالة تنتظر جيلنا والأجيال المقبلة، في لبنان والعالم العربي. (المحرر)
*********
إذا ألقى الزمان عليك شرًا
وصار العيش في دنياك مرًا
فلا تجزع لحالك بل تذكر
كم أمضيت في الخيرات عمرًا
وإن ضاقت عليك الارض يوماً
وبتَّ تَئِن من دنياك قهراً
فّرَبّ الكون ما أبكاك الّا
لتعلم أن بعد العسرِ يسرًا
وإن جارَ الزمان عليك فاصبر
وسَلْ مولاك توفيقا وأجرًا
لعل الله أن يُجزيك خيرا
ويملأ قلبك المكسور صبرًا
وإن شَنّ البُغاة عليك حرباً
وأجروا من دم الأحرار نهرًا
فلا تحزن فربّك ذو انتقامٍ
سيصنع من دم الأبطال نصرًا
وإن فرَض الطغاه عليك ذلاً
فلا تخضع وعشْ دنياك حرًا
وقُلْ يا نفس لي ربُ كريمُ
سيسلخ من ظلام الليل فجرًا
وإن جارَ الصديق عليك ظلماً
وقابلك الوفَا بُعدا وهجرًا
فلا تحزن عليه وعشْ عزيزاً
فقد كنت الوفي وكفاكَ فخرًا
وإن صفت الحياة عليك فاحذر
فَرُبَّ بليةٍ تأتيك غدرًا
فكم من مترفٍ بالمال فيها
فاصبح يرتدي ذلا وفقرا
وكم في الناس ذا ملك عظيمٍ
وقد ملك الدنا براً وبحرًا
فبعد العز وافته المنايا
وأدخل في ظلام الليل قبرًا
هي الدنيا فلا تركن اليها
ولا تجعل لها في القلب قدرًا
ومد يداك للرحمن دوماً
فربك لن يرد يداك صفرًا