عربي ودولي

“إسرائيليون”: جبهتنا الداخلية غير جاهزة! ماذا لو نفدت اعتراضاتنا أمام أعداد الباليستي؟!

الرئيس الأميركي دونالد ترامب

“المدارنت
أعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق بأن هجوماً عسكرياً أمريكياً على منشآت النووي الإيرانية لن يكفي، ولهذا هناك حاجة للوصول إلى اتفاقات. مراقبون ترسلهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليفحصوا بأن الإيرانيين لا يخرقون الاتفاق الذي وقع بين الولايات المتحدة وإيران في عهد الرئيس أوباما، ادعوا بأن ليس بوسع الولايات المتحدة أن تحيد قدرة التنمية النووية لإيران بهجوم عسكري فقط، لأن هناك مواقع بعمق ألف متر تحت الأرض تقريباً، وكل ما يتحقق هو تعليق جزئي، ولكن ليس تصفية تامة للقدرات النووية. وعليه، فبدون اتفاق سياسي يمكن لإيران أن تصل إلى قنبلة نووية. في أيدي إيران الآن مادة مشعة لإنتاج عشر قنابل نووية، وثمة خبراء يدعون بأن لديها بضع قنابل نووية اشترتها من كوريا الشمالية أو من باكستان.

رداً على الهجوم الإسرائيلي، قال مصدر إيراني لـ “نيويورك تايمز” إن إيران بلورت خطة رد على هجوم إسرائيلي تتضمن هجوماً مضاداً بمئات الصواريخ الباليستية على مراكز سكانية، وبنى تحتية أمنية، ومراكز التحكم والسيطرة. إضافة إلى ذلك، أطلق مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، قولاً استثنائياً عن قدرات الصواريخ الإيرانية: “هذا تهديد وجودي لا يقل عن التهديد النووي”. وحذر ويتكوف سيناتورات جمهوريين كباراً من أن إيران قد ترد على هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية بهجمة صواريخ واسعة تتغلب على منظومات الدفاع الإسرائيلية وتلحق ضرراً وإصابات على نطاق واسع. وحسب تقديرات الاستخبارات الأمريكية، لدى إيران نحو ألفي صاروخ باليستي مع رؤوس متفجرة قادرة على حمل طن من المواد المتفجرة، قد تصل إلى أرجاء إسرائيل كلها.
هدف إيران هو أن يفوق عدد صواريخها عدد صواريخ الاعتراض الإسرائيلية. الخطة الإيرانية هي مواصلة إطلاق الصواريخ الباليستية حتى بعد أن تنفد صواريخ “حيتس” الاعتراضية لدى إسرائيل، وحتى المساعدة الأمريكية لا تكفي، وعندها ستجد إسرائيل نفسها تحت وابل من الصواريخ الباليستية مع رؤوس متفجرة حتى طن، دون قدرة دفاعية كافية.

ليس على مدى الزمن
وعلى حد قول مصادر رفيعة المستوى في الولايات المتحدة، فإن واشنطن تشارك لوجستياً بالعملية وتعطي معلومات استخبارية لإسرائيل لمساعدتها. شبكة “سي.بي.اس” انضمت إلى التقارير و”مصادر مطلعة على التفاصيل” قالت للشبكة إن إدارة الرئيس ترامب تساعد إسرائيل في الهجوم على إيران، من دون أن تتصدره.
رغم النجاح المبهر لسلاح الجو في هجومه على إيران، والذي لم يؤد إلى تصفية القدرة النووية وإنتاج القنابل، فإن لهذا الهجوم أهمية كبيرة جداً في عنصر الردع تجاه دول معادية أخرى أيضاً.
ينبغي أن نأخذ بالحسبان بأنه بقدر ما تطول الحرب سنرى دماراً شديداً أكثر للبنى التحتية وللبيوت في مركز البلاد، مثلما رأينا ونرى في غلاف غزة وفي بلدات حدود الشمال جراء حرب “السيوف الحديدية”. إضافة إلى ذلك، لا يمكن لإسرائيل أن تواصل الحرب بمدى زمني طويل بسبب شلل النشاط الاقتصادي في الدولة والانقطاع عن العالم في مجالات الطيران والتجارة والأعمال – انقطاع قد يؤدي إلى انهيار اقتصادي يمس بشدة بالقدرة على مواصلة تحريك عجلات الحرب.
نرى الفجوة الواسعة التي بين الاستعداد والجاهزية وتميز أعمال سلاح الجو الهجومية، وبين إهمال إعداد الجبهة الداخلية للحرب، الموضوع الذي حذرتُ منه كثيراً أمام أصحاب القرار. شكلت في الماضي خمسة طواقم من الخبراء، أحد المواضيع المركزية التي عملت عليها هو عدم جاهزية الجبهة الداخلية للحرب. أوصينا بحلول رفعت إلى المستوى السياسي والمستوى العسكري. لم ينصت أصحاب القرار في إسرائيل على مدى سنوات طويلة، ولم يفهموا بأن الحروب تغيرت، وأن الجبهة الداخلية ستكون مركز الحرب، بخلاف الماضي، حين دارت الحروب إلى الجبهات أساساً. موقف المستوى السياسي والمستوى العسكري من إعداد الجبهة الداخلية للحرب تعبر عنه جيدا صورة “القرود الثلاثة” التي ترمز إلى اللامبالاة، وتجاهل المشكلات، وانعدام الاستعداد للتدخل عندما تكون حاجة لذلك.

لعبة الولايات المتحدة
يثور فيّ تخوف من أن ترامب أجرى مناورة على إسرائيل في اتفاقه مع الحوثيين. فالاتفاق يقضي بأن تتوقف أعمال القصف الأمريكية على الحوثيين شريطة أن يتوقف الحوثيون عن هجماتهم على السفن الأمريكية. لم يستبعد ترامب في الاتفاق مع الحوثيين استمرار إطلاق الصواريخ أو المسيرات على إسرائيل وضرب السفن الإسرائيلية. فالرئيس الأمريكي يرى بشكل شبه مطلق مصلحة الولايات المتحدة، ولا يحسب حساباً لأحد آخر. “ما دامت إسرائيل تشكل ذخراً له فسيساعدها. في اللحظة التي يفكر فيها بأن إسرائيل ضعيفة وأنها عبء يزعجه في تحقيق أهدافه، سيدير لها ظهر المجن. ترامب رجل أعمال، يتركز فكره على الربح والخسارة، على الجدوى فقط.
فهل من المتعذر -إن قرر ترامب الذي لا يريد التورط في حرب مع إيران، حرباً قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي شامل بمشاركة أصدقاء إيران، روسيا والصين وحتى كوريا الشمالية- ألا تتدخل الولايات المتحدة في الهجوم إلى جانب إسرائيل، ولكن تساعدها فقط في الدفاع وفي الأعمال اللوجستية كصديقة، شريطة ألا يوجه الرد الإيراني ضد قواعد الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟ قد يقول ترامب لنفسه: “فليعلب الفتيان أمامي. إيران تتلقى ضربة قاسية من إسرائيل، لعلها تجلبها إلى اتفاق نووي جديد، وإسرائيل هي الأخرى تتلقى ضربة، فيما تخرج الولايات المتحدة دون أذى.
أخشى أن يحصل لنا ما حصل لنا مرات عديدة في الماضي: نشوة كبيرة في بداية الطريق من النجاحات وفي سياق الطريق، والوصول إلى أرض الواقع. ثمة طريق واحد فقط لتسوية الوضع مع إيران: اتفاق سياسي بين الولايات المتحدة وإيران. حان الوقت ليخرج ترامب يديه من جيبيه ويساعد إسرائيل في الهجوم، وبذلك يدفع إلى الأمان ويسرع الاتفاق مع الإيرانيين.

إسحق بريك: “معاريف” العبرية
المزيد

المدارنت / almadarnet.com

موقع إعلامي إلكتروني مستقل / مدير التحرير محمد حمّود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى